23 ديسمبر، 2024 6:31 م

دور الولايات ألامريكية المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي – 1

دور الولايات ألامريكية المتحدة في نشأة التطرف الإسلامي – 1

مقدمة:

ألتطرف ألديني من سمات معظم ألأديان وألطوائف ألدينية فالإيمان بالاديان له سلبيات عديدة فهو سبب رئيسي للحروب وويلاتها،حروب بين الاديان المختلفة كحروب الفتح الاسلامي والحروب الصليبية والحروب بين اليهود والمسلمين في فلسطين والحروب الداخلية بين المذاهب المختلفة للدين الواحد كالحروب بين البروتستانت والكاثوليك في الماضي وبين الشيعة والسنّة في الحاضر وفي العراق بالذات وقد تقع حرب المذاهب بين الدول السنيّة  والشيعية.

ولا ننسى العمليات الانتحارية الّتي يقوم بها المتطرفون الاسلاميون والّتي حصدت وتحصد وستحصد المئات من الارواح البريئة للاطفال والنساء والرجال اضافة الى الخسائر الماديّة، وكذلك المجازر الّتي نفذها المتطرفون الاسلاميون في الجزائر.

بعض ألأديان لا تحوي في تعاليمها بذور ألتطرف وألإرهاب كألديانة ألبوذية وديانة ألشنتو، أمّا بألنسبة للأديان ألأبراهيمية ( اليهودية والمسيحية وألإسلام) فالوضع مختلف كليا، فتعاليم ألدين أليهودي وكما ورد في ألتوراة تعاليم عنصرية تدعو إلى نبذ ألمخالف وتعتبر أليهود شعب ألله ألمختار وقد شنّ أليهود في ألماضي حروب عديدة وأرتكبوا ألمجازر ضد ألأقوام وألشعوب ألأخرى، كما أنّهم في أثناء وبعد تشكيلهم دولة إسرائيل قاموا بإرتكاب مجازر عديدة ومارسوا إرهاب ألدولة ضد ألفلسطينيين.

أمّا بألنسبة للدين ألمسيحي ففي أثناء دعوة ألمسيح وكذلك في تعاليم ألأناجيل نلاحظ بأنّه لم يكن هناك إستعمال للقوة ضد ألمخالف وألمختلف وألسبب في إعتقادي قصر مدة دعوة ألمسيح ألتي لم تتجاوز ثلاث سنوات، ولكن بعد تبني ألأمبراطور ألروماني قسطنطين ألمسيحية فألأمور أختلفت لأنّ تغلغل ألسياسة في شرايين ألمسيحية أدّى إلى إستعمال ألقوة لمحاربة ألمختلف وكأمثلة من تأريخ ألمسيحية نذكر محاكم ألتفتيش وألحروب ألصليبية.

لتوضيح هذا ألأنقلاب في ألمسيحية دعنا نتسائل:

ما كان سيحدث لو عاش ألمسيح عشرون سنة أخرى بعد بدء دعوته وكثر أتباعه وقويت شوكته؟ ولتوضيح ألصورة أكثر لنفترض أنّ محمدا مات بعد ثلاث سنوات من بدء دعوته، فماذا سينتقل إلينا من تعاليمه وآياته ألقرآنية ألمكية في تلك ألحالة؟

لا إكراه في ألدين.

أدعوا إلى سبيل ربّك بألحكمة وألموعظة ألحسنة.

أمّا بألنسبة للاسلام ثالث الاديان ألأبراهيمية، فنبيّ الاسلام عاش في مكّة واعلن عن دينه هناك ثمّ هاجر الى يثرب بعد مضايقته من قبل افراد قبيلته قريش وبالاخص قادتهم الّذين كانوا يحتكرون التجارة ويشرفون على مراسيم الحج.

بدأ محمّد دعوته في مكّة بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن بعد هجرته الى يثرب واستناده على قوّة الانصار من قبيلتي الاوس والخزرج كوّن منهم جيشا وبدأ بالاغارة على قوافل قريش الّتي كان يتوجّب عليها المرور بالقرب من يثرب. ثمّ حارب محمّد قبائل اليهود الساكنين في يثرِب فاخضعهم واستولى على ديارهم واموالهم.

بعد فتح مكّة قويت شوكة المسلمين فعمدَ محمّد الى نشر الدين الاسلامي بقوة السلاح وسمّى حروبه بالجهاد، نتيجة لهذه الحروب زادت القوّة الاقتصاديّة للمسلمين عن طريق الغنائم الّتي غنموها في هذه الحروب.

بعد وفاة محمّد خلّفه اربع من الخلفاء هم ابو بكر الصدّيق و عمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان وعلي بن ابي طالب وجميعهم من قبيلة قريش.

الخلفاء الّذين سُمّوا بالراشدين ساروا في حكمهم على نفس النهج الّذي اختطّه محمّد ففتحوا البلدان المجاورة كالعراق الّذي كان تحت حكم الساسانيين الفرس واستولوا على سوريا وفلسطين وكانا تحت حكم البيزنطينيين وارغموا سكّان البلدان المفتوحة على اعتناق الاسلام، اما اهل الكتاب من المسيحيين واليهود فكان عليهم دفع الجزية عن يد وهم صاغرون.

أستمرت حروب ألفتح ألإسلامي في عهد ألدولة ألأموية وألعباسية والدول والدويلات ألأسلامية ألمتعاقبة وأنتهت بسقوط ألأمبراطورية ألعثمانية في أعقاب ألحرب ألعالمية ألأولى وأنتهت ألخلافة ألأسلامية بعد إعلان تأسيس ألجمهورية ألتركية بجهود مصطفى كمال أتاتورك ورفاقه ألذين أعلنوا علمانية ألجمهورية ألتركية.

كان من نتائج ألحرب ألعالمية ألاولى تقسيم ميراث ألامبراطورية ألعثمانية، فبموجب معاهدة سايكس بيكو  أستعمرت بريطانيا وفرنسا ألشرق ألأوسط وشمال أفريقيا وأستعمرت روسيا أجزاء عديدة من شرق أوربا ومناطق غنية بألبترول من وسط آسيا كالشيشان وأذربيجان وتركمانستان.

بعد أنتهاء ألحرب ألعالمية ألثانية أنقسم ألعالم إلى معسكرين رئيسيين، ألمعسكر ألرأسمالي بقيادة ألولايات ألمتحدة ألامريكية ودول أوربا ألغربية والمعسكر ألشيوعي بقيادة ألأتحاد ألسوفيتي ودول شرق أوربا.

نتيجة لهذا ألأنقسام بدأ صراع بين هذين ألمعسكرين وألتي سميت بألحرب ألباردة.

أساس وأسباب هذا ألصراع ألأستعماري كان أقتصاديا وحاول ألطرفان ألسيطرة على ألمنابع ألغنية بألبترول وألغاز ألطبيعي في وسط آسيا وفي ألشرق ألأوسط.

دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي:

يتناول ألكاتب ألأمريكي روبرت دريفوس في كتابه (لعبة ألشيطان- دور ألولايات ألامريكية ألمتحدة في نشأة ألتطرف ألإسلامي) ألصراع بين ألمعسكر ألرأسمالي بقيادة ألولايات ألمتحدة ألأمريكية ودول أوربا ألغربية والمعسكر ألشيوعي بقيادة ألأتحاد ألسوفيتي ودول شرق أوربا ومحاولات ألولايات ألمتحدة ألأمريكية أستخدام ورقة ألإسلام لتكوين سد أمام ألمد ألشيوعي ألقادم من ألأتحاد ألسوفيتي.

يتألف ألكتاب من مقدمة ألناشر (مركز دراسات ألإسلام وألغرب) ومقدمة ألمؤلّف وأثنا عشر فصلا. سنتاول في حلقات متتالية أجزاء من هذه فصول هذا ألكتاب.

ألفصل ألأول: ألجامعة ألأسلامية في حضن ألإستعمار

ألفصل ألثاني: (إخوان) إنجلترا

ألفصل ألثالث: ألإسلام في مواجهة ألحرب ألباردة

ألفصل ألرابع: ألحرب ضد عبدألناصر ومصدّق

ألفصل ألخامس: ملك ألإسلام

ألفصل ألسادس: تلميذ ألساحر

ألفصل ألسابع: ظهور ألإقتصاد ألإسلامي

ألفصل ألثامن: ألإسلاميون في إسرائيل

ألفصل ألتاسع: جحيم آية ألله

ألفصل ألعاشر: ألجهاد (1): قوس ألإسلام

ألفصل ألحادي عشر: ألجهاد (2): إلى وسط آسيا

ألفصل ألثاني عشر: صدام ألحضارات

يتبع……..