5 نوفمبر، 2024 12:18 م
Search
Close this search box.

دولة الانسان بين التصحيح السياسي وضياع جهد المخلصين

دولة الانسان بين التصحيح السياسي وضياع جهد المخلصين

قراءة سياسية في خطاب المرجع اليعقوبي دامت بركاته
لايخفى على القارئ الكريم انه توجد مبادئ في الحياة واهمها طلب العيش الرغيد للانسان,وسطر علمائنا ومفكرينا وادبائنا الكثير من القطوعات التاريخية  من الشعر والنقد الادبي لينقدوا بها سياسات الحكومات التي قد سبقتهم في حكم الشعوب لانها كانت كثيرة الاخطاء في هبة الحياة الحرة الكريمة للانسان,حيث طل علينا سماحة المرجع اليعقوبي (دامت بركاته ).بحديث موضوعه (دولة الانسان) فاردت ان اسلط الضوء على اهم نقطتين والتي بعنوان موضوعنا .سلطت الضوء على هذا العنوان لانه يلائم بعض مفاصل الظرف السياسي في العراق ومن اهم قنوات التصحيح للعملية السياسية هو تصحيح الخطاب سواء كان على الصعيد الديني ام السياسي فكلا الحالتين اذا كان فيهما الخطاب ناضجا وواعيا بالتالي تكون النتائج حميدة واذا كان العكس فعقباه مايحصل بنا الان من دمار للبلد وهتك لحرمة الانسان ونقص الخدمات وغيرها من الامور التي تزيد علينا غضب السماء.وأهم خطاب هو الخطاب الديني حيث لم تقصر مرجعية النجف الاشرف المتمثله بسماحة المرجع اليعقوبي دامت بركاته  بهذا الامر.قد يعترض البعض على انه لماذا تقولون المتمثلة بفلان دون غيره.؟ نقولها للتاريخ ان الشخص المعني بالتمثيل هو من الّف موسوعة من الخطابات وصلت الى ماقارب ال(12) مجلد كلها تحتوي على خطابات اطلق عليها اسم (خطابات المرحلة)ابتدأت من بعد استشهاد السيد الشهيد الصدر(قدس) حيث بدا يعالج اهم المشاكل التي تواجه الامة لايسع المجال لذكرها وانما ندعوا القارئ العزيز لمراجعتها.اما غيره فلن نسمع له خطابا او توجيها او نقدا او غيرها من المقومات التي تتوفر به وتكون لديه مواصفات التمثيل للحوزة الشريفه في النجف الاشرف  فقط اسم,
وهذا كله يرجع الى موضوع شبه انعدام الثقافة في البلد لان ازمتنا الحالية هي ازمة ثقافة وازمة تحليل المفردات والا كيف الارهابي ان يفجر نفسه الم يكن هنالك من زجّ هذه الافكار المسمومة في عقله واصبح عاشقا ولهانا لتفجير نفسه ةيقتل الاخرين بسهولة لماذا؟ لانه وقع بين ايادي خبيثة حاقدة على الاسلام والمذهب.ولكنه لو وقع بين يدي انسان مثقف واع لكانت النتائج عكسية وسبب هذا هوابتعاد المثقفين لانهم هم الوحيدين القادرين على النهوض بهذا الواقع  كما تفضل سماحة المرجع في خطابة المبارك,
فاذا تحققت هذه الامور وتمسكنا بالخطاب الواع الصادر من الجهات الدينية الحركية فاننا سوف نحصل على اغلبية سياسية تؤمن بدولة الانسان الدولة المدنية الحديثة .وهذه الاغلبية هي التي تشيّد الدولة (دولة الانسان)بجهدها وعرقها وتعبها ونظالها وفعلها التاريخي وتضحيتها ومثابرتها على تحقيق الهدف وكما جاء بقوله تعالى (كيفما تكونوا يولى عليكم)واذا كانت هذه الاغلبية التي اتبعت ووعت الخطاب وانفرجت عن التقوقع المحاط بها فتتوفر لدينا ايضا اغلبية انسانية ديمقراطية تؤمن بسيادة القانون ودور المؤسسات وضرورة العلم الحديث فانها ستكون قادرة على بناء الدولة العراقية على هذه الاسس وتولية القادرين على ادارتها وصيانتها والحفاظ عليها وتطويرها عدنها سيملك المواطنون الذين يؤمنون بهذه القيم والمعايير القدرة والاليات على بناء دولتهم (دولة الانسان)اذا اصبحوا فعلا الاغلبية في مجتمعهم واذا تحركوا كجسم واحد من اجل تحقق هذا الهدف لانهم حينها يعرفون من يمثلهم ويعطوا صوتهم الى القادرين على ادارتهم وقيادتهم وفق معايير الدولة المدنية الحديثة(دولة الانسان) وهي التي يتطلع اليها الانسان .هذا حصاد لعملية التصحيح .
اما ان سبب مشاكلنا الان هي انه توجد قوى وطنية تعمل ليلا نهارا متمسكة في فهم الخطاب وتتخذ من صاحب الخطاب مثالا في كل اعمالهم وتحركاتهم. في السعي لاقامة مثل هكذا دولة ولكن للاسف الشديد يوجد من يقف بوجه هذه القوى ويعطل مشاريعها بل ويطعن بقرارها ويهاجموها في الاعلام ليضعفوها حتى تصبح في نظر الشعب بان هذه الكتلة جائت بالمشروع الكذائي لاغراض سياسية وانتخابية وهذا حال الكثير من القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية في العراق .نتفاجئ في اجهاض اهم القوانين التي فيها مصلحة البلاد والعباد مثلا مشروع البنى التحتية ومشروع قانون الاحوال الشخصية الجعفري والقضاء الشرعي الجعفري.الذي تقدم به معالي وزير العدل الاستاذ حسن الشمري وحضي هذا المشروع بمباركة الكثير من مراجع الدين.وكانت هناك هجمة شرسة ضد وزير العدل بان هذا القانون طائفي ولم يحن وقته حاليا وفي اعتراض اخر اننا لم ناخذ راي المرجعية العليا فيه؟
نرى من هذه الحالة ان الصراع هو صراع الزعامات وتم اجهاض القانون حتى لا تتسع المرجعية التي ينتمي اليها الوزير بتكتيك حكومي متنفذ حيث لم يكن هناك خيار اخر امام من ينتظر بهمة اقرار هذا القانون الذي هو جزء كبير واساس في اقامة دولة الانسان الا اليأس والاحباط ممن خذلوا هذا المشروع الالهي.

وسرعان ما ذهبت الحكومة لتطبيق الخطة العسكرية في الانبار وبصمت الكتل السياسية جميعا بادرت كتلة الفضيلة النيابية باقامة مؤتمر صحفي دعت فيه ابناء البلد الغيارى ودعت فيه اعضاء التحالف الوطني الى الوقوف صفا لدعم العمليات العسكرية في الانبار وهذا مايجعل الانظار تتجه الى هذه الكتلة الوطنية التي تم احباط مشاريعها من قبل الحكومة وتعتبر اول كتلة نيابية تؤيد العملية العسكرية التي قامت بها الحكومة في الانبار مع احساسها بان الامر لايخلوا من الدعاية الانتخابية بعدما اصبحت حكومة عاجزة عن خدمة المواطن في منظار الشعب مما يجعلنا ان نرفع القبعه احتراما لهذه الكتلة الوطنية التي تسعى لاقامة دولة الانسان في العراق وتلقن القوى السياسية درسا في المواطنة وحب الخير للعراق جميعا فضلا عمن يكون صاحبا للمشروع المهم ان المشروع في خدمة . وكثر من المواقف التي تخوض بها كتلة الفضيلة واهما تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين ووضع الحلول للخروج من المأزق والمواقف المحرجة التي تقع بها الكيانات ولم يذكروا ولو بتصريح او تلميح لهذه الكتلة فهذا يعتبر ضياع لجهد المخلصين .احبتي ممن تصفحوا قرائتي القاصرة هذه .ان العملية السياسية في العراق يمر في ازمة كبيرة من فقدان الثقة بين الفرقاء حتى من ابناء المذهب الواحد وهذا مؤشر سلبيا على عرقلة مسير تثبيت الاجزاء الاساسية لدولة الانسان فدعوة مخلصة لكل السياسيين بان يكونوا على قدر المسؤولية والاسراع في اقرار القوانين التي تخدم شعبهم والتمسك والاتعاظ من خطابات مرجعيتهم والابتعاد عن الانانية المقيتة التي اوصلتنا الى هذا الحال ..والحمد لله رب العالمين

أحدث المقالات

أحدث المقالات