23 ديسمبر، 2024 4:29 ص

دور القضاء في محاربة داعش

دور القضاء في محاربة داعش

يساند القوات المسلحة العراقية في حربها على الجماعة الإرهابية داعش مجموعة من الجهات و المؤسسات بحسب اختصاصها و دورها ، إلا أن هنالك جهات يشكل دورها دور الجندي المجهول و على رأس هذه الجهات هي المحاكم المختصة بالإرهاب ، فلسلطة القضائية و منذ العام ألفين و ثلاثة عملت بنجاح في استحداث محاكم مختصة في شؤون الحياة المعاصرة ، و في موضوع العدالة من الإرهاب توجد هنالك المحكمة الجنائية المركزية المتخصصة بالإرهاب والجريمة المنظمة ، و مجهولية الدور يتموضع في الفهم البسيط الذي يعتقد عن دور هذه المحكمة و المؤسسة التابعة لها ، فالكثير يعتقد أن هذه المحكمة يتحرك دورها في محاكمة الارهابيين الذي تعتقلهم القوات الامنية فحسب ، و يغيب عن ذهن الكثير و منهم المؤسسات الصحفية و الاعلامية و النخب الثقافية ، أن التحقيقات التي تجريها هذه المحاكم استطاعت أن تفكك شبكات إرهابية عتيدة ، و يقود تحقيقها إلى فهم هيكليات هذه الجماعات و إدراك طبيعتها و الياتها على مستويات العمليات الارهابية و مصادر التمويل و التجنيد و عمليات التحرك و الانتقال .
و علينا و نحن نتحدث عن وظيفة التفكيك التي تقوم بها المحاكم المختصة ، أن نراعي طبيعة هذه الجماعات الارهابية في القراءة و التحليل ، فنحن لا نتحدث عن جهة دولية أو خصم دولي ، أو حتى جماعات إجرامية مهما بلغ تعقيد بناءها ، إلا أنها في النهاية تبقى قاصرة بقصور مواردها و داعميها ، الثابت أن داعش هي أغنى جماعة إرهابية في التأريخ كما أكدت التقارير المختصة بالجماعات الارهابية ، و داعش لا يقتصر وجودها و عملها على البعد الأيدولوجي و النفعي الذاتي بها ، بل أن هنالك جهات متعددة تستثمر وجودها و تمارس أدور متعددة في دعمها و مساندتها على اكثر من مستوى ، وهذه الجهات ليست بالهينة ، فنحن نتحدث عن دوائر استخبارتية و غيرها .
 و البعد الاهم في بنية هذه الجماعة هو قدرتها على التغير و التحول و التخفي ، و هذا ما بدا واضحا في قيامها بعملياتها في أكثر الدول أستقرارا و أكبرها قدرات أمنية كما في الولايات المتحدة الامريكية و بريطانيا و أسبانيا و فرنسا و المانيا ، فضلا عن بلدان عربية و أسلامية .
بنية هذه الجماعات تجعل من بعد التفكيك الذي تحدثنا عنه في بداية المقال و احد من أهم الاسلحة التي يعتمد عليها في محاربة هذه الجماعة خاصة المجاميع التي تعرف بـ ( الخلايا النائمة ) ، أو بلوغ قيادات مهمة في التنظيم و هذا ما حصل بالواقع ، عندما أفادت الجهات الامنية من المعلومات القيمة التي زودتها بها الجهات القضائية في الوصول إلى رأس التنظيم لأكثر من مرة كما في عملية استهداف ابو عمر البغدادي زعيم التنظيم السابق و القائد البارز في التنظيم ابو أيوب المصري .