11 أبريل، 2024 9:38 م
Search
Close this search box.

دور المعلم في تربـية التلميذ .. وتعليمه

Facebook
Twitter
LinkedIn

بمناســبة قـرب عـودة التـلامـيذ والطلاب الى مدارسـهم حضوريا ابتداءا من تشرين الثاني 2021 وحسـب قـرار وزارة التربــيـة بدلا ً من ان يكون التعليم عــن بُـعدْ كما كان في العام الدراسي الماضي بسـبب جائحة كورونا . يعـتبر المعلـم الحجـر الاساس في كل شيء بدءاً من الروضة و المدرسة الابتدائية وصولاً الى اعلى المراتب فهو الحارس الامين على تـنـشئة المواطن المؤمن بنفسه ووطنه وانتمائه المحلي والعالمي والانساني وهو المرجعية الاخلاقية التي تقوم على الحسن والتقويم ، فالحسن هو الجمال والتقويم ، على ان يكون هذا الجمال لخدمة هدف سامِ. علماً ان بعض مظاهر الحسن والتقويم تؤول الى متغيرات ولو اخذنا كلمة “المعـلم” في المرحلة الابتدائية نستطيع بقراءة عاجلة ان نلحظ التغيرات التي طرأت على اسلوبه من خلال تطور اساليب التعليم في العراق منذ نشوء اول مدرسة في بداية القرن الماضي.
فاذا كان التعليم قد اعتمد على اللغة اساساً فقد اضيف اليها الصور والرسوم المتحركة والتجربة والتمثيل وغيرها وصار الحال الى حوار وتواصل بين المعلم والتلميذ بعد ان كان القاء وتلقياً، وسلطة قمعية من قبل المعلم اداتها العصا لمن عصا تلهب اليدين والقدمين ومناطق اخرى تجعل التلميذ – كما كان يرون – في احسن تقويم.

تغـيرت الاساليب وتعددت وسائل الاتصالات والكومبيوتر وحضرت سلطة المعرفة بديلاً لسلطة العصا ، وتحصيل المعرفة بالفهم والوعي من غير تقويم العصا… الضرب ممنوع في جميع مدارس العراق – حسب تعليمات وزارة التربية العراقية – غير ان بعض حوادث الضرب ما زالت قائمة في ( بـعض ) المدارس . ونحن ندعو انصار هذا الاسلوب الى الاستئناس بالقراءات الادبية التي ترصد الاثار النفسية والجسدية التي يتعرض لها التلاميذ وحتى الطلاب من جراء القسوة عليهم وتركهم اسرى لمصير مجهول، وربما لعاهات تصلح ان تشكل رادعاً لكل من تسول له نفسه ان يعرض التلاميذ لعقوبات لا تليق بحضورهم المحبب والجميل فيضع هؤلاء نصب اعينهم ان التعلـيم مهـمة رسولية للأخذ بـيد الاطفال ووضعهم على الطريق الصحيح لطلب العلم والمعرفة… لقد كانت الاداب سباقة الى رصد الطاقات والانفعالات والمشاعر لبناء الانسان وتقويمه بشكل لائق وحضاري بعيداً عن الاستبداد والاستصغار وما لم يتم هذا فأن الشقاء والرعب والضرب يولدون اما الذل والخضوع او الارهاب والاغتراب وخير مثال استحضره قصة التلميذ “حميد” الذي كان زميلاً لنا في الصف الخامس الابتدائي وكان ذلك في بداية العقد السادس من القرن الماضي عندما قام المعلم بضرب “حميد بالعصا وبقوة…” حيث العنف التربوي في أسوأ مظاهره ” فكان حميـد التلميذ الذي لا يبالي بالحر او البرد او الريح العاصفة عندما يذهب سيراً على الاقدام الى المدرسة ، ولكنه اصبح يرتجف هلعاً امام المعلم عندما يطلب اليه الاجابة. وقد تحول خوفه الى مشكلة خطيرة شلّت قدراته النفسية والعقلية واسودت الدنيا في عينه لينساق الى شعور قاس بالوحدة ويعاني من الشقاء، حتى انه يشعر بالغربة في بيته ومدرسته وكل مكان يوجد فيه، حتى لو لم يعد قادراً على احتمال الضرب ، وكانت كفيه تلتهبان لمجرد ذكــر كلمة “الاستاذ”.
وهناك الكثير من القصص على هذا الموضوع ومنها (كـره) التلميذ للمدرسة بسبب (الضرب) عندما كنا نسمع التلميذ بعد انتهاء الدوام وهو يهمس في آذان اصدقائه انه يتمنى ان لا يقدم الصباح حتى لا يذهب الى المدرسة وهذا لا يتحقق بالطبع لانه يخالف نواميس الكون ، فـنراه يبحث عن حيلة لعلها تخلصه من هذا اليوم المشؤوم فـيّدعي امام التلاميذ ان والدة المعلم قد توفيت ولن يأتي الاستاذ هذا اليوم ، ولكن الفشل يظل حليفه ولا يستطيع التغلب عليه بسبب تعلمه (الكذب) من اجل الابتعاد عن الدروس.

ان العقوبات بمجملها مؤذيـــة ما لم تــكن مدروسة من قبل المربــين وعلماء النفس الذين يرون مـبدأ المكافأة والثواب لها مايقابلها من العقاب وهذه تختلف باختلاف الدول التي ترعى اطفالها .
بانـتـظـار ذلك الصـباح ولا أحلى بـقدومهم ورؤيـتهم يـنطلقون الى مـدارسـهم والبـســمة تـعلو وجـوهـهــم ..
حياة الاطفال ورعايـتـهـم أمانـــة بين ايديـــنا جميعا ً .. مـعلمين ، آبـاء ، حكومـة ، دولة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب