23 ديسمبر، 2024 11:38 ص

دولة الإلحاد تتمدد..اقحموها بفكر!!

دولة الإلحاد تتمدد..اقحموها بفكر!!

ليس غريبا على القارئ والسامع حينما يواجه مبادئ تحملُ فكرا يدعو للإلحاد ونبذ الخالق والأديان ،فالتاريخ القديم والحديث لا يخلو من سفاسفُ  هذه الحركات الفكرية التي واجهت وناظرت وقاتلت وقُتلت ودحضَت ودُحضت؛ ساءني حقا كتابة هذا العنوان الذي أخذ يتخذ منحى آخر ووجوه جديدة تختلف بصورها وأدلتها عن الوجوه السابقة التي تُعدُ أساسا في وضع لبناتِ هذا الفكر الخطير الذي لا يختلف بالنهج عن فكر داعش, لو سمح له بأخذ موضعه في بناء دولة مدنية تتخذ في شعارها محاربة الأديان،فنرى بوضوح أعماق الماضي عندما سقط شعار الماركسية الغبي “يا عمال العالم اتحدوا فان الدين أفيون الشعوب” فلو كان شعارهم “يا عمال العالم اتحدوا ضد ظالميكم” لاتفق وسار بعلاقة مقبولة جميع الأديان بطريق واحد؛ لكنه عادى الأديان فسقط؛ إن ما أود الإشارة إليه ليست مناقشة الأسئلة المطروحة والشبهات بقدر ما هو تنبيه ستتعرض له الأديان لقوة أطروحاته العلمية في إنكار الخالق والأديان ؛ولعلني لا اخطأ بالقول :إن المسلم البسيط لا يمتلك الأدلة العلمية في إثبات خالقه بل أدلته مبنية على الفلسفة والدليل الغيبي وهذا ضعف !! أما الملحد فيمتلكهما معا؛لذلك فقوة الدليل تكون اشد وقعا وتأثيرا وتصديقا؛فمن خلال متابعتي عن كثب في أحاديث الملحدين وفنون وأدوات الإقناع؛لاحظت سقوط بعض المساكين ببحر الشكوك فمنهم من الحد ومنهم من أصيب بمرض نفسي ومنهم من يطرح أسئلة خاطئة عن الخلق والتكوين!!فالعشرات من الشباب ألحدوا وانساقوا وأصبحوا اليوم من ألذ أعداء الله والدين وبفخر!! لقد اتخذ الفكر الإلحادي مواقع التواصل الاجتماعي انطلاقته الأولى في تحقيق الأهداف ؛فعند المتابعة والتحليل تبين أن النقد والهجمات تستهدف الذات الإلهية والكتب المقدسة “القرآن الكريم أنموذجا “حيث يتطرق الملحدون بخطابهم استنادا على أدلة علمية تشمل قوانين فيزيائية وكيميائية وبيلوجية عن أسرار الكون ونشأة الإنسان والخلق ؛أدلة تدعو إلى اعتناق الفكر الإلحادي بدلائل وحجج تبطل وتنعت الخالق والأنبياء بهدف تصفية الحسابات والأخذ بالثأر ؛
فها هي البرامج الإلحادية بعنوانيها المريبة “الجهر بالإلحاد”و”البط الأسود”فضلا عن الكتب والروايات أمثال كتاب “وهم الإله ” وفي نقد الإسلام “إضافة إلى الكم الهائل من الكتب الغربية والمقالات الرنانة،نراها اليوم استفحلت وأصبح لها صدى واسع في الوسط الاجتماعي؛مشاريع فكرية تخطط وتدرس في تهديم وتخريم عقول الشباب وشحنهم ضد دينهم بفكرة “لا إله” وهذا ما يشجع عليه أحد الشخصيات الإلحادية وهو شخصية عراقية مجهولة الهوية بإسم “شجاع البغدادي ” وأطروحاته العلمية والفلسفية الجديدة في الإنكار وهو لا يختلف إطلاقا عن زعيم داعش “أبا بكر البغدادي “فهذا قتل وهجر النصارى والروافض والمرتدين باسم الإسلام والرصاص وهذا سيقتل بفكر مفخخ ,ولا اضن هذا الفكر سيصلح أمة بل سيفجرها!!وليس مستبعدا القول:إن انتهاء ولاية “أبا بكر البغدادي” بداية لنشوء ولاية فكرية بقيادة زعيم الإلحاد “شجاع البغدادي”الأول يحتمي بالله والقرآن والسنة نهجا في بناء دولته..والثاني يحتمي بالعلم ليضرب الأديان السماوية بهدف الرقي وبناء الدولة المدنية الحديثة، وقد يتفق البعض معي أن “طره” بضم “الطاء” لا قيمة لها دون معانقة أختها “كتبه” بكسر “الكاف والتاء” حتى تتداول وتنمو في أسواق الجاهلين. ختاما: إن لم تعي الأديان عامة والمسلمون خاصة في مجتمعنا ما يحاك لهم فمصيرهم الدمار..لا ريب!! 
الدعاء والتوسل إلى الله لا يصنع انتصارا لوحده..النصر العظيم يركن بجانب من يمتلك السلاح الأقوى والاقتصاد الأقوى والعلوم الأقوى؛عن الوعي والتطبيق أتحدث؛ عجلوا بتطبيق ما أفاضت به أقلامكم من علوم تدعون إنها أساس كل تقدم وازدهار في العالم..عجلوا قبل أن تصلبوا بغزو فكري !!يوم لا ينفع فيه خطاب رنان ولا معابد..إلا من أتى للناس علم يقين “عملي” لا وصفي روائي’ ينظم أمورهم ويعطي لكل ذي حق حقه, وسلام على نبي الرحمة والإنسانية.