ان الجغرافيا علم يدرس الأرض والظواهر الطبيعية والبشرية عليها ، وهذه الكلمة هنالك من يستخدمها ويستغلها ويعطيها معان اخرى حسب ما هو يريده ويبتغيه ليخلط بينها وبين كلمة القومية كمفهوم والتي هي إيديولوجية وحركة اجتماعية .
ومن العناصر الأساسية في تكوينها هي وحدة اللغة ووحدة التاريخ ، وما ينتج عن ذلك من مشاركة في المشاعر والمنازع ، وفي الآلام والآمال ،،،، أو يريد ان يستخدم الكلمتين لأيهام الاخرين لتمرير فكرة ما وللهروب من المسؤولية ووضع الاخطاء عليهم ، وهاتين الكلمتين مرتبطتين ببعضهما حيث نرى ان القومية الواحدة قد تقطن في أماكن مختلفة وليست بالبعيدة عن بعضها وتكون متلاصقة مع بعضها غالباً يعني انها قومية منتشرة جغرافياً في بقاع مختلفة وهذا لا يؤثر على نسبة الترابط الموجود بينهم بسبب عامل اللغة ووحدة التاريخ والثقافة المشتركة ، وعليه فمن الطبيعي أن تكون هذه القومية متشاركة في الالام والآمال وتقرير المصير والظاهر ان البعض يريد أن يعطي مفهوم آخر للهوية القومية لأن تكون معتمدة بشكل أكبر على مكان ميلاد الشخص وليس على العرقية وهذا ما نراه جلياً في اقليم كوردستان العراق حيث يأخذون بالمفهوم الأخير والذي يعتمد على مكان الولادة لا إلى العرق وهذا أصبح واضحاً للعيان من خلال تعاملهم مع قضية الكُرد ألفيليين والإهمال المتعمد وعدم الاهتمام بهم أو مشاركة آلامهم أو حتى الدفاع عن حقوقهم المسلوبة أو حتى يقومون بالتصدي لأي عمل من شأنه أن يصلوا به إلى أهدافهم والحصول على حقوقهم .
فنرى الخطاب السياسي للإقليم دائماً يتمحور بذكر كلمة كوردستان بدلاً من الكُرد مع العلم بان الكُرد منتشرين في العراق وليسوا فقط في إقليم كوردستان ، ويتم ذكر جميع المآسي التي مر بها الإقليم دون ذكر للماسي التي مر بها الكُرد الفيليين خارج الاقليم ، ويتم التغافل والإهمال المقصود والمتعمد لهذا المكون الكُردي الكبير ، وفي الوقت نفسه يطالبونه بالواجبات حين تكون هنالك الحاجة لذلك ، وتصبح قضية الكُرد الفيليين في قالب اخر لا يحسدون عليه حيث تتم المطالبة بالتضحية وتقديم كل ما يصب في مصلحة الإقليم دون ان يكون لهم حقوق ، يعني في النهاية الاخذ دون العطاء ، مع العلم ان هنالك من هم في الاقليم ليس لهم اي إنتماء للإقليم أو للقومية وبمسميات مختلفة ومنها الإسلامية ، والمسيحية ، والتركمانية .
وهنا على حكومة الإقليم أن تقولها صراحة وتضع النقاط على الحروف والأخذ بالإعتبار ان صبر الكُرد الفيليين قد نفذ ولا يريد هؤلاء من السياسيين الكُرد أن يوهموا الآخرين بمسألة القومية ولا يريدون سيل الاتهامات ان تصدر من السياسيين في إقليم كوردستان بين الفينة والأخرى بإنتمائهم المذهبي والتي اصبحت مهترئة وعديمة الفائدة ومعيبة ومخجلة ولا حتى من خلال أُدباءهم أو كتابهم أو من المتملقين لهم ولوم الكُرد الفيليين بالتقصير او انهم مشتتين وليس لهم رأي واحد ، وكذلك عليهم ان لا يقوموا بالضغط على هذه الجهة أو تلك أو حتى على كوادرهم من الفيليين بعدم قبول أن يكون هناك تكتل كوردي فيلي مستقل ، والكف عن الازدواجية الخبيثة التي يحملونها ، وان يعرفوا ويتعلموا ان تاريخ الكُرد الفيليين مطرز بالنضالات والتضحية والشهداء والوقوف بوجه الظالمين .