20 أبريل، 2024 12:01 ص
Search
Close this search box.

دور الفلسفة في الارتقاء بالمرأة

Facebook
Twitter
LinkedIn

” حافظ على حقك في التفكير، فحتى التفكير الخاطئ هو أفضل من ألا تفكر على الإطلاق”
-هيباتيا-
لقد غيرت الفلسفة نظرة المجتمع للمرأة بصورة لافتة بعد أن غيرت هي نفسها المنزلة التي تمنحها لها، إذ بعدما تعامل الإغريقيون بشكل فيه الكثير من الاستخفاف مع النساء ووضعوهم في مرتبة دونية أقل من المواطنة ووضعوها بجوار العبيد وكرست مواقف سقراط وأفلاطون وأرسطو، ظهرت على خلاف ذلك الفيلسوفة هيباتيا سنة 370 ميلادي في الإسكندرية واختصت في فلسفة أفلوطين وبرعت في الرياضيات، ودعم ابن رشد هذه النظرة الايجابية حينما طالب بتحرير المرأة والتعامل معها بنفس المكيال مع الرجل.

لقد تواصل غياب المرأة عن المشهد الفلسفي طوال الأزمنة الحديثة بالرغم من الجهود المبذولة على مستوى نظريات حقوق الإنسان للارتقاء بها وإصلاح أوضاعها وتحسين مكانتها في الفضاء المدني.

لقد ساعدت هذه التصورات الحقوقية على بروز الكثير من النساء في الساحة السياسية والثقافية والعلمية وعلى مطالبة الفكر الاشتراكي بالعدالة والمساواة بين الجنسين ولكن الأفكار اليمينية ظلت محافظة على نفس النظرة الدونية ومنتصرة دوما للمجتمع الأبوي والسلطة الذكورية ولقد جسد نيتشه مثل هذا الرأي الخاطئ حينما عبر عن سخطه وانزعاجه وتنديده من خروج المرأة إلى العمل ومشاركتها الندية للرجل.

لقد نبهت فلسفة الحداثة إلى الفائدة الكبيرة التي يمكن أن تحصل للبشرية عندما يتم إلغاء النظرة الدونية للنساء والطاقة الهامة التي تمثلها المرأة ودعت إلى حسن معاملتها ومنحها الكرامة والتقدير اللائق بها.

غير أن المواقف الماركسية الثابتة من تحرير المرأة ومناصرة قضاياها والتصدي للعنف المسلط عليها والقضاء على التمييز بين الأنثى والذكر ساعد على الاهتمام بالمشاكل الحقيقية التي تحصل من تغييبها ومكن من ظهور جيل جديد من النظريات الفلسفية التي تلغي الفوارق وتعود إلى الشأن الإنساني عامة.

لقد ساهم ذلك في بروز الفلسفة النسوية من خلال سيمون دي بوفروار وحنة أرندت وشخصيات مناضلة في المجال السياسي مثل روزا لكسمبرج وسيمون فايل وفتحت الأبواب على مصراعيها لكي تفتك المرأة مكانة بارزة في دنيا العلم ومجال الفن والأدب وظهرت الكثير من المبدعات في جل المجالات والأعمال.

على هذا الأساس كانت الفلسفة ولا تزال ذات موقف ايجابي من المرأة ومدافعة عن حقوقها وعن منزلتها اللائقة وكل الأفكار المضادة هي مجرد آراء موروثة وأحكام مسبقة متحاملة ناتجة عن تمركز ذكوري. فماهي الشروط الإيتيقية التي تتوفر لكي تغير الفلسفة صورة المرأة لنفسها وتجعلها قريبة من الإنساني؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب