بغض النظر عن الأجندة السياسية التي تقف خلف التنظيمات الإرهابية التي تتصف بالتشدد الإسلامي أو هكذا يسميها بعضهم, لأننا كمسلمين من جهة وكإسلام من جهة أخرى لا نؤمن بهكذا منهج بعيد عن الخط العام للدين الإسلامي حيث يبيح الدماء والأعراض والمقدسات حتى الإسلامية نفسها من أجل فكر وعقيدة فاسدة, فبغض النظر عن الجهات التي تقف خلف تلك التنظيمات الإرهابية نجد إن الذريعة التي يتخذها قادة وعناصر هذه التنظيمات وأبرزها تنظيم داعش الإرهابي لقتل الناس – مسلمين وغير مسلمين, من السنة والشيعة – هي إن هذه الفرق وهذه الطوائف لا تعتقد بصحة خلافة الأمويين ويغطونها بغطاء آخر وهو سب الصحابة والخلفاء!! فإن كانوا منتحلي التشيع من أتباع مرجعيات السب الفاحش هم من يسبون الصحابة فلماذا يُقتل السنة وهم لا يسبون الصحابة ؟! يقتلون لأنهم لا يعتقدون بصحة خلافة الأمويين بل يرون إن الأمويين هم السبب في تشظي الإسلام وتشرذمه وهم أساس الفرقة بين طوائفه ومذاهبه.
وهنا نسأل الدواعش ومن يبرر لهم ويغذيهم بهذا الفكر التطرفي الدموي الإقصائي التكفيري ممن سار على مدرسة إبن تيمية التكفيرية التي نصبت العداء للخلفاء والصحابة مقابل التمجيد والتعظيم بتاريخ بني أمية الذي كان حافلاً بسفك الدماء والليالي الحمراء والخمر والمجون وإرتكاب المحرمات, ونقول لهؤلاء الذين يقتلون الناس من أجل بني أمية هل راجعتم تاريخ بني أمية ؟ هل إطلعتم عليه جيداً ؟ هل حكمتم العقل في كل ما وصلكم عنهم وعن فسادهم الأخلاقي الذي كان سبباً وذريعة ليقتل أحدهم الأخر من أجل الحكم ؟ هل يستحقون أن يُقتل إنسان لعدم اعتقاده بخلافتهم أو عدم تمثيلهم الخلافة الحقيقة في الإسلام ؟.
فمن كان يشرب الخمر ويزني بزوجات الأب وينتهك حرمات الله هل يستحق أن يكون خليفة ؟ يا أتباع ابن تيمية, يا دواعش, يا خوارج, يا نواصب, هل يستحق من كان يُقتل لفجوره أن يكون خليفة للمسلمين ويُقتل الناس لعدم الإعتقاد به وبخلافته ؟ وهنا نذكر أحد الشواهد والتي جاء بها المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الرابعة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ” صلى الله عليه وآله وسلم ” ) حيث قال في هذا الشاهد وتحت عنوان ” خليفة وأمير مؤمنين يشرب الخمر يا تيمية” …{{… البلاذَري: ..{ إنه لما أحاط أتباع يزيد بن الوليد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل أن يقتلوه،… قالوا له: ما ننقم عليك في أنفسنا، ولكنّا ننقمُ عليك انتهاكَ ما حرّم الله من شرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك ، واستخفافك بأمر الله، وإتيانكَ الذكور} أنساب الأشراف:مقتل الوليد/ الطبري/ابن الأثير/ الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار:الصَّلّابي/ المنتظم في تاريخ الملوك والأمم7:ابن الجوزي …}}.
فإن كان الخليفة يفعل ذلك الفعل القبيح كيف يسمى بخليفة للمسلمين؟ كيف يُقتل الناس من أجله ؟ ومن يقول إن قد تم التدليس في هذه الرواية فنقول سنأتي بها كاملة ونوضح أمور, تقول الرواية :
روي الطبري وتابعه ابن الأثير وابن كثير انه لما احاط اتباع يزيد ابن الوليد بالوليد بن يزيد في قصره وحصروه قبل أن يقتلوه، قالوا : ( فدنا الوليد من الباب فقال أما فيكم رجل شريف له حسب وحياء اكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي، كلمني قال له : من أنت ؟ قال : أنا يزيد بن عنبسة، قال : يا أخا السكاسك، الم أزد في عطيتاكم ؟ الم ارفع المؤن عنكم ؟ الم أعط فقرائكم ؟ الم اخدم زمانكم ؟ فقال :إنا ما ننقم عليك في أنفسنا، ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله وشرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله، قال : حسبك يا أخا السكاسك فلعمري لقد أكثرت وأغرقت وان فيما احل لي لسعة عما ذكرت ورجع إلى الوراء واخذ مصحفا وقال يوم كيوم عثمان، ونشر المصحف يقرأ، ثم قتلوه…).فمن الذي قُتل ؟ الذي قُتل هو الوليد بن يزيد الخليفة الأموي الحادي عشر, ومن الذي قَتلهُ ؟ إبن عمه يزيد بن الوليد الخليفة الأموي الثاني عشر ؟وهو أيضاً خليفة ومقدس وخط أحمر عند أتباع بن تيمية ويسفكون الدماء ويكفرون كل من لا يعتقد به وبخلافته, وهنا نسأل إن كان الوليد بن يزيد على خير وكل ما سيق ضده من تهم كارتكاب المحرمات والزنا وشرب الخمر كذباً ؟ فمن ياترى الذي كذب عليه ؟ أليس هو الخليفة الأموي الثاني عشر يزيد بن الوليد ؟ أليس هذا الفعل محرما وقتل نفس بغير حق ؟ فأما أن يكون الأول قد ارتكب المحرم وقتل بسبب ذلك أو إن الثاني قد كذب وافترى على من سبقه وقتله من أجل الحكم ويكون بذلك قتل النفس المحرمة, وهنا أما أن يكون الوليد بن يزيد فاسقاً أو يكون يزيد بن الوليد مجرماً وقاتلاً, فهل هؤلاء يطبق عليهم القول ( بأيهم اقتديت إهتديت )؟؟!! وهذا وحده كفيل بفضح وكشف قباحة هؤلاء الحكام الذين تقمصوا عنوان الخلافة إفكاً وظلماً وعدواناً!!.
الأمر الآخر من يقول إن ما سيق ضد الوليد بن يزيد هو كذب وإفتراء نقول له أين هو الذي تدفعون به تلك الشبهة إن كانت شبهة وليست حقيقة مثبتة في كتب الحديث والروايات ؟ وهل العطاء يمنع من ارتكاب المحرم والفحش وإنتهاك حدود الله ؟ وإن كان فعلاً لم يرتكب المحرم كيف جُيش ضده الجيوش حتى قتل ؟ أي بأي ذريعة قُتل الوليد بن يزيد غير تلك الذريعة التي وثقت عند كل الرواة ؟ وهل كان يزيد بن الوليد طاغياً لهذه الدرجة حتى إنه اضطر أن يفتري على إبن عمه ويتهمه بالزنا وشرب الخمر ؟ خلفائكم ومن تعتقدون بهم يا دواعش ويا أتباع إبن تيمية هم يتهمون بعضهم بالفساد ويقتلون بعضهم وأنتم تقتلون الناس وتبيحون دمائهم وأعراضهم لأنهم لا يعتقدون بهكذا حكام وليس خلفاء ؟؟!! فالخليفة الحقيقي لا يشرب الخمر ولا ينتهك حرمات الله ولا يفتري ليقتل من أجل الحكم.