11 أبريل، 2024 5:46 ص
Search
Close this search box.

دولة الامامة باقية و تتمدد ….

Facebook
Twitter
LinkedIn

مقالي هذا الى المتحررين فكريا و ليس الى الاسلاميين المتطرفين لأنكم لم تفقهوا مغزى خطابي .

مع بزوغ فجر الاسلام في جزيرة العرب التي كانت ترزح تحت الجهل و التخلف و الظلام , اطل على الامة العربية نبي الرحمة محمد بن عبد الله ( ص ) لينشر دين التوحيد و يحطم الاصنام و يساوي بين البشرية لا فرق بين سيد وخادم , عبد اسود و ابيض , فَحبُ الله يوحد الناس تحت راية الاسلام و السلام , انتشر هذا الدين و بلغ ذروته دخل تحت عباءته امم و اقوام لم تعرف العربية ولم تتقن لغة القران , بعد وفاة الرسول تناوب على ادارة شؤون المسلمين صحابته اختلفوا او اتفقوا كانت غايتهم وحدة الاسلام ودفع الخطر عن المسلمين و حفظ دمائهم و اعراضهم , فبعد غدير خم لم يتوانى الامام علي بن ابي عليه السلام و لم تأخذه العصبية الجاهلية فقد رجح كفة العقل لدرء الفتنة , تنازل عن حق منحه اياه الرسول الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى من الله , سلك طريقه سبط الرسول وولده الامام الحسن بن علي عليهما السلام حينما شعر ان حياة المسلمين ووحدتهم في خطر فكان الاولى حسب تقديره ترك الخلافة الى بني امية طائعا كان ام مُكرها .

ما ورد هو الحقيقة التي لا تروق للمتطرفين من المذاهب الاسلامية المُختلفة , انتهى بمرور الزمن عصر الامامة وكان اخرها قبل احد عشر قرن , حسب زعم الطائفة التي تتبنى دين او مذهب ( التشيع الصفوي الخميني ) وباختفاء اخر ائمة هذا المذهب وهو الامام محمد المهدي في سامراء حسب زعمهم هربا من بطش العباسيين , وهم بانتظار الظهور الموعود ليملئ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا , على حد قولهم .

الا ان الحقائق العلمية لا تتماشى و صحة هذه المزاعم اذ ان العمر الافتراضي لكل انسان في اقصاه لا يتعدى المائة عام ببضع سنوات , كما اثبتت التجارب العملية في الدول المتمدنة ان افضل وسيلة لإدارة شؤون الدول الحديثة هو فصل الدين عن الدولة , حيث تتنوع المجتمعات و تختلف مشاربهم و تفكيرهم وثقافتهم في الدولة الواحدة لا بل في العائلة الواحدة فهنالك الملحد و المعتدل و المتطرف و المصلي و شارب الخمور و من تمارس الجنس لكسب المال و كل هذا يدخل في باب الحريات الشخصية التي لا يمكن لكائن من يكون حرمان الناس منها تحت اي مسمى . و هذا ما يتعارض مع افكار الاسلاميين المتطرفة الذين ينصبون انفسهم اوصياء على البشرية .

ظهرت العديد من الدول التي زعمت انها تحكم بمبادئ الدين الاسلامي على مر التاريخ ولو دققنا في خلفياتها لوجدنا انها ارتكبت ابشع الجرائم بحق الانسانية من قتل و تنكيل و قطع للرؤوس و سجون و تعذيب و سلسلة دموية يطول شرحها , الغاية الاولى منها سياسية بالدرجة الاساس و الثانية ترهيب الناس كي لا ينقلبوا على نظام الحكم القائم بالقوة والبطش .

بعد انتهاء فترة الاحتلال العثماني للأراضي العربية او كما يحلو للبعض تسميتها ( الخلافة العثمانية ) التي اتسمت بالجهل و التخلف و انتشار الامراض , الت السيطرة على المنطقة العربية الى العرش البريطاني فهمت بريطانيا العظمى الدرس بشكل جيد , حيث ان اكثر وسيلة ناجعة لخداع عقول العرب هو ان يكون هنالك ملك من سلالة رسول الله , ويأتمر بأمرة العرش البريطاني فكان لهم ما يرغبون , اخضعوا دول عربية وشعوبها تحت سلطانهم الى يومنا هذا .

الا ان هذه التجربة لم تنجح في العراق للتنوع الموجود فيه , فتدخلوا في ما يسمى الحوزة العلمية في النجف الاشرف للسيطرة على عقول الشيعة في العراق و كسب و دهم , يذكر السيد عباس ابو القاسم الخوئي وهو نجل المرجع الشيعي الاعلى سابقا ( ابو القاسم الخوئي ) في لقاء مصور له على اليوتيوب ( ان والده شخص بسيط ولا يعرف الكثير , و ان الحوزة اسسها المحتل البريطاني للاستحواذ على مشاعر الشيعة و لسهولة السيطرة عليهم الخ ….) .

احلام و طموحات المتطرفين الاسلاميين في بناء او تأسيس دولة اسلامية و ان عاشت حالة من الفتور لفترة من الزمن الا انها ظهرت الى الواجهة عام 1979 وبعد محاولات فاشلة ادت الى طرده لأكثر من مرة خارج ايران نجح الخميني في انهاء حكم الشاه محمد رضا بهلوي .

كان شعار الخميني هو تصدير الثورة الخمينية او ما يسميه معارضوه ( التشيع الصفوي ) وهذا هو الوصف الانسب , الذي يؤمن بمبدأ ولاية الفقيه , و الفقيه هو رجل الدين الذي تأتي مرتبته بعد الامام المعصوم حسب زعم اتباع التشيع الصفوي وله السلطة المطلقة في محاسبة الاخرين .

لاقت هذه الفكرة رواجا لدى المتطرفين من الشيعة في بعض البلدان و منها العراق لا سيما و ان شعارها كان نصرة المظلومين والمستضعفين و الحديث عن مظلومية اهل البيت عليهم السلام الذين توفي اخرهم قبل 1100 سنة و التهيؤ لظهور منقذ البشرية حسب زعمهم و لا يتم هذا الا من خلال التوسع و الاحتلال الفكري الذي تمارسه هذه السلطة الخمينية !!!

كانت و لا تزال الاعيب المتطرفين الاسلاميين كعادتهم هو نعت المعارضين لهم و المخالفين لتوجهاتهم بالكفر و الفسق و الفجور , و كان حزب البعث الذي يحكم العراق آنذاك يؤمن بمبادئ القومية العربية و يحاول تحقيق الوحدة بين الدول العربية لوجود الكثير من الروابط المشتركة وهو مهد الاسلام , الا ان المتطرفين الشيعة لم ترُق لهم هذه الفكرة , و تبنوا فكر التشيع الصفوي الخميني المتطرف الذي يسعى الى اثارة الفوضى والفتن .

استخدمت حكومة الخميني منذ عام 1979 سياسة التحريض على الحكومات القائمة في الدول العربية و دفع اتباعها من المتطرفين الشيعة الى اثارة القلاقل , فقد تعرضوا الى الاعتقال و اغتصاب نسائهم و ملاحقتهم قضائيا لارتكابهم الكثير من الجرائم ورغم ادعاء الخميني و من بعده الخامنئي نصرة المظلومين , الا انه لم ينجد اتباعه ؟!

برأيي فأن حزب البعث و الرئيس الراحل صدام حسين لم يكن على خطأ لا بل انه فعل عين الصواب , بحق الموالين لحكومة الخميني في ثمانينيات القرن الماضي , فقد اثبتت اربعة عشر عام عجاف مرت على العراق بعد غزوه عام 2003 ان ما فعله البعث هو لأبعاده عن الفوضى التي نجح في درء خطرها لعقود لم نكن نفقه ذلك الا بعد فوات الاوان , فـأصبح اتباع التشيع الصفوي سرطان يهدد و حدة العراق و سلامة اراضيه ابعد عنه الجيران و اكثر من اعداءه .

تجربة عام 1988 , و تأسيس تنظيم القاعدة في افغانستان على يد اسامة بن لادن واحدة من التجارب الاسلامية المتطرفة و الفاشلة , تبنى بن لادن هجمات 11 ايلول 2001 وضرب برج التجارة في نيويورك و مبنى البنتاغون وزارة الدفاع الامريكية , التي عجلت في انهيار هذا النظام و ملاحقة زعيمه حتى مقتلة في باكستان عام 2011 , تشابه تنظيم القاعدة هذا مع مثيلاته من الانظمة الاسلامية المتطرفة الاخرى التي حكمت البلدان الخاضعة لسيطرتها بالحديد و النار وسيادة التخلف , و لم تكن اقل سوء و عنف و دموية عن تنظيم الخميني الذي اسس السجون و اعدم و عذب و طارد معارضيه , لم يستمر الخميني طويلا فقد لاحقته ارادت البارئ عز وجل لتعجل في نهايته , الا ان خليفته الخامنئي كان للمظلومين خير نصير , ففي عهده كثرت السجون و المغيبين و كثرت جرائم انتهاكات حقوق الانسان و تفنن قائد الثورة الخمينية و حاشيته في ابتداع اساليب جديدة للتعذيب اما الاعدامات فقد اضحت لأتفه الاسباب , و لا حاجة للنت او الاطباق الفضائية لأنها عمل شيطاني يفضح عورات ولي امر المسلمين قائد الثورة المبجل , تسارعت وتيرة انجازات الثورة الخمينية بعد تغيير نظام البعث في العراق , الذي صار بطرفة عين عاصمة الامبراطورية الفارسية , ليس بفضل كرامات الولي الفقيه و انما بفضل عملائه خونة الدار , لم يترك و لي امر المسلمين محفلا فيما يسمى بالسياسة العراقية ان جاز التعبير, الا زج انفه فيه حتى قال احد المسؤولين التابع للخامنئي ان نفوذ ايران في العراق اكثر من النفوذ الامريكي ابان تواجده , فهم من ينصبون و هم من يقيلون و اذا اختصموا في احضان الخامنئي يتفقون , انسحبت امريكا بعد صفقة مع حكومة ايران لتترك الباب مشرعا امام المؤامرات الرامية لإخضاع سكانه المعارضين للهيمنة الايرانية و لإرادة الخامنئي و عملاء الداخل , اضعفوا الجيش و طاردوا الكفاءات هجروا المعارضين استنسخوا تجربتهم الخمينية القمعية في العراق بحذافيرها الذين كانوا يصرخون بمظلومية الشيعة اصبحوا اشد عنفا وقمعا و دموية , بمؤامرة خبيثة وليلة سوداء كسواد وجوه العملاء و من يحركهم , سحبوا الجيش من الموصل و المناطق التي لا تخضع لإرادة اسيادهم في طهران فسحوا المجال امام بضعة صعاليك يطلقون على انفسهم اسم تنظيم الدولة الاسلامية يهول من تفاهتهم اعلام حكومة الاحتلال الفارسي , انه الاسلام المتطرف يعود بثوب اخر , انتشروا في شوارع الموصل بعد ان تدربوا في سوريا على يد عصابات الارهابي ذيل الفرس بشار الاسد , ها هي الاحداث تتسارع حجة جديدة لفرض الهيمنة الفارسية اكثر و السياسة ترتدي ثوب التشيع الصفوي و الحقد الفارسي الاعمى , يضرب كل ما هو جميل , و حلم الفرس في تشكيل ميليشيات الحرس الثوري العراقي الذي يخضع لتوجهاتهم المنحرفة قد تحققت , دولة الامامة على انقاض الموصل الحدباء و جثث الاطفال و النساء و الابرياء في العراق و سوريا .

ارهاب حكومة الاحتلال الفارسي الذي يوهم السذج من الشيعة انه يحكم بالعدل والقسط و هو اول من يقمع الحريات و يبسط نفوذه بالقوة في بلاد فارس على الشعب الايراني , استطاع هذا المرض الخبيث الانتشار و احتلال الكثير من المتطرفين الشيعة فكريا , و الاحتلال الفكري اشد انواع الاحتلال خطرا , فبلاد فارس عجزت عن فرض نفوذها وهيمنتها في الجزيرة العربية امام اعلام التاريخ العربي , لذا وجدت خير وسيلة و هي الضحك على عقول الشيعة بحجة مظلومية الامام الحسين بن علي عليهم السلام , الذي استنجد به اهل العراق لنصرتهم من بطش يزيد بن معاوية , ثم خذلوه و لم يهبوا لنصرته , فقتل في معركة الطف في كربلاء التي تشرفت بدمه , ورغم ان الحسين عليه السلام مات شهيدا و مثواه الجنة الا ان المتطرفين الشيعة يصرون على اللطم والعويل و ادخال البدع في ذكرى استشهاده ليكفروا على ذنبهم لخذلانهم الحسين عليه السلام , مما سمح باستشراء هذه الفوضى , هو حكومة الاحتلال الفارسي التي فتحت الباب على مصراعيه لانتشار البدع , لغرض اشغال الناس و تغييب عقولهم و ابعادهم عن السياسة ليسرفوا ما يشاؤون من اموال الشعب دون حسيب او رقيب , كانت الحكومة الوطنية في العراق قبل عام 2003 تتصدى لهذه الظواهر السلبية و تحد منها بقوى , و لم يرق هذا الحال ايضا للفوضويين من الشيعة المتطرفين الذين قاموا بتوجيه التهم لنظام البعث على انه يكره الامام الحسين عليه السلام و يجوز قتاله و التحريض على اسقاطه لم يفارق السُن ودعوات عملاء الفرس , اذ ان الكذب و التضليل و التزييف هو عادتهم .

ان النظام الوطني في العراق قبل عام 2003 لم يحارب الشيعة المعتدلين وانما حارب المتطرفين الذين لا يحملون ولاء لوطنهم العراق ويتبعون الخميني …

اثبتت جميع التجارب و الدول و الحكومات التي تسمي نفسها بالإسلامية فشلها على مر التاريخ , ولم تحترم الحقوق و الحريات سجنت عذبت قتلت , زرعت الجهل و التخلف خدعت الناس بالعاطفة و غيبت عقولهم باسم الله والدين .

ان اخر الدول التي تتبنى الفكر الاسلامي المتطرف هي ايران بالتأكيد ليس شعبا انما حكومة ارهابية قمعية متطرفة , وحتى يأذن ولي امر الاحرار و المفكرين , اية الله العظمى ( دونالد ترامب ) دام ظله الوارث بزوال ملك الاسلاميين و الشيعة المتطرفين , ويقطع دابر المشركين و يخلص الانسانية من بطشهم اللهم امين و ينعم العالم بالأمان و السلام بعيدا عن حكم المتآمرين .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب