19 ديسمبر، 2024 1:01 ص

دور الإشراف التربوي في النهوض بالعملية التعليمية

دور الإشراف التربوي في النهوض بالعملية التعليمية

تشمل العملية التربوية في إطارها المدرسي المحض ، المعلم، والمنهج، والطالب، إذا ما استثنينا، بيئة العائلة، والمجتمع. وإذا ما تكاملت هذه الأبعاد الثلاثاء بشكل متناغم ابتداءً ، فإن العملية التربوية يمكن عندئذ، ان تسير بشكل سليم، وتحقق أهدافها من المخرجات، بدرجة عالية من الجودة، والكفاءة.

ولاريب أن الإشراف التربوي يلعب دورا مهما في تحسين أداء العملية التعليمية،وذلك من خلال وعيه بالأهداف التربوية، وامتلاكه خبرات، ومهارات تعليمية متراكمة، تمكنه من التعامل مع هذا الموضوع، وتطويره بحرفية . وبذلك يكون المشرف التربوي، بما هو عنصر رقابي،وإشرافي معا ، ومسلح بخبرة متراكمة، احد أهم وسائل تطوير العملية التعليمية.

وإذا ما نجح الإشراف التربوي، في الولوج بمهارة، إلى حلقات النظام التربوي، وافلح في رصد الأداء المدرسي، بابعاده الثلاثة، المعلم، والطالب، والمنهج، بموضوعية، فإنه سيتمكن، بلا شك، من وضع اقتراحات بناءة لتحسين، وتطوير المناهج، وتلافي الإخفاقات، والهفوات، التي يرصدها في بقية مفاصل العملية التعليمية، والتي غالباً ما تعوق تقدم التعليم، وتحد من نهوضه.

ولعل تعامل الإشراف باحترام مع المعلم، واعتماد أسلوب الحوار المتبادل معه، والوقوف على آرائه، سيمنحه فرصة إضافية، لتسجيل الإخفاقات، والوقوف على الصعوبات، التي يواجهها المعلم في أداء عمله. ولاريب أن ذلك الأسلوب سيمنحه فرصة اكتشاف، وإيجاد الحلول الملائمة، لمساعدة المعلم، على تجاوزها، والتمكن من مواكبة كل جديد في مجال تخصصه، وتطوير قدراته مهنيا، كلما أمكن ذلك، لكي يتمكن من النهوض بوظيفته التعليمية باقتدار.

على أن التفاعل مع الطلاب، وفحص ادائم بعناية عمليا ، ومعايشة الإشكالات التي تعترض تعليمهم، والوقوف على أسبابها ، ستمكنه من اقتراح الحلول، والوسائل المناسبة لتجاوزها .

ويتطلب الأمر أن تكون عملية التقويم الإشرافية للعملية التعليمية شاملة، بما فيها اقتراح آليات تحسين كفاءات المعلم، في كل يتعلق بعملية التدريس، تخطيطا، وتنفيذا، وكذلك الحال فيما يخص المنهج، واعتماد أساليب التدريس المتطورة ، ووسائل التعليم الحديثة، وأسلوب ادارة الصف، والتي ينبغي أن تتسم بدقة، وموضوعية،وبذلك يتمكن الإشراف، وبالتعاون مع الجهات المعنية بالتربية، من الإسهام بإيجابية، وفاعلية، في تطوير الأداء التدريسي، وتحسينه، والوصول به إلى درجة عالية من الجودة، وبما يضمن النهوض بالعملية التعليمية، والتربوية، ككل، على النحو المطلوب.