20 مايو، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

دوسلها

Facebook
Twitter
LinkedIn

بلد المصائب والمفخخات والكواتم ووووو….. وصل الحد بابنائه المغلوب على امرهم ان يعيشو هذا الواقع بكل تبعاته بعد 10 سنوات على هذا الايقاع المؤلم .
هكذا حال بلد يجدر بابنائه الذين يرون بصيص امل ان يبادروا ويتحروا عن اي لفتة انسانية او اجتماعية او صحية او حتى دينية لعموم البلد تعيد لهم ذكريات جميلة في الازمنة الجميلة.آخر واجمل هذه المبادرات هي حكاية “دوسلها”. واقع الحال اليوم يسير بوتائر غير مستقرة بحيث اصبح هاجس الانسان  عندما يصبح تتقاذفه افكار لاتعد ولا تحصى من الخوف الى التأخير الى بصيص الامل المخزون في داخل وضمير كل انسان عراقي كائن من يكون اذا كان مضلوم يسامح بكلمة طـيبة واذا كان ضالم يتسامح ويندم لمجرد ان تقع عينه على كلمة من كتاب الله الكريم او طفل او مواطن طاعن في السن هذا العراقي الذي تراه في اوقات لا تحمله الارض والسماء تراه كائن آخر بسيط طيب جميل سموح حنون سريع البكاء.                                                  
هذه المقدمة تراودني والكثيرين عندما اخرج الى حال سبيلي ولكن عندما تابعت الاعلان المميز في قناة الشرقية لموضوع دوسلها اصبح لدي شعور خاص دفعني الى استعارة عجلة من احدهم في المساء تحت جنح الضلام وبقيت ساعات افكر ماذا سافعل بها … انتهى قراري الى الخروج مبكرا واستخدام العجلة في نزهة صباحية حبث انهيت استعداداتي المعنوية واللوجستية ورسمت طريق الرحلة وانطلقت بعد اكثر من 34 سنة بلا عجلة وكأني اسبح في الهواء في هذا الصباح الجميل بعد دقائق اصبحت صديق للعجلة كونها غير متعبة لوجود تقنية ذكية فيها وهي ان نقل الحركة (الدوس) يؤدي الى تسارع رائع غير متعب وهذا ماشجعني على اكمال المشوار وبدقائق قليلة كنت في عالم آخر لا يوصف رايت بعض العمال المبكرين للعمل سلمت عليهم وردوا التحية باحسن منها وبكل سرور عالجت ذراع العجلة بدوسة قوية من شدة فرحي وانتعاشي وعند الاستدارة اشرت بيدي الى جهة اليمين كي استدير ومرت الاستادرة بشكل سلس ليواجهني تيار هواء بارد أنساني همومي وصرت اتنفس من اعماقي وكاني ازيح هموم الدنيا عن صدري،  ظهر امامي احد الجيران يريد اخراج سيارته من الكراج واذا به يتوقف ويترجل من السيارة وقال لي والله فكرة حلوة قلت له اتبعني وماهي الا سويعات حتى انظم احد المتعبين مثلي بعجلة اخرى تحدثنا سريعا وكاننا اكتشفنا شيئ لم نكن نعرفه مرت بنا احدى الدوريات والقوا الينا التحية  وقال احدهم دوس عمي دوس الله ربكم .عند الاستدارة الثانية واجهنا احد المارة لنسلم عليه وقد اندهش قائلا لم ارى منذ سنوات رجال كبار السن راكبين بسكلات قلنا له عندك بايسكل الحكنا بعد ذلك واجهنا منحدر تردد صاحبي قائلا النزلة سهلة لاكن الصعدة شلعان قلب قلت له هل تعبت قال لا قات هذي الباسكلات ماتعب دوووووووس انهينا المنحدر بسرعة كبيرة نسبيا وقد راق لنا ذلك حيث بدأنا نبحث عن منحدر ثاني .عند العودة تبين لنا ان هذه العجلات لاتتعب عند الصعود المهم الدواسة تتحرك باي سرعة كانت لان العزم يبقى متماسك شرط دوسلها .افترقت عن جاري وعدت ببطء الى البيت لادخل واجلس في الحديقة وأنا في مزاج وخيال لايوصف .ماذا لو خرج عشرون شخص من الحي معي ماذا لو نتفق جميعا على تنظيم حياتنا في الحي بمساعدة الدراجة لانجاز التبضع الخفيف،الصيدلية المولدة، وكيل الغذائية واستلام 25 آلف دينار مال الحصة ماذا وماذا .
ايها العراقيون الطيبون والله حتى الموزين بيكم يتحول الى زين اكثر من اللازم عند موقف بسيط او تحية اوسلام يتلقاه في الطريق او يرى الاطفال او الامهات ومااحلى الامهات العراقيات الطيبات .
هيا بنا ندووووووس ونمضي وسنرى كم واحد يدووووس وراءانا اقترح الى الاخوة النواب ان تتوقف مواكبهم في دائرة نصف قطرها 3 كم ويتركوا الموكب ويجربوا دوسلها في العجلة الهوائية للوصول الى مقراتهم والله سيتغير تفكيرهم نحو الاحسن . تصوروا لو ان السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس مجلس النواب يوميا يمارسوا هذه الحالة صباحا كم ستكون مفيدة لانهم اثناء  دوسلها سينسون خلافاتهم وستتنظف صدورهم من الكثير الكثير وسيشعرون بحالة انسانية تنسيهم كل الخلافات والاشكالات ويقيناً انهم سيجلسون على مكاتبهم ويشعرون بشعور غريب نابع من اعماقهم النظيفة الطاهرة لا نهم عراقيون وووووووالى حد البكاء في حالة لايوجد مثلها عند اي شعب على وجه الارض كما يشعر به العراقيون .
ملاحظة مستعد لاهداء السيدين رئيس الوزراء و رئيس مجلس النواب عجلتين شرط ان اكتب عليها هدية من شعب العراق
أيها الناس هيا دوووسووو وسترون العجائب ؟
      الف تحية لكل عراقي مبدع يبحث في ضميره مايمكنه من ان يعييد البهجة والفرحة والسرور للاخرين
تحية خالصة لكم سعد البزاز ورحم الله والديك.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب