حتى هذه اللحظة لا زلت غير قادر على استيعاب كلام رئيس الوزراء مع مجموعة الصحفيين والمثقفين الثلاثاء الماضي , خصوصا في الجزء المتعلق بأزمة الكهرباء , ففي هذا اللقاء أثبت رئيس وزرائنا الفاشل إنه بليد ولا يستحق المنصب الذي هو فيه , وسأقول لكم لماذا هو بليد ؟ .
في هذا اللقاء كشف رئيس وزرائنا الفاشل والبليد , إنّ المسؤولين عن ملف الكهرباء في البلد قد خدعوه وزودوه بارقام مضللة وغير صحيحة عن ساعات التجهيز , وإنّ غباء المسؤولين عن هذا الملف جعلهم يتعاقدون على مولدّات تعمل على الغاز الغير موجود في البلد , وإنّ هنالك أطرافا سياسية لا تريد إنهاء أزمة الكهرباء في العراق حتى لا يسجّل انجازا له .
وبهذا الخطاب الساذج والغبي يحاول دولة الرئيس البليد امتصاص نقمة الناس سواء على سوء الخدمات والنقص الهائل في الطاقة الكهربائية أو على الانهيار الأمني الحاصل في البلد , ولأول مرة أشعر بالمرارة والإحباط واليأس وأقف على عمق الماساة التي أطالت شعبنا العراقي المقهور من خلال هذه الجكومة البائسة والفاشلة والفاسدة , فرئيس وزرائنا الذي منحناه ثقتنا , تبيّن بعد هذه السنوات إنه بليدا ولا يستحق أن يكون مديرا لروضة أطفال .
فالقول بأنّ المسؤولين عن ملف الكهرباء قد خدعوه وزودوه بارقام كاذبة هو الماساة بعينها , لأنّ التحقق من صحة هذه الأرقام لايحتاج إلى جهد جهيد , فكيف بحكومة ومؤسسات ووزارات لا تستطيع أن تعرف ساعات تجهيز الناس بالكهرباء ؟ وأين هم مساعدي دولة الرئيس ومستشاريه عن اكتشاف و معرفة هذا الكذب والخداع ؟ فهل هم في غيبوبة أم أنهم مشغولين بالفساد والسرقة ؟ .
بعد ذلك نسأل دولة الرئيس البليد ونقول له من وقّع العقود مع شركتي جنرال موتور الأمريكية وسيمنس الالمانية , أليس هو جنابكم يا دولة الرئيس ؟ فأين كان مستشاريك ومساعديك الفطاحل ليقولوا لك أنّ هذه المولدات لا تصلح للعراق في الوقت الحاضر لأننا لا نملك الغاز الذي سيشغل هذه المولدات ؟ ومنذ متى اكتشفت انّ الغاز غير متوفر في البلد , وأن مليارات الدولارات التي انفقت على استيراد هذه المعدات ذهبت أدراج الرياح , أليس من الواجب والمنطق أن تدرس هذه العقود قبل التوقيع عليها يا دولة البليد ؟ .
فلماذا لا تكون شجاعا وتعترف للعراقيين بفشلك ومسؤوليتك بتوقيع هذه العقود الغبية وإهدارك للمال العام بهذا الشكل الغبي ؟ ولماذا هذا الاصرار على عدم تحمّل المسؤولية ورمي الفشل على الآخرين ؟ , وهل تعتقد أنّ العراقيون سيصدقون هذا الهراء ؟
لقد خيّبت ضننا وصادرت أحلامنا وتركت الفساد ينهش في جسد الدولة دون أن تحرك ساكننا , وفشلت في التصدي للإرهاب وإيقاف نزيف الدم , وحوّلت الحلم الجميل في إقامة دولة المؤسسات إلى كابوس مرعب , وكل هذا ولا زلت تطمح بولاية ثالثة في الحكم , فإن لم يكن هذا فشلا , فكيف هو الفشل يا دولة البليد ؟ .