للسياق أثر بالغ في تحديد دلالة اللفظ في اللغة العربية. فاللفظة بمفردتها، قد لا تكفي في الدلالة على المقصود منها بالشكل المطلوب .
ومن هنا تنشأ الحاجة إلى السياق كله، لاستجلاء المعنى المراد. إذ أن السياق يظل هو الحكم في توجيه دلالة المفردة اللغوية،
وتحديدها بالشكل المقصود، وذالك بتعاضد جميع مفردات السياق، وتآزرها، لتكون كاشفة عن المعنى المراد للمفردة، ومعرفته تحديدا.
لذلك نجد ان اللغويين، يصفون المعنى المعجمي للكلمة، بأنه متعدد، ويحتمل أكثر من معنى واحد، في حين يصفون معنى السياق لها، بأنه واحد، ولا يحتمل غير معنى واحد.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد يفهم من معنى السياق أمران مرتبطان بعضهما ببعض، إذ يكمل أحدهما الاخر.
الأول:أن معنى اللفظ يرتبط بالسباق اللغوي، وهو جزء من معنى السياق الذي يرد فيه.
والثاني:أن السياق لا يكون الا بوجود نصوص وأن معرفة معناه يقوم على أساس معرفة معاني الألفاظ التي تربطها علاقات قوية ويجمعها بناء متماسك موحد.
ومن هنايتضح ان المقارنة بين معنى اللفظة معجميا، ومعناها سياقيا، يفضي إلى أن اللفظة اتخذت في سياقها دلالات مشرقة، من خلال موقعها، وخاصة في نسيج النص القرآني.
وهكذا احتل السياق بدوره المركزي في علم الدلالة، أهمية استثنائية في الدراسات اللغوية، التقليدية منها، والمعاصرة، على حد سواء، ليكون فضاء رحبا في الدراسات والبحوث اللغوية.