في اخر لقاء بين رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي والشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة تكلم الشيخ محمد بن زايد عن فضل العراق في تأسيس دولة الامارات ودوره المميز في البناء والتقدم التي تعيشه دولة الامارات الشقيقة وذلك عن طريق رفدهم بالمهندسين والاطباء العراقيين الموجودين هناك وحتى من السادة المستشارين السياسيين الذين ساهموا في وضع اللبنة الاولى لتأسيس دولة الامارات العربية المتحدة…
ورغم ان جميعنا يعرف انه ليس للحكومة العراقية فضل في هذا الموضوع وانما نتيجة الاوضاع التي يعيشها العراقيون وسبب هجرتهم للبلدان الاخرى بسبب عدم احتواء البلد لهم واعطائهم استحقاقاتهم الوظيفية وفق الشهادات والخبرات التي يمتلكونها وهذا سبب رئيسي في هجرة اغلب كوادرنا الثقافية والعلمية وهجرة اغلب الاكاديميين وشهاداتهم العليا الى خارج البلد وكلنا يعرف الاسباب جيدا وهي سياسة الاحزاب المستبدة بالسلطة والتي حكمت البلاد بصورة غير عادلة او التي استخدمت التفرقة الطائفية وبسبب فقدان الامن والامان في هذا البلد..
وان حديث الشيخ محمد رئيس دولة الامارات ليس بجديد بصدد هذا الموضوع.. فلقد سبق وتكلم به الشيخ المؤسس زايد بن سلطان رحمه الله وطيب ثراه باني دولة الامارات العربية…. وهذا دليل واضح على ان الاخوة والاشقاء في دولة الامارات لا ينكرون دور كل شخص ساندهم في بناء دولتهم مهما كانت جنسيته او قوميته ودولته وهذا هو العرفان برد الجميل والوفاء لكل هؤلاء العاملين في هذه الدولة التي اصبحت مقصد لكل الزوار في العالم واصبحت اليوم الواجهة لإقبال السياحة العالمية…
ولكن الملفت في الموضوع ما سمعته من تعليقات سلبية في مواقع التواصل الاجتماعي من اشخاص لا يفقهون عن الوضع الحالي شيئا وربما ما زالوا يعيشون في القشور بعيدا عن المضمون….
اخوتنا الاعزاء ان دولة الامارات العربية الشقيقة دولة حديثة التأسيس وقد تحولت من جزيرة صحراوية الى مدن متطورة عالميا وتعتبر من اوائل المدن في العالم من ناحيه التطوير العمراني والبنى التحتية اليوم وهذا كله يرجع بفضل القادة الذين استلموا زمام الامور في هذه الدولة في حين ما زال العراق يعاني من ويلات الحروب والطائفية والتفرقة من اجل كرسي السلطة الذي اصبح يعتبر من مغانم الحياة وليس من اجل خدمة الشعب…
ويعتبر الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان الرئيس الثالث لدولة الإمارات العربية المتحدة وهذه ايضا نقطة لابد لنا الوقوف عندها.. فليتصور القارئ الكريم كم رئيس حكم في العراق ولم يصلوا الى مرحلة حكم ثلاث رؤساء فقط حكموا دولة الامارات.. وسارعوا في انجاز كل ما موجود على واقع الارض اليوم.. اما نحن فما زلنا نطبل ونهلل لمن يحكمنا رغم فشله ومازلنا نحب الشعارات الفارغة وعاش الرئيس وعاش القائد وعاش.. وعاش.. وعاش.. ومازالت عقولنا مملوءة بحب الانا ومازلنا نصدق انفسنا باننا الافضل في كل دول العالم ونحن للأسف اصبحنا في اخر المصاف العالمي وكلها بسبب السياسات الخاطئة التي توالت على هذا البلد….
ان العراق اليوم وفي حالته الميؤوس منها لا يمكنه ان يواصل مسيرة التقدم العالمي مع عصر التكنولوجيا الحديثة ما لم ينتهي من النظرة القبلية العصبية والابتعاد عن مظاهر التخلف بكل مسمياتها والعودة الى المسار الصحيح والسليم للدولة في كل مفاصل الحياة فيها واولها مفاصل العلم والصناعة والزراعة وتنظيم التجارة حتى نعود الى مواكبة دول العالم الاخرى…..