16 سبتمبر، 2024 10:04 م
Search
Close this search box.

دور مشبوه لرئيس الوزراء في براءة سنان الشبيبي

دور مشبوه لرئيس الوزراء في براءة سنان الشبيبي

يبدو أنّ قرار محكمة جنايات الرصافة رقم 1638 في 22 / 9 / 2014 , القاضي بإلغاء الحكم الصادر بحق المدان سنان محمد رضا الشبيبي محافظ البنك المركزي السابق وإلغاء التهم الموّجهة إليه لعدم كفاية الأدلة , قد تحوّل إلى قضية رأي عام , وسلّط الأضواء على نزاهة واستقلالية القضاء العراقي ودوره في بناء دولة القانون والمؤسسات , خصوصا بعد الطعن الذي تقدّم به البنك المركزي العراقي إلى محكمة استئناف الرصافة يوم الأحد 4 / 1 / 2015 , فقضية محافظ البنك المركزي السابق لم تعد محصورة بملف الفساد الأكبر والأخطر في تأريخ الدولة العراقية والحريق الهائل الذي استنزف أكثر من 60 مليار دولار , بل تعدّته لتسلّط الضوء على مسيرة القضاء العراقي واستقلاليته وما يشاع عن هيمنة السلطة التنفذية على قرارات هذا القضاء وخضوعه للمزايدات السياسية , فالأساس في الدعوة المقامة في القضاء حول محافظ البنك المركزي السابق سنان محمد رضا الشبيبي , هو تقرير اللجنة البرلمانية بالبرلمان السابق والتي تألفت من السيد نائب رئيس البرلمان وعضوية السادة رئيس اللجنة الاقتصادية ورئيس اللجنة المالية ( حيدر العبادي ) ورئيس ديوان الرقابة المالية , والتي أصدرت قرارها بالإجماع بتقصير المحافظ سنان محمد رضا الشبيبي ومستشاريه وإحالتهم للنزاهة والقضاء لدورهم بهدر المال العام .
والحقيقة أنّ الطعن الذي تقدّم به البنك المركزي العراقي قد عكس عمق الأزمة التي يمرّ بها القضاء العراقي بعد هذا القرار الذي تحوم حوله الشبهات من كل جانب , وهذه الشبهات جميعا تدور حول دور رئيس الوزراء في إصدار قرار الحكم ببراءة الشبيبي , وعلاقة هذا القرار بغلق ملف البنك المركزي العراقي وملفات الفساد الأخرى , وإذا ما ثبت أي دور لرئيس الوزراء في هذا القرار الذي شّكلّ تراجعا خطيرا في مسيرة القضاء العراقي واستقلاليته , فهذا يعني أنّ السلطة التنفيذية قد هيمّنت تماما على السلطة القضائية , وهذا مما سينعكس بشكل مباشر على دور القضاء في محاربة الفساد , فالطعن الذي تقدّم به البنك المركزي العراقي إلى محكمة استئناف الرصافة , قد حمل أكثر من علامة استفهام حول الدور المريب لرئيس الوزراء في استصدار هذا القرار الخطير , كما وعكس في الوقت نفسه تواطئ السلطة القضائية وخضوعها للاملاءات والمزايدات السياسية , فالقاضي ( جمعة عبد داود ) الذي حكم بسجن الشبيبي سبعة سنوات خلال شهر 9 من 2014 , عاد وحكم عليه بالبراءة في شهر 12 من 2014 , وبدون استدعاء الممثل القانوني للبنك المركزي , كما إنّ الأحكام التي صدرت بحق الآخرين من مساعدي الشبيبي وبنفس القضية , هي الأخرى لم تسقط عنهم , وهذا مما يؤكد أنّ قرار الحكم ببراءة الشبيبي كان قرار سياسيا بامتياز , إنّ استقلالية القضاء العراقي وحياديته هي اليوم على المحك , فإذا ما انهار هذا القضاء لا سامح الله , فإنّ الدولة العراقية ستنهار معه.

أحدث المقالات