أحمد كان مشاكساً، ويعتاش من الحيلة والنصب على الناس، منذ خمسة عشر عاماً،هارب (فراري) لا يعرف معنى الجيش قبل تغيير النظام، وأيضاً من النزلاء الدائمين في مراكز الشرطة، وفي رصيده أكثر من عشر دعاوى بالنصب والإحتيال، أذكر ذات مرة خرج أحمد مع مجموعة من الشباب، وجلسوا في مقهى المنطقة ولعبوا لعبة (الدومنه)، فخسر اللعبة ودفع حساب المشاريب (الشاي والقهوة)، وليته لم يدفع فبعدها، إختلق شجاراً كبيراً، إنتهى بنقلهم الى المستشفى، إثنان من الخصوم لديهم كسور، وكدمات واضحة على الأنف واليد، ولكن أحمد أصيب بجرح كبير في وجهه، عن طريق (موس حلاقة)، وتم تقطيب وجهه ومعالجته، وأطلق عليه اللقب المشهور (أحمد موس).
وقع بيد الشرطة بعد هذه المشاجرة، وحكم على أحمد ثمانية سنوات بقضايا سابقة، حينها تنفس الناس الصعداء، وخصوصا مَنْ يسكن في نفس منطقته، مرت الأيام وتغيير النظام، فخرج من سجنه حاله حال كثير من أمثاله، أصحاب مهنة اللصوصية، والنصابين، والقتلة.
بعد تغيير النظام السابق بست سنوات، ظهر أحمد بنفس الإسم، حين أجرى عملية جراحية لوجهه، أخفى كل علامات الجروح، ولكنه لم يكن لوحده فهذه المرة جاء، ومعه سيارات الحماية ويرتدي رتبة عسكرية كبيرة، وتحول أحمد من نصاب صغير الى كبير النصابين، فلديه مكتبه الخاص في إحدى المناطق الواقعة، في حزام المنطقة الخضراء، وسيارات وحمايات وبيت كبير في منطقة زيونة، وهي من المناطق التي يسكنها أثرياء البلد، المشكلة كانت لدية قائمة على شكل جدول، مدونة بداخله تسعيرات التعيين، في جميع وزارات العراق دون استثناء، رغم تخصصه الأكثر الذي شمل الوزارات الأمنية، والإستخبارات والأمن الوطني، والجيش، وبرتب حسب التسعيرة.
دولة مثل العراق عندما يديرها، أحمد ورفقاؤه من خريجي سجن أبو غريب، يتبوؤن مناصب عليا فيها، علينا أن نقرأ السلام على أمننا وإستقرارنا، لأنهم كونوا دولة عميقة من اللصوص، والقتلة، والنصابين، وأنها بكل تأكيد ستكون دولة (فيطي)، ويكون ثمنها دماء الأبرياء، والبيع بالجملة للأراضي العراقية، وسرقة كل ما هو مباح وغير مباح، دون خوف أو رادع، لذا وجب أن يكون هناك تغيير جذري وشامل، وحملة حقيقة من كل شرفاء العراق، لكشفهم وتعريتهم لإعادة أحمد موس ورفاقه، الى مكانهم الطبيعي السجن، ومحاسبتهم مع السياسي الفاسد، الذي مكن مثل هذه النموذج، لإحتلال مفاصل مهمة وحساسة في الدولة، ليكون العراق عراقاً حقيقياً، وليس عراق أحمد موس!