23 ديسمبر، 2024 11:02 ص

البرنامج الإنتخابي الذي أعلنه دولة رئيس مجلس الوزراء، نوري المالكي، هذه المرة ليس بناء دولة القانون، وانما بناء دولة “أهل البيت” ، لكن هذه الدعوة لا تخرج من عباءة الدعاية الانتخابية، ومحاولة كسب الأصوات من خلال مغازلة المشاعر والاهواء ، اكثر من طرح برنامج كفوء يخرج العراق من أزماته المتلاطمة.
واللافت للنظر، ان الرهان الانتخابي في العراق يركز على العواطف اكثر من البرامج، لذا تبدو الرسائل الموجهة الى الناخبين تعتمد اساسا على دغدغة المشاعر ومخاطبة الناخب من خلال منظومته الطائفية، فيما تغيّب قيم المواطنة ، والنسيج المجتمعي والتكوين الفسيفسائي الموزائيكي السيراميكي، وغيرها من المصطلحات الجنجلوتية التي ظهرت بعد الإحتلال في توصيف مكونات  الشعب العراق، وكأن شعوب العالم كله من صنف وجنس واحد، ونحن وحدنا من أجناس متعددة والوان مختلفة، لكن المهم أننا لم نصنف على أساس الطابوق الجمهوري، والعقاري، و”جف قيم”!!.
تساؤل يفرض نفسه : لماذ الآن اعلن المالكي رغبته في بناء “دولة أهل البيت”؟، ألم يكن بإمكانه ان يعلنها في دورته الانتخابية الاولى، او الثانية؟.
ثم لماذا لم يقدم قائمته الى مفوضية الانتخابات بإسم “ائتلاف دولة أهل البيت” بدلا من “ائتلاف دولة القانون” ليكون برنامجه، ان كان هناك برنامج طبعا، منسجما مع المسمى.
واذا كان السياسيون يراهنون على نظرية ميكافيلي ، الغاية تبرر الوسيلة، فإن هذا لا يعني في كل الاحوال ان نستخدم العبارات التي تشق الصف الوطني، وتمزق المجتمع من اجل كسب الاصوات، وهذا المفهوم لا يعني شخصا بعينه، وانما يشمل جميع المرشحين، ومن مختلف المكونات.
دعونا نناقش “دولته” عن طبيعة الدولة التي ينشد بناءها “دولة اهل البيت” ما شكلها وما طبيعتها وما مقوماتها والأسس التي تتركز عليها.
أهي دولة شيعية بالمعنى العام، أم دولة شبيهة بما هو موجود  في ايران، وبالتالي يؤسس للعراق ولايه فقيه على غرار ماموجود في الجمهورية الإسلامية، أو ربما تتوحد الدولتين تحت راية واحدة وولاية فقيه واحدة أيضاً؟.
على المستوى الشخصي والرأي الخاص فإن فكرة الدولة التي يريدها السيد المالكي، لا تخلو من واجهة اعلانية دعائية ، لكنها تكشف في الوقت نفسه عن حالة صراع لكسب الاصوات، بالطريقة التي تسمح لهذا الائتلاف او ذاك بتشكيل الحكومة المقبلة ، لكن فات جميع المرشحين والائتلافات ، ان الناخب العراقي أخذ يفكر بطريقة أخرى، وأخذ يبحث عن خياراته بعيدا عن الطائفية ، رغبة في التغيير الذي يعيد إليه أمنه واستقراره ، مثلما يوفر له فرصة الحياة الكريمة على غرار ما موجود في دول العالم.