هناك مقولة مشهورة للمفكر الفرنسي ( ألبير كامو) واصفا توقعه للحياة البشرية عند دخوله القرن العشرين وهو : ( إذا كان القرن السابع عشر هو قرن الرياضيات، والقرن الثامن عشر هو قرن العلوم الفيزيائية، والقرن التاسع عشر هو قرن العلوم البيولوجية، فإن القرن العشرين هو قرن الخوف والقلق.) ونحن اودعنا القرن العشرين و دخلنا عشرينية الفية الثالثة اي قرن الواحد والعشرين في بدايته واجهنا انفجار كل تراكمات الخوف و القلق الذي تحدث عنه ( كامو ) ….
ودائما نؤكد ان الانسانية جمعاء وعلى امتداد الكرة الارضية ‘ ومنذ بداية الستينات من القرن الماضي ‘ بدأت تواجه الخراب ‘كل الخراب منذ ان بدأ التجار من الصنف الجشع وكذلك السياسين من نفس الصنف يدخلون عالم السياسة او العكس وكشف المتنفذين حقيقة اهدافهم الدنيوية والمادية حيث جمعوا بين الدخول في التجاره( بعضهم دخل حتى اخس تجارة مافيوية )
وهولاء لم يكتفوا بخداع البشرية بالتلاعب في التجارة لدعم طموحاتهم السياسية وبالعكس ايضا ‘ بل دخلوا عالم شراء ذمم فئة العاملين في العالم والاختراعات العلمية ولكسب النجاح في هذا الاتجاه توجه الى السيطرة على كل مفاصل الاتصالات ومصادر تطويرها والتخطيط لكيفية ادائها العامة والخاصة فيما يتعلق بتاثير والتاثر في الحياة البشرية ‘ فكان اول انتصار عالمي لهذا الاتجاه والسيطرة على العالم ظهر في انهيار المعسكر الاشتراكي عندما ضمنوا انحلال زعامات المعسكر و تخليهم ( هم ايضا كحال التجار الغربين الذين دخلوا السياسة ) هم دخلوا عالم تنفيذ العكسي للفكر الاشتراكي الذي من المفروض ان يوزع متطلبات الحياة وادامتها بالعداله بدئوا بتحوله الى ضمان رفاه لانفسهم وتوزيع الفقر والعوز بين الناس بالتساوي وما بقي دخلو به في سوق التنافس التجاري مع الغرب الذي كان اشطرمنهم في الخداع ‘ ليس كمثاليات الماركسية ( الانسان اثمن راسمال) بل خدعوا الانسانية بان ليس الماركس الا ( دجال يخدع الانسانية ) و وصلوا الى هدفهم عن طريق شخص ظهر بين الماركسين كشف عن نفسه بانه ( خيال ماءته – كورباتشوف ) هو ايضال يشتهي التجاره الراسمالية ولكن كان يستحي من جثامين لينين وستالين في الكرملين .
بسقوط المعسكر الاشتراكي سلم مصير الارض وما فيه الى التجار السياسين الراسمالين وتحت ايديهم كل الماديات التي تحول الارض وما عليها الى ( قرية صغيرة تحت رحمة ارادة العنكبوتية سميت عالم الالكترونيات ) استطاع ان يخدر مجاميع من البشر ويحولهم الى الات لهم مهمتين ‘ الاول التدمير مايعيق طريقهم ‘ واخرى كلف بادامة التخدير الوعي البشري ‘ وضموا الوان الجهد العلمي تحت عنوان اكتشافات الفضاء الخارجي للكون وفيما يخص الشرق الذي من الصعب غياب تاثير الروح تم التركيز على زرع دويلة استيطانية مهمتها دعم كل الاتجاهات المظلمة في المقدمة ( الجهل ) و فرق تسد …ألخ
…وهكذا رأت البشرية ممن بقي في وجدانهم اضاءات معنى قيم الانسان الحقيقي لبناء المستقبل المشرق في حدها الادنى و توجهاتها العلمية المتزنة بدأ من القرن السابع عشر ‘ ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية امام ظهور تيارات تكرس الطموحات الشريرة لامثال ( هتلر و موسوليني و فرنكو ) بصيغة أخرى بخطواط مدروسة للسيطرة على العالم من هنا اشتروا العلم لصالح هدفهم ‘ صنعوا اول اسلحة للدمار الشامل وجربوها في اكثر من مكان في العالم كتخويف لمن يقف بوجه برنامجهم الشرير وبدل الحرب العالمية الثالثة اشعلوا عشرات الحروب ومع اشعال كل حرب يزيد طموحات جبهة السياسه والتجاره الشريرة التي يقودها العدوانيين لتخدير البشرية ببريق المكتسبات العلمية تزيد من تخدير الوعي الانساني الحقيقي ‘ فبعد الابداعات الانسانية من انتاج الواعين لمعنى الحياة والحرية الحقيقية في مجالات الشعر والموسيقى و السينما والصناعات التي تضمن حياة الرفاهية للانسان قدمت للبشرية لحد بدايات الستينات من القرن العشرين ‘ تحول كل ذلك الى الاهتمام بظهور تفاهات الية ملونة خادعه تم تربية جيل على مكتسباتها الخالية من كل المعاني الروحية والسعادة الانسانية الحقيقية ‘ بدل من ان يقدم الانسان المبدع كما كان قبل ستينات القرن الماضي بدئوا يقدمون ابطال معدنية مخيفة وهكذا .
هذا السيناريو : قيادة التجار الجشعين مع علماء مسلوبي الارادة اوصل البشرية الى ان يقوده اشرار اكثر خطورة من هتلر, فرأينا بوش و خيال الماْته اوباما وفي فرنسا ساركوزي والتاجر الشرير ترامب والمهرج جونسن في لندن و في عالم الشرق حدث بلا حرج اخليت المنطقة تقريبا من الشخصيات التي تستحق يقود ارادة الشعوب .
ماذا كان ينتظر البشرية في عالم جل ما فيه تحت تصرف الذين يحملون النزعات الدنيوية التي تنال من ضمير الإنسان في هذا العصر،حيث نرى كلما تنتقل البشرية من مرحلة إلى أخرى، نرى أن الصور تعكس حقيقة واضحة أمام المستقبل، تؤكد أن من بيده القوة يتجه نحوالهيمنة كنتيجة، رغم إدعأءات العمل تحت شعارات براقة كتوثيق الروابط الإنسانيه أو التعاطف المتبادل
ومراجعة ماحصل يدفعك بان تقتنع ان من يقودون العالم الان من ( التجار والسياسيين ) يريدون فقط ضمان استقرار البشرية الغارقه في الاستهلاك حيث أن كلفة بقايا المواد الغذائية التي ترمي في الحاويات وكلفة مايصرف لشراء المشروبات الروحية في مدينتي واشنطن ونيويورك (عاصمة منظمة الامم المتحدة ) تكفي لإشباع جياع بعض الدول الفقيره في أفريقيا، والمنظمات التى تشرف عليها الامم المتحدة تحذر من الكوارث التي تهدد مستقبل البشرية بسبب تلوث البيئة بفعل فضلات الصناعة المنتجة من الدول الكبرى
من يتابع مسيرة الوضع العالمي، ومنذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية، يرى بوضوح نتائج عمل الماكنة الرأسمالية السياسية، العاملة بنشاط خلف كواليس الاحداث واضعة الخطط المطلوبه لاستحواذ الاقلية على السوق، والعمل خلف الالوان الصاخبة وتحت عنوان التقدم والتركيز غير الاعتيادي والمنظم على ثقافة الإستهلاك، ومن ضمن ماانتجه هذا العمل هو دفع (الباهتين) وعبدة الاستهلاك الفارغين من الفكر وأبسط مستلزمات التحدي والقدرة على المواجهة، وفي اي إنعطافة تأريخية يظهر من فيه قدرة على نوع من التحدي لثوابت هذا النهج، هناك مخطط جاهزه للاجهاض عليه حتى لوتطلب ذلك أبشع طريقة للتصفيه
أن مايسمى بالمنظمات الاممية مالئه الدنيا وشاغلة الناس باعتبارها تدافع عن حقوق الانسان وتصدق اي خبر يأتي من أي دولة في عالم الجنوب عن إضطهاد الإنسان ويبدي الخوف على مصير البشرية من التوسع بهذا الاسلوب في التعامل
أن في أوروبا ينفقون على الحيوانات الأليفة 250 ضعفا على مخصصات حقوق الانسان..ورأينا عندما اجتاحت كورونا اوربا كيف ان بعض القاده السياسين المتخندقين مع التجار رفعوا اصوات الاستغاثه وطلبوا المساعدات الماليه لانقاذهم من هذا الوباء .