18 ديسمبر، 2024 5:26 م

دور المرجعية الصالحة في الإنقاذ

دور المرجعية الصالحة في الإنقاذ

يعتبر عام 2014 عام محنة على العراقيين, نتيجة سقوط الموصل بيد عصابات الدواعش, ودخولهم لمدن الانبار وتكريت, تلك العصابات التي وجدت الدعم العالمي والإقليمي الكبير, كي تشعل البلاد في أتون نار لا تنطفئ, حيث كان هدفها الأكبر دخول بغداد, وإعلان دولة الإرهاب العالمي, كم خططت دول الاستكبار, كي تدخل المنطقة في حروب لا تنتهي, لكن وقفة المرجعية الصالحة, وفي التوقيت المناسب, هو من أوقف تداعيات الأزمة.
المجتمعات التي تملك نخبة أبوية, ترفدها بالنصح والمشورة, كي تنطلق بها نحو الرقي, تلك هي المجتمعات السعيدة. 
الضغوط من كل جانب, جيش ضعيف! بني على أسس غير صحيحة,  وفساد ينخر جسد المؤسسة العسكرية, وحكومة فاشلة بامتياز, دعمها الغرب كي تضع العراق في مستنقع لا خروج منه, وجيران كل همهم العداء للعراق الجديد, فكان إعلان الجهاد الكفائي, مفاجئة لمن خطط ودبر, لاعتبار إن هكذا قرار غير مسبوق في العقود الأخيرة, فهبت الجماهير ملبية لنداء المرجعية, فكانت فتوى المرجعية هي حصن العراق, في مواجهة الهجمة العالمية.
تم الانتصار في أكثر من مكان, وتتابع تحرير المدن على يد المتطوعين والجيش العراقي, وارتفعت الروح المعنوية لكافة تشكيلات الجيش, لم تعجب هذا الإخبار أمريكا وأعوانها, فاتجهت لمسرحية التحالف الدولي ضد داعش, مع أنها هي من أوجدته في المنطقة, ودعت دول الإرهاب للعون ضد صنيعتهم داعش, في اغرب حكايات عام 2014, والتي لا تمر إلا على السذج.
الهدف من التحالف الدولي, إعلامي بالأساس لتجميل صور دول الإرهاب, مع تشكيل مظلة حماية لداعش, كي تكتمل المخططات بالنجاح, بالإضافة لذريعة تدخل جديد للمنطقة, ومن جانب أخر وسيلة لفتح أسواق السلاح, مما يعني خطوة مهمة لشكل جديد للمنطقة, وانتعاش خزائن الغرب, ولم ينفع الأمر تماما, بسبب التفاف الجماهير حول فتوى المرجعية.
لم تكتف المرجعية الصالحة, بإعلان الجهاد بل سعت لتأطيره بقيم أخلاقية سامية, كي لا تنحرف الحركة عن مسارها, خصوصا إن الأعداء يتصيدون أي زلة ممكن إن تحصل لإثارة الأقاويل, فسلاح الإشاعة مرتبط بوجودهم, فهم أحفاد يهود خيبر, فالإطار الأخلاقي الديني كي تسير الحملة بإطارها الصحيح, بعيد عن أي فعل متطرف يمكن إن يكون ضحيته, أناس لا ناقة لهم ولا جمل, وهذا لم يغيب عن فكر المرجعية, فكانت الحصن الكبير للمتطوعين .
ومازالت الحرب مستمرة, بين مخططات الاستكبار العالمي, وسعيه الحثيث لتدمير العراق, ودور المرجعية الصالحة, في الإنقاذ من تلك الحفرة الكبيرة.