23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

دور وأهمية الايديولوجية في المجتمع

دور وأهمية الايديولوجية في المجتمع

اولا..هناك نوعين من الايديولوجية في المجتمع، الايديولوجية البرجوازية والايديولوجية الشيوعية وان الايديولوجية دائماً تحمل طابعاً طبقيا، وكما تحمل ايضاً طابعاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في آن واحد.

ثانياً.. ان الايديولوجية -نسق من الاراء والافكار والنظريات السياسية والحقوقية والدينية والأخلاقية والجمالية والفلسفية. ان الايديولوجية، كونها جزء من الوعي الاجتماعي، تتحدد بظروف حياة المجتمع المادية، وتعكس العلاقات الاجتماعية، وياتي الصراع في ميدان الايديولوجية انعكاسا طبيعياً لتضاد المصالح الطبقية، ويمثل شكلاً من اشكال الصراع الطبقي الاساسية.وفي الايديولوجية المعبرة عن مصالح الطبقات الرجعية، ينعكس الواقع كقاعدة عامة انعكاسا مشوها.

ثالثاً.. ان ايديولوجية البروليتاريا تتطابق مصالحها تطابقا تاماً مع قوانين ومتطلبات التطور الموضوعي، هي الايديولوجية الوحيدة التي تتصف وتتميز في علميتها.

رابعاً.. ان المنظرين البرجوازيين والتحريفيين يبالغون في المشروطية الاجتماعية للانعقاد الأيديولوجي، ليخلصوا من ذلك الى الزعم ان هذا الانعكاس، كونه طبقيا، لابد من ان يجدوا ذاتياً واحادي الجانب، فيتناقض مع الانعكاس العلمي الموضوعي، اي انهم يحاولون انكار الطابع الطبقي للايديولوجية، وكما يؤكدون ايضاً ان تقدم المعرفة العلمية في عصرنا يسلتزم قطع علاقاته وفك ارتباطاته بالايديولوجية ايا كانت.انهم يهدفون من كل ذلك وغيره الى الغاء الايديولوجية في المجتمع وقد نادوا وينادون بحلول ((نهاية الايديولوجية)) والتي تعرف اليوم ب ((نظرية نزع الايديولوجية))، وهذا النشاط البرجوازي في الميدان الفكري موجه بالدرجة الأولى ضد الايديولوجية الماركسية، ومنهم بيل،ارون….،والهدف الاخر يكمن في عزل العلوم الاجتماعية والاقتصادية عن المشكلات التي تهم المجتمع، وهذه الافكار نشطت خلال فترة الخمسينات والستينيات من القرن الماضي، والمدرسة البرجوازية تسعى اليوم لصياغة ايديولوجية جديدة بالضد من الايديولوجية الماركسية،ولكن المدرسة البرجوازية عاجزة اليوم عن وضع ايديولوجية متطورة تستجيب لمطالب العصر.رغم ان تطور اي ايديولوجية يتحدد في نهاية المطاف بالظروف الاقتصادية والاجتماعية، وان كل نسق ايديولوجي جديد هو انعكاس وارتباط للوجود الاجتماعي.

خامساً.. ان الماركسية -اللينينية، هي ايديولوجية المجتمع اللاطبقي، هي مجموع من الافكار التي تعبرعن نظرات الطبقة الاكثر تقدماً في العهد المعاصر، الا وهي الطبقة العاملة وحلفائها، وطليعتها الحزب الشيوعي، وتشكل الماركسية -اللينينية جوهر الايديولوجية الشيوعية. ان الايديولوجية الشيوعية تسلح كل جيل جديد بسلاح الحقيقة التاريخية الموضوعية، وبالفهم العميق للقوانين الاجتماعية والاقتصادية والتطور الاقتصادي والاجتماعي بالاستناد على اساس النظرية الماركسية -اللينينية.

سادساً.. ان الايديولوجية الشيوعية ليست مجرد تبلور لعناصر النفسية الطبقية التي تتكون مباشرة تحت تأثير ظروف حياة المواطنين، بل تنبثق بوصفها نظرية علمية تعبر عن مصالح الطبقة العاملة وحلفائها، وان العلمية بوصفها سمة مميزة للايديولوجية الشيوعية. ان الايديولوجية الشيوعية تغتني وتتطور بصورة خلاقة بتأثير ممارسة النضال الطبقي للبروليتاريا وخبرة الحركة الشيوعية العالمية. يؤكد لينين قائد البروليتاريا العالمية العظيم ((…بما ان الاشتراكية هي ايديولوجية نضال البروليتاريا الطبقي، فإنها تخضع للظروف العامة لانبثاق وتطور وتوطد الايديولوجية، اي انها ترتكز على كل مادة المعرفة البشرية، وتفترض تطوراً ً عاليا، وتتطلب العمل العلمي….))

سابعاً.. ان علمية الايديولوجية الشيوعية ترتبط ارتباط وثيق مع حزبيتها الثورية. وعلى نقيض الايديولوجية البرجوازية التي تخفي الطابع الطبقي للاستغلال وتحت قناع الموضوعية. ان حزبية الايديولوجية الشيوعية لا تناقض علميتها، ولهذا تتحد العلمية الدقيقة والعالية للايديولوجية الشيوعية داخليا وبعرى لا انفصام لها مع ثوريتها. ان الصلة العضوية المتبادلة بين العلمية وبين الحزبية البروليتاريا هي السمة الاشد تميزاً للايديولوجية الشيوعية، السمة التي تحدد دورها القيادي في نضال الطبقة العاملة الثوري وفي بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الشيوعي.

ثامناً..ان من اهم سمات الايديولوجية الشيوعية هو طابعها الاممي،لانها تعبر عن مصالح الطبقة العاملة وحلفائها وبشكل جذري،بغض النظر عن الانتماء القومي، انها تمثل مذهب اممي يعكس تجربة النضال الثوري في جميع البلدان، ومعاديا اصلاً للتعصب القومي والشوفيني، هاتين الظاهرتين من ظاهرات الايديولوجية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة. تتسم الايديولوجية الشيوعية بالنزعة الانسانية، و تعبر عن ذلك خلال الشعار الرئيس ((كل شيء من اجل الانسان، لما فيه خير الانسان)) انها الايديولوجية التي تحقق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع اللاطبقي المجتمع الشيوعي، بدليل اقرت حق العمل لجميع المواطنين دستوريا، اي غياب البطالة والفقر والبؤس..والقضاء على الاستغلال ..، وكما تم اقرار مجانية التعليم والعلاج والسكن لجميع المواطنين وفق الدستور، وهذا يعني غياب الامية، وتوفير الضمان اللاحق للشيخوخة من خلال تدخل الدولة في تحقيق ذلك،وغياب المشردين في الشوارع (بومج) وهذه الصفة وجدت من خلال مشروع الحكومة العالمية، قوي الثالوث العالمي، البيرويسترويكا الغارباتشوفية التي نفذها الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه المرتد.

تاسعا.. ان الطبقة العاملة تمتلك ايديولوجية انسانية وعلمية وهي الايديولوجية الشيوعية، التي تهدف الى بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي كمرحلة أولى من المجتمع الشيوعي، وهي تشكل سلاح جبار لتحويل العالم بكل الطرق الممكنة من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والمساواة وتوطيد الاخوة والتعايش السلمي بين الناس والامم.ان الحزب الثوري لا يمكن أن يعمل وينشط ويتواجد بدون نظرية ثورية تجسد ايديولوجية البروليتاريا الوثيقة الارتباط بممارسة الحياة ذاتها،وتعد دليل عمل للحزب الشيوعي ولا يمكن التخلي عنها، وان الشيوعيون توحدهم ايديولوجية انسانية وعلمية واحدة هي الايديولوجية الشيوعية، ولهم عدو مشترك واحد هو الامبريالية العالمية بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين، والقوى التحريفية والإصلاحية والانتهازية ومن اتخذ الليبرالية نهجاً له، لم يعد شيوعيا وان هدفهم واحد ومشترك الا وهو بناء المجتمع الاشتراكي كمرحلة أولى من التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية الشيوعية.

عاشرا..ان بعض الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية ومنها القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي ومنذ المؤتمر الثالث للحزب ولغاية اليوم قد ابتعدت عن الثوابت المبدئية والوطنية وتخلت عن نهج مؤسس حزبنا الشيوعي العراقي، حزب فهد_سلام واصبحت لا تمثل القيادة الشيوعية الحقيقية، بل من حيث المبدأ هي قيادة اصلاحية ليبرالية بامتياز، بدليل يؤكد البعض منهم ان((اميركا امر حتمي في العراق…. وما يقلقني هو دول الجوار))وان ((الشيوعية لم تعد ايديولوجية ولاعلاقة لنا بالصراعات الاقليمية….)) نقول لمن يعتقد ذلك،عليه ان يتخلى عن ازدواجية السلوك الانتهازي والتحريفي، فلا مجاملات في الثوابت الوطنية والمبدئية، اما شيوعي اومعادي للشيوعية، وان الاحتلال المزدوج للعراق من قبل اميركا وايران لن يدم طويلا عليكم قراءة تاريخ الشعوب في اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية والبلدان العربية ومنها تاريخ شعبنا العراقي وقواه السياسية الوطنية والتقدمية واليسارية والذي تكلل بثورة تموز عام 1958،تاريخ الشعب الجزائري………
كما اود ان اذكر بعض القياديين المتنفذين في الحزب الشيوعي العراقي بقول البروفيسور المجري توماس سانتوس ((ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة في العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة مشتقة من الاتجاهات العامة))،

المصادر..

##انظر المعجم الفلسفي المختصر، موسكو.

##الشيوعية العلمية معجم،موسكو.

##بوزويف، غورودنوف ،ماهي الماركسية -اللينينية، موسكو.