23 ديسمبر، 2024 7:59 م

دولة الإمامة المالكية..؟!

دولة الإمامة المالكية..؟!

إشترطت موافقة طهران وواشنطن على التمديد للمالكي أن تجمع ولايته “الثالثة” بين جراحتان سياسية وجغرافية. إعادة تشكيل الجغرافيا ونظام الحكم بمعنى الفصل لا الوصل. إذ، يعتبر الغرب أن الفصل بين جغرافيا الدين وجغرافيا النفط يعني إستمرار الحضارة وماءها “النفط”. بقاءهما يعني المزيد من التخلف والتطرف والجهل وتسلط الأنظمة الشمولية الممثلة برئيس البلاد أو الوزارة لا البرلمان. تشكل حكومة المالكي الحالية حلقة وصل لسابقة قادها ولاحقة سيقودها. أي ثلاث مراحل حكم تجسد ظلم قائم يؤسس لظلم قادم، في عاصمة تتشكل من وحداتها الجغرافية ومجتمعها المتحضر إستمراراً لحضارة الماء والنفط. المالكي ليس “بغدادي” الإنتماء أو الولادة أو السكن. ينتمي لبيئة يقودها شيخي القبيلة والدين. ولهذا تستهويه السلطة وتستقفصه. ويله إن غادرها وويله إن غدر بها. يجهل المالكي أن بغداد مركز الحضارة والخلافة والإسلام الجغرافي- همزة وصل بين دولة محمد “ص” في مكة ودولة معاوية في الشام-. غزاها- أي بغداد- حزب المالكي وأثره الرجعي فتحققت له مكاسب سياسية ومادية بستار الدعوة الدينية أقامت نظامها (الدينو- سياسي) تحت عنوانين متلازمين:- التزمت الديني (تشويه الإسلام) ونشر الفكر الرجعي (الموروث العنصري). سيظل حلم الدولة (الإمامية) يراود المالكي وسيرثه سلفه بأشكالها وظروفها وتوقيتها وأساليب إقامتها المختلفة. يتم تغذيتها بأموال النفط. وترويتها بدماء خصوم المالكي وخصومها. ستنفلت أُمور الداخل بقدر وتنتشر تداعياته في الخارج بأقدار. لم ولن يخرج المالكي وسلفه من “البيت الشيعي” على قواعد الحكم الشاذة في نشوء الدولة الإمامية التي تعد إمتداداً أو حديقة خلفية لولاية الفقيه الإيرانية. من حيث إعتمادها دعوة الإمامة أساساً لنظامها السياسي الإجتماعي والقوانين والقواعد والأحكام المشتقة من “ولاية الفقيه” كما سبق وطرحته بعض المراجع بأفواه “مستنوبيها” في البرلمان والحكومة، ثم سرعان ما تراجعت عنه خوفاً من الوجود الأميركي حينها. إضافةً للإغارة- إستباحة دماء وأعراض وأملاك- روافض فكرة نشوء أو قيام دولة “الإمام” أو دولة “الإمامة” بشكلها “الدينو- سياسي” القائد الأوحد. مهماً إختلفت أو توافقت إنتماءاتهم الفكرية والدينية والمذهبية.
في الأُفق لا حلول في ظل وضع ثورات “الربيع العربي” القضية العربية وشعاراتها جانباً. لم يعد “الخطاب العربي” أو المفردات العربية بأهداف “الوحدة” و”التحرير” هو الذي يحدد معالم الطريق، أصبحت المفردات “الإسلامية” متعددة اللغات هي التي يتم توظيفها للتغيير. وكما حدث من قبل يحدث أو سيحدث غداً. سيختلف “الإسلاميون” كما اختلف “العروبيون”. وستبقى “المنطقة” تحديداً “العراق” ممزقة، وسيبقى العامل “الخارجي” هو الذي يوجه الأحداث ويقود “إخوان” اليوم كما قاد “رفاق” الأمس.