23 ديسمبر، 2024 2:11 ص

دور مواقع التواصل الاجتماعي بمنع الجريمة

دور مواقع التواصل الاجتماعي بمنع الجريمة

تشير بعض الاحصاءات ان اكثر من أربعة مليارات شخص حول العالم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي، أي ما يعادل 50 في المئة من سكان العالم، كما إننا نقضي في المتوسط نحو ساعتين يوميا في تصفح هذه المواقع والتفاعل من خلالها، وذلك وفقا لبعض الدراسات الحديثة. ويمكن القول إن هناك نحو نصف مليون تغريدة وصورة تنشران على موقع سناب تشات للمحادثة كل دقيقة .

اما إحصاءات التقرير الرقمي السنوي الصادر عن مركز الاعلام الرقمي في شباط (فبراير) 2019 يشير ان عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بلغ 19 مليون شخص، اي 48% من عدد السكان .

لقد تغير العالم بشكل كامل منذ بزوغ منصات التواصل الاجتماعي في هذا العقد الأخــير، والكل انتبه إلى قوة التأثير الهائلة لتلك المنصات على سلوك البشر، على الصعيدين المهني والشخصي، وعلى عالم الجريمة كذلك ، فهي غيرت طبيعة التفاعلات حول العالم، بل أصبحت الأداة ًحقا الرئيسية لإدارة العمليات الاجتماعية بشكل مكثف ومذهل، فهي لديها القدرة على النقل الآني للأخبار والأحداث إلى عدد هائل من البشر، وتتيح لهذا العدد الهائل كذلك فرصة للتعليق على تلك الأخبار والأحداث والنقاش حولها وتبادل الأفكار.

أدركت الأجهزة الأمنية بالدول المتقدمة أن هناك فرصة غير مســبوقة في اســتخراج معلومات قيمة من المحتوى المبعثر على الشبكة، يخدم بالضبط احتياجاتهم ، ويكون المرشد لإعادة ضبط سياساتها وليــس إلى هــذا الحد فقط ، بــل تعاظمــت القدرات التكنولوجيــة للتحليل ومراقبة الشــبكات لدرجة أنه أصبح بالإمكان تفهم السلوك الفردي للأفراد في التفاعلات، ولا سيما السلوك الجماعي للمجتمعات الخاصة، وبل إلى درجة التوقع والتنبؤ بهذا السلوك، ومن ثم القدرة على التدخل في تغيير هذا لاحتياجات المؤسسةً السلوك وتوجيهه في المستقبل طبقا ومن هنا بدأ ســباق محمــوم بين علماء دراســة وتحليل الشبكات الاجتماعية لفهم عمل تفاعلات الشبكة وإمكانات التأثــير عليها، وما اتجاهات الأفــراد والكيانات داخلها.

أصبح علم تحليل شــبكات التواصل الاجتماعي والتي تسمح لرجال إنفاذ القانون بشكل أســاسي أو تكاملي (بالإضافة للأدوات التقليدية) من تحديد طبيعة وشــكل العلاقة بين الأشخاص في الجماعات الإجرامية والمشــتبه بهم، فقــد تكون الأدوات التقليدية في تحليل التكوين البنائي للشــبكات الإجرامية غير دقيقة أو تنقصها بعض أو كثير من التفصيلات؛ لأن المجتمعات وبخاصة الإجرامية منها لجأت للتواصل فيما بينها إلى استخدام في التواصل مع ًشــبكات التواصــل الاجتماعي، بل وأيضــا عملائها والمســتهلكين. لذا فقد أصبح موضوع وعلم تحليل مواقع التواصل الاجتماعي محل اهتمام كبير من علماء التسويق والعلوم الإنسانية والاجتماعية ومن ثم أجهزة مكافحة الجريمة ، ولا سيما تتبع الشبكات الإجرامية والإرهابية يكون محل اهتمام أجهزة البحث الجنائي والشــغل ًفدائما الشــاغل لها هو استكشــاف أعضاء الجماعــة الإجرامية أو الإرهابية، ودور نشاط كل عضو فيها، كما يكون محل اهتمامها من هم الأعضاء المؤثرون في الجماعة وحلقات الاتصال والمراكز القيادية، وفي بعض الأحيان من هو المحرك للمجموعة أو القائد لها. كما يهتم فريق البحث في تحديد المســؤول المالي للمنظمة،

الخلاصة

اتجهت الاجهزه الأمنية بالعالم باتخذها خطوات مدروسة باستحداث هياكل وظيفية جديدة من مختصين بالعلوم الجنائية والنفسية والاجتماعية باستثمار هذه المنصات للحد من الجريمة وفق برامج منتقاة ، اما بالعراق عدد مستخدمي التواصل بلغ نصف عدد السكان ، ولم تشكل أي إدارة من مختصين للحد من الجريمة ، وهذا يقع على مسؤولية وزارة الداخلية بتشكيل إدارة ضمن دائرة العلاقات العامة كوادرها من المختصين خريجي المعهد العالي للدورات حيث خريجي هذه الدورات من ذات الاختصاصات لتساهم بوضع برامج للحد من الجريمة في التواصل الاجتماعي وتدرس تجارب العالم وتستفاد من النتائج