12 أبريل، 2024 1:44 م
Search
Close this search box.

دولاب الدم العراقي بين الميليشيات الطائفية الإيرانية والتنظيمات المخابراتية المتطرفة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

بالأمس القريب كان ما يسمى بــ ( تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين) الشغل الشاغل لجميع وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية “المقروءة والمسموعة والمرئية ” طيلة فترة ما تقارب تسعة سنوات ,وذلك من خلال شدة ووقع التفجيرات الإرهابية التي يقوم فيها بمعظم محافظات العراق ,وبالأخص في العاصمة بغداد ومحيطها ,وفجأة وبدون سابق أنذار أو حتى تمهيد لم نعد نسمع عن وجود لهذا التنظيم أو عن أي عملية قام بها أو ما يزال يخطط لها , أو أن قياداته وعناصره ومؤيده الذين كانوا ليسوا بالمئات وانما بألاف قد تم القضاء عليهم نهائيآ وبدون رجعة !؟ حتى أن هذا التنظيم كانت له علاقات واسعة الصلة ومتشعبة في بعض ومع أهم أركان الحكومات التي تعاقبت على الحكم بعد عام 2003 ووصل الامر لان يكون له ممثلين في البرلمان العراقي وبعض الوزارات ومؤسسات الدولة،وأن تكون لهم عيون في كل من وزارتي الدفاع والداخلية ولو بصورة غير مباشرة!؟ ولكن أين هم الان؟ فلا تجد أي إشارة لهم في أي وسيلة إعلامية، أو أثر متبقي لهم!؟ ولكن يبدوا بأن أجهزة المخابرات الغربية قد اعتبرت تنظيم القاعدة في العراق اصبح ورقة محروقة ولا فائدة من دعمهم ,وبعد أن تم التهيئة لظهور تنظيم متطرف جديد أكثر شراسة وعنف وإرهاب من سابقه،وتم الترويج له إعلاميآ بصورة مدروسة ومنهجية لغرض تقبل العقل الجمعي للمجتمعات العربية لهذا الامر ,ولكن هذا غير حقيقة الموضوع،فما يزال تنظيم القاعدة في اليمن له صولات وجولات في الحرب الاهلية القائمة هناك وهو يحارب على جميع الجبهات وما تزال قيادته ممسكة بزمام المبادرة والأرض ,وهناك تنسيق بينه وبين القاعدة في الجزيرة العربية وفي بلاد المغرب العربي وبعض البلدان الافريقية وبالأخص قيادته الرئيسية في أفغانستان وباكستان.
في مكان أخر يظهر لنا تنظيم قبل ما يقارب من الخمس سنوات وبدون أي مقدمات أو تمهيد لحالة تنظيمية متطرفة ,ففي محافظة الرقة السورية تحديدآ يخرج لنا من العدم تنظيم أطلق على نفسه (الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام) وخلال ما يقارب من سنتين أستطاع أن يسيطر على ما يقارب من ثلث مساحة العراق ,بل وصل الأمر منه أن يتم السيطرة على محافظة الموصل بالكامل ومع كل ما فيها من مختلف العجلات والمعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة والتي قدرت مجمل مبالغها المادية بأكثر من عشرون مليار دولار ,وكانه يوحي اليك بانه كان هناك استلام وتسليم بين تنظيم داعش وقيادات الفرق العسكرية التي كانت بمحافظة الموصل علمآ أن حقيقة تقرير سقوط الموصل بهذه الصورة المخجلة ما يزال طي الكتمان والادراج السرية ولا أحد يتحدث به!؟.
صحيح أن قيادات تنظيم داعش من العراقيين والعرب والاجانب قد تم دعمهم في بداية الامر من قبل أجهزة المخابرات الغربية ودول الجوار العراقي كلآ حسب مصلحته وأمنه القومي ومخططه الاستراتيجي المستقبلي في المنطقة،وقد أتى هذا الدعم على حساب أمن واستقرار العراق، ولغرض خلط اوراق المنطقة وخصوصا في بداية الثورة السورية ولا يجاد حجة لغرض التدخل المباشر في سوريا عسكريا وبعدها في العراق , وما رأينا في حلقات من مسلسل مفتعل ومدروس لهروب قيادات تنظيمية متطرفة من السجون العراقية والتي يقال عنها أنها كانت محصنة تحصين شديد ضد أي محاولة هروب !؟ وهذا ما حصل على سبيل المثال في الهروب الكبير لمئات المعتقلين قبل ما يقارب من ثلاث سنوات من سجن التاجي وأبو غريب، ولكي يكون هناك نوعآ من توازن الرعب والإرهاب في المنطقة،وكذلك وهذا هو الأهم لغرض مواجهة الحركات والاحزاب والميليشيات الايرانية العاملة هناك ,ومنها بالدرجة الأساس حزب الله اللبناني لغرض اضعافه وانهاكه واستنزافه وخصوصآ موارده البشرية والمالية !؟ وهذا ما كان مرسوم لسيناريوا مواجهة الميليشيات الإيرانية في سوريا ولبنان والعراق ,ولكن بعض من أهم قيادات تنظيم داعش والمؤثرة على قراره السياسي والعسكري والشرعي قد شقوا عصا الطاعة عن بعض أجهزة المخابرات الغربية وبالتحديد وأكثر صراحة الأمريكية والإسرائيلية والتركية وبمشاركة خفية وفعالة من قبل المخابرات الأردنية والمصرية ,وهذه القيادات المؤثرة بالتالي قد تمردت على اسيادها بعد ان تم لهم ما ارادوه من سيطرة فعلية على الارض ,لذا كان تمردهم صدمة لقيادات أجهزة هذه المخابرات وخلط الأوراق لسيناريوهات كانت معدة مسبقآ وقادم تنفيذها في مختلف دول منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي ,وكذلك التدخل الروسي المفاجئ في سوريا بالقوة العسكرية والسياسية والذي لم يكن في الحسبان لاعتقادهم انشغال الحكومة الروسية بالحرب الأوكرانية والوضع الاقتصادي السيئ نتيجة لانخفاض أسعار النفط بصورة مفاجئة ومما نتج عنها وبالتالي خلط بعض من هذه السيناريوهات وتشابكت المصالح مع بعضها البعض ,ولذا تم العمل بكل جهد من قبل قيادات المخابرات الغربية على تصفية هؤلاء القيادات المتمردة عن عصا الطاعة ,ولكن بعضهم استطاع الهرب ليشكل له تنظيمات متطرفة اخرى أو أنخرطوا في
تحالفات مع تنظيمات أخرى لتنتقم من الذين تسببوا بالوشاية بهم لدى اسيادهم ,لذا راينا قبل فترة زمنية ليست بالقصيرة خلافات وتصفية حسابات واغتيالات داخل تنظيم داعش نفسه والتي اعتبرتها أجهزة المخابرات الغربية بان وجود مثل تلك التنظيمات المتطرفة في ارض المعركة أصبحت ورقة ضغط تستعملها في الخفاء ومن خلال مفاوضاتها السرية على الارض مع الدب الروسي وتدخله المباشر عسكريآ في سوريا ومع إيران وبرنامجها النووي المثير للجدل وعلاقتها السياسية والعسكرية مع بعض الحركات المتطرفة في دول الخليج العربي ومع حكومات هذه الدول من جهة اخرى!
قبل أيام أعلن حيدر العبادي بأن مدينة الفلوجة قد تم السيطرة عليها! ولكن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر وفي رده على الصحفيين في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) رد على هذا التصريح وفي نفس اليوم ويخيل الى المستمع والقارئ بأن رده كان حزيآ وفيه نوع من الأسف والحسرة !؟ حيث صرح للصحفيين بأن القوات العراقية قد استعادت جزءآ من المدينة وليس كلها ,وان الامر ما يزال يتطلب الكثير من القتال!.
بحسب صحيفة “نيوريوك تايمز” ونقلآ عن تصريح رسمي للسيناتور الأمريكي ورئيس لجنة الشؤون العسكرية التابعة للكونغرس جون ماكين بقوله : إن الحملة الجوية الأميركية في العراق والتحالف الدولي ضد تنظيم (داعش) غير مجدية وإن 75% من الطائرات تعود لقواعدها من دون ضرب الأهداف المحددة لها ، وانتقد بدوره بشدة تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقوله: إنه لا يعتقد أن بلاده تخسر أمام (داعش) وتحقق بدورها وزارة الدفاع الأميركية في احتمال لجوء مسؤولين عسكريين إلى إعادة كتابة تقارير استخباراتية لإعطاء صورة ونظرة إيجابية أقل قتامة وأكثر إيجابية بشأن ضربات التحالف الدولي العسكري ضد تنظيم (داعش) في العراق وسوريا !
بالأمس تنظيم القاعدة واليوم تنظيم داعش وغدآ سرايا ذئاب الخراساني وبعد غد تخرج لنا أجهزة المخابرات الغربية بتنظيم أخر أكثر شراسة وعنف وتطرف وإرهاب من سابقه … وهكذا يستمر دولاب الدم العراقي دون توقف، حيث يدفع هذا الثمن المواطن العراقي فقط وحده لا شريك له!. [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب