13 أبريل، 2024 3:25 م
Search
Close this search box.

دور يتجاوز الحدود المألوفة

Facebook
Twitter
LinkedIn

إلقاء نظرة على الاجواء المتوترة السائدة في طهران على خلفية الاستعدادات الجارية لإنتخابات الرئاسة في شهر مايو/أيار القادم، تعطي إنطباعا بأن هناك حالة من القلق و التوجس لدى مختلف الاطراف و الاجنحة التي يتشکل منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والذي يضفي المزيد من التوجس و القلق على هذه الاجواء إنها تتزامن مع أحداث و تطورات إقليمية و دولية غير سارة بالمرة لهذا النظام.

تخوف الجناحان الرئيسيان في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تصاعد حدة المواجهة بينهما يعود اساسا الى إحساسهما بحالة من الرعب من التطورات الجديدة على صعيد دخول الشعب الايراني و المقاومة الايرانية الى المعادلة الحالية و عدم بقائهما بموقف المنتظر او المترقب السلبي خصوصا بعد أن بدأت دول المنطقة و العالم تمنح لهذا الجانب أهمية و إعتبار يناسب حجمه وإن إرتفاع نسبة التحرکات و النشاطات الاحتجاجية في الداخل و تزايد و تصاعد الدور و الحضور الاقليمي و الدولي للمقاومة الايرانية قد فرض على المعادلة السياسية الايرانية القائمة تغييرا کبيرا وهو مادفع المنطقة و العالم للأخذ به.

من يراقب الاوضاع الوخيمة في إيران ولاسيما بعد الاتفاق النووي، يجد أن الکيل قد طفح بالشعب تماما مثلما أن الظروف المختلفة قد باتت مهيأة بشکل او بآخر للمقاومة الايرانية کي تبادر الى تفعيل برنامجه السياسي العام لإسقاط نظام الملالي و إقامة نظام سياسي يکفل کل شروط و مرتکزات نظام سياسي يوفر الحرية و يعترف بمبادئ حقوق الانسان و المرأة و يرفض القمع و الاضطهاد، وهذا التهديد يمثل بالنسبة للتيارين او الجناحين ساردي الذکر، بمنتهى الجدية وهما يعلمان جيدا بأن المقاومة الايرانية التي عبرت و تخطت مختلف الحواجز و العقبات الکأداء التي تم وضعها أمامها من قبل النظام الايراني، بأنها”أي المقاومة الايرانية”، سوف لن تقف مکتوفة الايدي بعد أن توفرت الشروط و الظروف الذاتية و الموضوعية للتغيير في إيران وهي ستبادر بالانقضاض مع الشعب على النظام في الوقت و اللحظة المناسبة، ولذلك فإن الجناحين يعملان بکل مالديهما من جهد و طاقة من أجل الحيلولة دون ذلك و وضع العراقيل مجددا أمامها.

الاوضاع و التطورات و المستجدات الجديدة في المنطقة و العالم ولاسيما بعد إنقضاء و إنتهاء عهد اوباما، لم تعد مناسبة لطهران ولاسيما وإن العالم بدأ يستمع و ينصت الى ماتقوله و تٶکد عليه المقاومة الايرانية من حيث الدور السلبي لهذا النظام و بالاخص تدخلاته في المنطقة، ولعل طرح قضية تصنيف الحرس الثوري الايراني و الميليشيات التابعة له ضمن قائمة الارهاب، هو أفضل مٶشر على بروز دور المقاومة الايرانية و تجاوزها الحدود المألوفة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب