23 ديسمبر، 2024 6:50 م

دولة الإنسان منطلقاتها ومطلوبيتها وخطوات التنفيذ ح5 التكريم كدليل على صحة المنهج

دولة الإنسان منطلقاتها ومطلوبيتها وخطوات التنفيذ ح5 التكريم كدليل على صحة المنهج

نكمل قراءتنا فيما جاء في الخطاب الفاطمي الحادي عشر للمرجع اليعقوبي فبعد أن تحدثنا في الحلقة السابقة عن ” مظاهر التكريم ” نتحدث في هذه الحلقة عن ” التكريم كدليل على صحة المنهج “، فنقول:نص ما جاء في الخطاب الفاطمي عن الموضوع:”إن أوضح دليل على صحة وسلامة المنهج المتبع – أيً منهج حتى الاديان – هو سعيه لتحقيق كرامة الانسان وحفظ حقوقه بحيث يجد الانسان انسانيته فيه، أما مناهج التكفير والعنف والاستغلال والاستعباد والاستئثار بثروات الشعوب وقهرها فهي خارجة عن الدين وإن تسمّت باسمه وأدّعت الدفاع عنه، لأن الأديان السماوية شُرّعت لحفظ إنسانية الإنسان وكرامته وسعادته. روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (يقول الله تعالى: لم أخلقك لأربح عليك، إنما خلقتك لتربح علي، فاتخذني بدلاً من كل شيء، فإني ناصر لك من كل شيء)”. انتهى.كل من يدعو لمنهج معين سواء أكان منهجاً دينياً أو علمياً أو سياسياً أو غير ذلك يدعي صحته ويُنظر لذلك ويروج له، فكيف نقيم صحة دعواه؟المعيار الصحيح لتقييم المناهج هو مقدار ما تحقق هذه المناهج من كرامة للإنسان وحفظ لحقوقه، بعد تحديد ماهية الكرامة طبعاً وماهية الحقوق ومظاهر تحقيق ذلك.فبقدر ما تحقق تلك الاطروحات والأفكار والمشاريع من نتائج لصالح حفظ كرامة الإنسان وحفظ حقوقه بما يؤهله للقيام بدوره بشكل صحيح فهي صحيحة.فلذا أي أطروحة أو فكرة أو مشروع يبتني على التكفير أو العنصرية أو الإذلال أو الاستغلال أو تضييع الحقوق أو يقلل من فرص الوعي للإنسان أو يشوه صورة دوره أو يضلله أو يقود لذلك حتى وإن استند-وفقاً للقائلين به أو متبنيه على أسس صحيحة- فهو منهج خاطئ.ويمكن معرفة ذلك-أي مؤشرات صواب المنهج-من خلال أمور عدة منها:1-عدم وجود أي دعوة أو تبني لمنهج التكفير أو العنف أو الاستغلال أو الاستعباد أو الاستئثار بثروات الشعوب وقهرها في ذلك المنهج.2-وجود تفهم واضح للكرامة الإنسان وحقوق الإنسان في ذلك المنهج، طبعاً كرامة الإنسان وحقوقه وفقاً للمنهج الصواب لا وفقاً للاستحسانات الشخصية أو الجهوية، وقد بينا شيء من ذلك في الحلقات السابقة.3-وجود آليات صحيحة، وخطوات صحيحة وواقعية وممكنة لبناء دولة الإنسان في ذلك المنهج.4-وجود قيادة واتباع لذلك المنهج مؤمنين بالكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان كثوابت لا يمكن التنازل عنها وكغايات للعمل، لا البحث عن الامتياز أو السلطة.5-وجود مؤشرات على سلوك واقعي لهم-أي القيادة والاتباع- بشأن ذلك من خلال السلوك أو التجارب السابقة.الخلاصة أي منهج أو فكرة أو عمل يستند على الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان كثوابت وغايات وفق الشروط التي ذكرناها فهو عمل صحيح ومنسجم مع الغاية الإلهية ” لم أخلقك لأربح عليك، إنما خلقتك لتربح علي”.