23 ديسمبر، 2024 3:48 م

دور الإعلام في نشر الثورة الحسينية

دور الإعلام في نشر الثورة الحسينية

بعد انتهاء واقعة الطف وأجلاء السبايا  بدأت مكانة الإعلام المضاد للثورة الحسينية بترسيخ مفهوم مغاير للحقيقة التي خرج من اجلها الأمام الحسين وخلطت الأوراق في ذهنية العامة وصورة لهم بأن هناك جيوش خرجت عن طاعة  الخليفة  الأموي” يزيد” تريد قلب الحكم وإثارة الفتنة  وقد نجحت ماكنة الأعلام المضاد بعض الشيء بهذا الأمر, إلا أن أرادت الله كانت حاضرة , فمن بين ضجيج الناس المتراكم لمشاهدة السبايا أنبرة السيدة زينب أخت الامام الحسين وبنت أمير المؤمنين (عليهم السلام) بعد ان أومأت الى الجمع المحتشد لتعلن خطبتها المؤطرة بهيبة الإله وبهاء محمدي و كأنها تفرغ عن لسان آبيها الامام علي” خير من نطق الكلام بعد النبي” عليهم الصلاة والسلام,واندفعت بخطبتها بطمأنينة وثبات جأش وشجاعة وأيمان مطلق بالقضية,فحمدت واثنت على الله ورسوله, وقالت ,إما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر أتبكون فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة, وظلت توبخهم الى ان وصلت الى قولها  “لقد جئتم شياً إذا  تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هداً” الى ان طلب منها الإمام السجاد السكوت(اسكتي يا  عمة فأنتي  بحمد الله عالمة غير معلمة,فهمة غير مفهمة) الا ان كلامها ايقاضاً الحق في النفوس والضمائر وعرفوا ما ارتكبوا من جناية,تصور ان أسيره متمرده على ما يسمى “أمير المؤمنين وخليفة إمبراطورية أسلامية”  بمجرد ان أومأت بيدها فأسكتت  الإلف الجماهير المحتشدة والتي كانت تريد تنكيل الأسرى بعد خسارة المعركة,واستطاعت بخطبتها قلب كل موازين القوى وأعلنت انتصار “الدم على السيف” الامر الذي دعا احد الشيوخ الكبار بالبكاء بعد ان عرفهم وهو  يقول مكرراً “بابي انتم وأمي (كهولكم خير الكهول  ونساءكم خير النساء), الكوفة التي دعت الامام الحسين وتنكرت له بسبب الخوف من السلطة اعترفت بخطئها وكانت المحطة الأولى التي نشرت أهداف ومعني ثورة الحسين و بدأت النساء  يندبن متهتكات الجيوب والرجال يذرفون الدموع و الندم على عدم نصرة الحسين, وستمر مسير السبايا واستمرت قلب موازين القوى في كل محطات الوقوف وتغير ما أنتجه الإعلام المضاد وعززت خطبت الإمام زين العابدين في مجلس يزيد تلك الثورة الإعلامية التصحيحية لثورة ابو الاحرار التي بدأتها بطلة كربلاء”زينب” عليهم السلام,  فبعد ان أمر يزيد خطيبه بإعلان الخبر عن أعمال الأمام علي وأبنائه الحسن والحسين (من اجل تشويه الصورة)  قاطعه الإمام زين العابدين وقال ” ويحك تريد مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار” وطلب الامام من يزيد ان يسمح له باعتلاء المنبر فمتنع يزيد لمعرفته بماذا سيقول الامام زين العابدين ,وقال انه ان صعد لا ينزل الا بفضيحتي وفضيحة ال سفيان” انه من بيت  زقوا العلم زقا, لكن ضغط العامة والوفود أجبرته بالسماح ,وعتلا الامام المنبر وكان ذلك الحدث اول اعتلاء منبر حسيني في التاريخ  أثنى وحمد  ثم قال إيه الناس أعطينا ستا وفضلنا بسبع أعطينا “العلم والحلم والسماحة والفصاحة والشجاعة والمحبة في قلوب المؤمنين” وفضلنا بأن منا النبي المختار محمدا ومنا الصديق ومنا الطيار ومنا أسد الله وأسد رسوله ومنا سبط هذه ألامه من عرفني فقد عرفني ولم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي,انا ابن مكة  ومنى انا ابن زمزم والصفا انا ابن من حمل الركن بأطراف الردا وضل يقول ويفصح عن نفسة حتى ضج الناس بالبكاء والعويل والنحيب وقلب موازين الإعلام المنحرف وخرجت الثورة عن الإعلام المحلي الى فضاءات اوسع ليعرف مضمونها العالم كله من خلال الوفود التي كانت حاضرة في مجلس يزيد  وضل صدها يتأجج في كل زمان ومكان وضلت الحناجر تصدح بعظم هذه الثورة  وفتحت الأبواب على مصراعيها لقيام الثورات والانتفاضات والرفض في العالم وبدا الكل يغرف من معين ثرائها من المسلمين وغير المسلمين وقد قال فيها الكثير في بلاد الغرب والشرق من الكتاب والثوار أمثال غاندي وجورج غرداغ  و جيفارا  ونابليون وهوشي منا الذي قال لجنوده تذكروا ذلك الرجل الشرقي”الحسين” العظيم الذي زلزل الارض تحت أقدام الطغاة)  رحم الله ابى العلاء المعري الذي قال(كذب الموت فالحسين مخلدا//كلما مرت الأيام تجددا) نعم كلما مرت الأيام تجددا , وما هذه الملاين من البشر التي توافدت اليوم على كربلاء من كل أرجاء العالم والمجالس التي تقام في كل إنحاء المعمورة إلا دليل على اتساع إعلام وترسيخ مبادئ ثورة الإمام الحسين علية السلام