لاشك أن القنوات الفضائية إنما تمثل قمة هرم الإعلام المرئي عبر الشاشة الفضية في نصرة القضايا المركزية الأم للوقوف سدا منيعا بوجه المؤامرات والشائعات والتشويه الثقافي والتزييف التأريخي وقبلها التضليل الاعلامي المشبوه والغزو الفكري كذلك غسيل العقول، وذلك من خلال ممارسة هذه القنوات لدورها الوطني المهم والفاعل في الدفاع عن الحقوق السليبة ومن خلال صناعة الوعي وتشكيل الرأي العام والتحليق به الى أفق أرحب في سماء الحرية وبالاتجاه الصحيح فضلا عن مواجهة الاعلام الصهيوني المضاد بإمكاناته الضخمة وبتمويله اللامحدود والذي مارس دورا كبيرا وحاقدا على مراحل منذ بدء الصراع العربي – الصهيوني لغسيل العقول وممارسة الغزو الفكري وقلب عالي الحقائق واطيها حتى صار الغرب عموما يظن واهما وبتأثير الآلة الاعلامية الصهيونية الكاذبة والمضللة بأن العرب هم من يعتدي على اليهود ، العرب هم الذين اغتصبوا الأرض وهتكوا العرض ،العرب هم من هجروا وروعوا وغيروا الجغرافيا وحرفوا الديموغرافيا، العرب هم من جرفوا البساتين وأحرقوا المزارع ، العرب هم من طردوا اليهود من ارضهم فصاروا لاجئين يعيشون في المنافي والمهاجر والخيام والشتات وليس العكس ، العرب هم من سفكوا الدماء وانتهكوا الحرمات ، العرب هم من محوا المعالم والاثار ، العرب هم دنسوا التراث والمقدسات، العرب هم من اهلكوا الحرث والنسل وشوهوا التأريخ وليس الصهاينة ممن جاؤوا كشذاذ آفاق من مشارق الارض ومغاربها الى فلسطين الحبيبة قطعانا تلو الأخرى بوعد مشؤوم – وعد بلفور – الذي وهب بموجبه من لايملك أرضا لمن لايستحق ، وأعطى أرضا بلا شعب بزعمهم تفيض لبنا وعسلا كما يهرفون بما لايعرفون الى شعب بلا ارض ، ليأتي دور الفضائيات الوطنية الشريفة مصححا ومقوما لكل هذا الكم الهائل من الخطايا والاخطاء التي تبث على الهواء على مدار الساعة في هذا الاتجاه المريب ولاريب ، وشعار الاعلام الوطني الحر في هذه المرحلة المهمة وفي تلكم الانعطافة المصيرية من التأريخ هو ” ان شعاع الشمس لايحجب بغربال ” ومن رام وصل الشمس حاك خيوطها ،سببا الى آماله وتعلقا ، على قول شاعر النيل حافظ ابراهيم ، وما أبلغها من حكمة ذهبت مثلا بين الاجيال يتناقلونها بينهم كابرا عن كابر ، ولاغرو أن تصحيح معجم المصطلحات في نشرات الاخبار وتقارير وبرامج الفضائيات مهم للغاية في هذا الصراع الابدي مع تحري الدقة والموضوعية في تحرير النشرات وعلى الجميع ان يستخدم على سبيل المثال لا الحصر مصطلح ” الكيان الصهيوني المسخ ، بدلا من اسرائيل ” ، وان يستخدم مصطلح ” الاعتداءات والجرائم الصهيونية ، بدلا من مصطلح العنف المتبادل الذي يوهم المتلقي بأن ما يجري هناك انما هو مجرد صراع بين متكافئين وبين نظيرين للحصول على مطالبهما بما يخالف الحقيقة ويناقضها جملة وتفصيلا ” ، وان يستخدم مصطلح ” شهداء الغارات الصهيونية ، بدلا من قتلى الغارات الاسرائيلية ” وان يستخدم مطلح ” قطعان المستوطنين الصهاينة المتطرفين ، بدلا من اليهود المتشددين ” وان يستخدم مصطلح ” قطعات الجيش الصهوني ، بدلا من جيش الدفاع الاسرائيلي ” وان يسمي الاشياء بمسمياتها من دون انحياز ولا تحيز ولا تخير ولا احتيال ولا التفاف البتة ” وهكذا دواليك .
ولزاما أن تكون التقارير والنشرات الاخبارية ، اسوة بالبرامج التحليلية ، واللقاءات التلفزيونية والحوارات الصحفية ، كذلك التحقيقات الاستقصائية ، اضافة الى المسلسلات الدرامية متتبعة لمجريات الأحداث في عموم الاراضي المحتلة أولا بأول من دون ان تذهل عن أية شاردة وواردة ، عن أية صغيرة او كبيرة ، وان تكون تلكم الاحداث حاضرة بكل قوة وفاعلية على الدوام في مجمل الاعمال الانتاجية والباقات البرامجية .
ولاشك ان البرامج والافلام الوثائقية هي بيضة القبان في نصرة القضية الفلسطينية وتشكل الجزء الأهم والاخطر في تلكم المعادلة المركزية ، وما اكثر الافلام الوثائقية التي انتجت في هذه المضمار وحظيت بالاهتمام الواسع والمتابعة الكبيرة من المشاهدين والمراقبين والمهتمين على سواء ، ولعل من اهمها فيلم “خمس كاميرات مكسورة ” للمخرج عماد برناط، وفيلم ” جنين جنين” لمخرجه محمد بكري ، وفيلم ” الزمن الباقي” للمخرجه إيليا سليمان، وفيلم ” عشر سنين” لعلاء العالول ، كذلك فلم ” السلام المر ” بمناسبة ثلاثين عاما على توقيع معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وهو فيلم وثائقي مدته ساعة تلفزيونية يعتمد على الصور الأرشيفية من الفيديو فقط، دون أية مقابلات، وكان تحديا إخراجيا من نوع خاص، كذلك سلسلة ” أصحاب البلاد ” وهي سلسلة من خمس ساعات وثائقية عن فلسطيني الداخل، الفلسطينييون الذي أجبروا على حمل جواز السفر الإسرائيلي، حيث كانوا حوالي 160 ألفا عام 1948 وأصبحوا اليوم مليونا ونصف المليون يعيش معظمهم في المثلث والجليل والنقب، اضافة الى الفيلم الوثائقي الابرز بينها والذي يتربع على عرشها وبلا منازع واعني به فيلم ” النكبة ” لمخرجته الفلسطينية روان الضامن ، الفيلم الحائز على جائزة أفضل فيلم وثائقي ، هذا الفيلم الذي شكل غصة في حلق الصهاينة واقض مضاجع اسرائيل بنسخته الإنكليزية فحاربوه بكل ما أوتوا من قوة ” انها مجموعة أعمال وثائقية هادفة تجاوزت المحلية الى العالمية في فترة قياسية بكل المعايير المهنية ، ولقد حاول اللوبي الصهيوني جاهدا منع عرض الفيلم في امريكا واوربا وكان الاعتذار دائما يأتي تحت شعار (الفلم غير مناسب للعرض).
اليوم وفي ظل تسارع حمى ما يسمى بالتطبيع والتخنيع والتركيع مع الكيان المسخ واتساع رقعته، مشفوعا بمحاولة تسويق هذا الكيان على انه حامي حمى السلام والرخاء والازدهار كذبا وزورا ، وانطلاق ما يسمى بصفقة القرن المشبوهة ،والتي تتضمن استمرار السيطرة الصهيونية على معظم الضفة الغربية التي احتلتها عنوة وغيلة عام 1967 بما يعرف بنكسة حزيران ، وضم الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية إلى الكيان وبقاء القدس تحت الوصاية الصهيونية ، كذلك اطلاق ما يسمى بالديانة الوهمية التي يروجون لها على انها الديانة الابراهيمية ، ومحاولات هدم الاقصى المبارك لبناء الهيكل المزعوم ، اضافة الى محاولات إزالة حي الشيخ جراح الذي يمثل آخر حصن دون الاقصى المبارك ، اولى القبلتين وثالث الحرمين ، علاوة على محاولة الكيان المسخ تشويه صورة المقاومة الفلسطينية الباسلة ، لابد من إعادة دور الوثائقيات في عموم الفضائيات ولابد من تقديم الدعم المادي والمعنوي والفني اللازم لها وعلى مختلف الصعد لوضع النقاط على الحروف ، وترتيب الاوراق ، و للحيلولة من دون خلط الحابل بالنابل في زمن تكالب فيه الاعداء على قضايانا المركزية مع محاولاتهم الدؤوبة لتشويه تلك الحقائق وقلب الموازين ، فعندما يزعم قادة الكيان وإعلامه ليلا ونهارا بأن” حقهم المزعوم في هذه الارض يعود الى اربعة الاف عام في عمق التاريخ، وعندما يرددون بأن اليهود ليسوا بمحتلين لهذه الارض لأن ارض يهوذا والسامرة هي ارضهم، وان المشكلة ليست فيهم وانما في الفلسطينين الذين يرفضون الاعتراف باسرائيل، وما شاكل ففي هذه الاجواء المكدرة لابد لنا من ان نشد على عضد المفكرين والمؤرخين والسياسيين والمثقفين والكتاب والاعلاميين العرب ممن كان لهم باع في نصرة قضية العرب والمسلمين الاولى فلسطين الحبيبة، فلسطين الاسراء والمعراج، فلسطين مهد الاديان السماوية والحضارات، فلسطين الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين، ممن حملوا الهم الفلسطيني انطلاقا من ارض الشتات يحدوهم الامل بالعودة يوما ما الى ربى القدس الحبيبة، الى عكا ويافا وحيفا، الى مهد المسيح، الى مسرى الحبيب المصطفى بعد تحريره، وان نقف صفا واحدا وندا حازما امام الصهيونية الغاصبة ومؤسساتها الحاقدة ومؤامراتها الدنيئة التي تحاك الواحدة تلو الاخرى لهدم الاقصى المبارك واقامة الهيكل المزعوم وتأسيس ما يسمى بـ “اسرائيل” الكبرى، لتحقيق حلمهم الازلي من النيل الى الفرات ” خابوا وخسئوا .
ومؤكد انه وفي خضم مساعينا الحميدة لأنتاج سلسلة من الافلام الوثائقية الهادفة لنصرة القضية الفلسطينية واستنفار جميع الطاقات في هذه المجال ، لابد لنا ان نعرج قليلا على ابرز النقاط والمحاور التي اشرتها مخرجة فيلم ” النكبة “عن الصعوبات التي يمكنها ان تعترض سبيل انتاج هكذا برامج هادفة ، وابرز المعوقات فضلا عن الحلول الناجعة التي من شأنها تذليل كافة الصعوبات ، لانتاج افلام وثائقية بمستوى الطموح تتماهى مع تسارع الاحداث من شأنها ان تحظى بالاعجاب والمقبولية محليا ، وتغادرنا الى العالمية مخاطبة جمهورا عريضا بلغاتهم الحية عالميا ، لتكون ملاحظات الضامن واضاءاتها بمثابة خارطة طريق لنا في انتاج الافلام الوثائقية مستقبلا ، تقول الضامن في ذلك ” كان الهدف من سلسلة النكبة هي التأكيد على أن نكبة فلسطين لم تبدأ عام 1948 ولم تنته عام 48، وبالتوازي مع المعلومات، كانت هناك صور ووثائق أرشيفية تعرض لأول مرة ولم تعرض سابقا وفي أي قناة، ولذلك قمت بمشاهدة عشرات الساعات من الأرشيف الاسرائيلي الذي يعرض الرواية من وجهة نظرهم ، لدراسة كيفية الرد على النقاط “المفتراة” والتي يوردونها في تلك الأفلام. كنت أعمل 16 ساعة في اليوم من دون إجازة، وضعت كل عقلي وقلبي في هذا العمل. كان البحث الأرشيفي متركزا في المكتبات البريطانية والأميركية، لأنه بالتوازي مع نكبة فلسطين، حصلت “نكبة” في الأرشيف الفلسطيني، فهو غير متوفر في مكان واحد، ومبعثر، وكثير منه موجود لدى أفراد لامؤسسات ، وليس هناك جهة واحدة تجمع هذا الأرشيف، خاصة بعد السطو على مركز الأبحاث والأرشيف في بيروت في عام 1982 من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء الاجتياح وقد قضيت وقتا طويلا في تحقيق الصور الثابتة لأن كثيرا منها في مكتبة الكونغرس والمكتبة البريطانية مصنف بطريقة خاطئة، فهو مصنف تحت كلمة “إسرائيل” مع أن الصور تعود الى العشرينات والثلاثينات حيث لم تكن إسرائيل قد أنشأت أصلا. وكذلك صور يافا مصنفة تحت حيفا، أو صور الشخصيات خاطئة، وحتى الأعوام. ولذلك استغرق تحقيق الصور صورة صورة والمفاضلة بينها ومقارنتها بغيرها استغرقت وقتا طويلا، ولم أستخدم إلا الصور التي تأكدت من صحتها 100%، وأي صورة أو لقطة لم أثق بها، تم استثناءها وعدم استخدامها. وقد حصلت على أكثر من فيديو نادر، منه خطاب لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد لويد جورج، والذي كان يرأس الوزارة عندما تم إصدار وعد وزير الخارجية البريطاني بلفورد عام 1917، والخطاب هو جزء من حفل للحركة الصهيونية عام 1931 حضره رئيس الحركة حاييم وايزمن، ويقر فيه ديفيد لويد جورج أنه التحق بالحركة الصهيونية قبل 16 عاما من الحفل، بمعنى أنه كان صهيونيا منذ عام 1915.
ويجدر هنا الذكر أن الأرشيف بحد ذاته متحيز، فمثلا في ثورة 1936 إلى 1939 قتل خمسة آلاف فلسطيني، إلا أن الأرشيف لا يتوفر الا على خمس صور فقط للشهداء! بينما في نفس الفترة، نهاية الثلاثينات، يتوفر في الأرشيف عشرات أفلام الفيديو عن الهجرة إلى فلسطين ونشاطات الحركة الصهيونية في تلك الفترة. لذا فإن التحدي هو عدم الانسياق وراء المتوفر من الأرشيف وإنما يبحث عن رواية القصة الحقيقية وإيجاد الأرشيف المناسب لذلك. كما وجدت بعض الصور الثابتة النادرة لدى الأفراد، كل يحتفظ بالصور وحتى الجرائد في منزله! وفي ذلك خطورة كبيرة على الأرشيف مع تشتت الأفراد في بقاع الأرض.
إن أي إعلامي فلسطيني حلمه أن يخرج بانوراما عن فلسطين، فقضيتنا قضية حق غيبها الاعلام، ولذلك عندما كلفتني إدارة البرامج بشبكة الجزيرة في ذكرى النكبة بإعداد وإخراج عمل توثيقي، اعتبرت الأمر تحديا شخصيا كبيرا، وقررت أن أحول السلسلة إلى عمل توثيقي طويل، أربع ساعات وثائقية، تحكي نكبة فلسطين ، وأن يقدم جديدا على مستوى المعلومات وكذلك على مستوى الصور والأرشيف. التحديان يشكلا عقبة، فهناك مئات الأفلام التي أنتجت عن القضية الفلسطينية، ولذلك كان التحدي كبيرا، كيف أقدم شيئا جديدا على مستوى المعلومات؟! فعقدت العزم على أن أحقق في عشرات الكتب باللغتين الانكليزية والعربية لاستخلاص المعلومات “المغيبة” عنا “نحن العرب”، وقمت بإجراء المقابلات مع عشرات المؤرخين لوضع هذه المعلومات في سياقها التاريخي السليم، ووجدت الكثير من المعلومات التي لم يراد لنا أن نعرفها، على سبيل المثال لا الحصر، أن الانتداب البريطاني تم تكليفه من قبل عصبة الأمم عام 1922 لإقامة “وطن قومي لليهود” وأنه كان يقدم تقريرا سنويا للأمم المتحدة حتى عام 1948 بإنجازاته التفصيلية لتحقيق هذا الهدف. وهذه التقارير كلها متوفرة في الأرشيف البريطاني. أما التحدي الثاني الكبير بعد البحث والتقصي والمعلومات والمقابلات التي أجريت في الكويت ولبنان وفلسطين والأردن وبريطانيا، كان تحدي تقديم هذه المعلومات بمعادل بصري عبر أرشيف موثق وجديد. تحدي البحث عن الأرشيف كان استثنائيا بكل المقاييس.
الفلم الوثائقي ليس فلما دراميا أو فلم “مهرجانات” بالمعنى التقليدي للكلمة لكي يشد الأوساط الفنية، لكنه شد الجمهور العادي والمؤرخين والمهتمين بالدفاع عن القضية الفلسطينية حول العالم، فمنذ البث الأول لسلسلة النكبة صيف عام 2008 لأول مرة على قناة الجزيرة باللغة العربية أثار ردود فعل طيبة جدا من قبل الجمهور العربي في كل مكان، ووصلتنا ردود فعل جيدة جدا، مع أن السلسلة تعتمد على المنطق والحجة والمعلومة، وليس على العاطفة أبدا، لكن المشاهدين – كما وصلني أكثر من مرة – بكوا في مقطع في الحلقة الأولى بشأن كذب الحركة الصهيونية وقولها أن فلسطين كانت أرضا صحراء لا شعب فيها، والصور التي ترد على ذلك، وفي الحلقة الرابعة حول لاجئ فلسطيني (أبو سامي) التقيناه في مخيم برج البراجنة قرب بيروت ووصف لنا منزله في ترشيحه شمال فلسطين، واستطعنا الوصول للمنزل الذي ما زال قائما هناك. إن الفلسطينيين، وكذلك العرب، فوجئوا بكثير من المعلومات والصور في السلسلة، وبناء على ذلك جاءتني طلبات متتالية فور بث الفلم بضرورة ترجمته للغة الانكليزية. وبدأت في ذلك فورا بعد بث الفلم وحرصت على أن تكون النسخة الإنكليزية طبق الأصل عن العربية. إنني أؤمن أننا كفلسطينيين وكعرب لم نفهم أبعاد النكبة بالشكل المطلوب، فاللاجئ من قرية معينة – من الجيل الثالث مثلا – يحفظ اسم قريته ويعرف مكانها وقصة تهجير جده بالشكل الذي رواها له، لكنه لا يدرك أبعاد النكبة وجذورها والمؤامرات التي أحيطت حولها والتي كشفتها الوثائق بعد خمسين عاما من النكبة، وكيف خطط الصهاينة للتهجير بشكل دقيق وكيف أسهمت قوى غربية في مسح اسم فلسطين من الخريطة، لذا فإن الحجر الأساس للمقاومة بكل أشكالها أن تؤمن أن قضيتنا قضية عادلة.
اهمية ترجمة الفلم الى الانجليزية كانت ثمرته ترجمته الى عدد من اللغات الاجنبية الاخرى الامر الذي ساعد في ايصال رسالة الفلم الى ارجاء المعمورة وقد فتحت أمامه أبواب العالمية، فكلما رشحه مهرجان في أنحاء العالم، تولى القائمون عليه ترجمته ، وبالتالي أصبح لدينا ترجمات للفرنسية والألمانية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية، وقد فوجئت بردود فعل العرب الذين لا يعرفون العربية، والأجانب حول سلسلة النكبة، لأنهم تفاعلوا معها بشكل غير عادي. وأنا أعتقد أننا كفلسطينيين وكعرب قصرنا وما زلنا مقصرين في عرض القضية الفلسطينية بالشكل الحقيقي واللائق في العالم، مما سمح للدعاية الصهيونية أن توغل في الكذب والتشويه، ولذلك فإن من واجبنا أن نعمل كل ما نستطيع من أجل توضيح الحقيقة للعالم، وللجمهور العادي الذي متى عرف الحقيقة سيتعاطف مع قضايانا العربية ويدعمها.
لقد شارك فيلم النكبة في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للأفلام الوثائقية، وحصل على جائزة أفضل فلم وثائقي طويل عن القضية الفلسطينية، كما شارك في مهرجان آمال الأوروبي العربي بإسبانيا، وحصل على جائزة الجمهور الإسباني. كما شارك الفلم في مهرجان ميلانو للأفلام الوثائقية والدرامية بإيطاليا، ومهرجان صور من الشرق في البرازيل، وعرض في عروض خاصة بالأردن في الهيئة الملكية للأفلام، وفي فلسطين في القدس والناصرة وغزة، وفي القاهرة والاسكندرية، وفي الأرجنتين وفنزويلا وإسبانيا وألمانيا وكوبا. والفلم متوفر على اليوتيوب باللغات المختلفة.
ولفتت الضامن الى ، ان ” للمنظمات اليمينية والصهيونية المتطرفة دور في محاربة الفيلم الوثائقي عن فلسطين ومنع عرضه في بعض دور العرض وهذا أمر طبيعي، فقد أرسلت الفيلم إلى أكثر من مهرجان في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي كل مرة كان يأتي الاعتذار من الجهة المنظمة أو المهرجان بأن الفلم غير مناسب للعرض! وبالطبع السبب معروف، ولم نستطع أن نحقق اختراقا بعرضه في فرنسا (حيث اللوبي الصهيوني قوي) والولايات المتحدة الأمريكية، فقط لنقول لهم “نحن هنا”