5 نوفمبر، 2024 1:39 م
Search
Close this search box.

دور الأمة في الدفاع عن رسولها

دور الأمة في الدفاع عن رسولها

تتعرض الأمة الإسلامية إلى تحديات كبيرة, ومن جملة التحديات التي تعصف بالأمة هي الإساءة لرمزها الإلهي وهو رسول الإنسانية جمعاء رسول المحبة والسلام نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم), الذي استطاع أن يغير مسار الحياة الكونية, لذلك كان خاتماً لكل الأنبياء الذين أرسلتهم السماء لبني البشر وهذا دليل على عظمة شخصيته, اليوم الأمة الإسلامية أمام امتحان كبير يتمثل بموقفها الرسمي تجاه الإساءة لرمزها وهويتها وكيانها, الأمة الإسلامية التي تمتلك كل المقومات التي تجعلها من الأمم التي تستطيع أن تلعب دوراً أساسياً وليس هامشياً في الصراع العالمي الجديد إذا ما استثمرت تلك المقومات بصورة تتناسب وحجم التحديات, صراع يقوده الغرب يستهدف بصورة مباشرة وغير مباشرة هذه الأمة الطاعنة في القِدم, ويحاول الهيمنة على مقدرات الشعوب والأمم, تارة بطرق عسكرية وأخرى اقتصادية وتارة بالطرق الثقافية التي لا يختلف تأثيرها ونتائجها عن الهيمنة العسكرية ولربما يكون أكثر تأثيراً من القوة العسكرية لأن الثقافة لها دور كبير في تاريخ الشعوب ومن الصعوبة معالجة آثارها لأنها مرتبطة بفكر الإنسان وبنائه العقائدي, اليوم تستخدم الثقافة الغربية أدواتها بطريقة هجينة وتحت شعارات زائفة كاذبة كشعار حرية التعبير عن الرأي, ولا نعلم متى احترمت أمريكا حرية التعبير عن الرأي حتى تدافع عن هذا المفهوم؟ عرض الفلم المسيء لنبي الرحمة في دور العرض الأمريكي له تفسيرات عديدة ويحمل رسائل لا يمكن تجاهلها, أمريكا والعالم الغربي بصورة عامة يضحكون على الشعوب بمسميات كبيرة وعناوين براقة, والتي تحت مظلتها يساء إلى شخص يسكن قلوب ومشاعر أكثر من مليار ونصف إنسان ولا اعلم هل هي هكذا  حرية الرأي؟
الأمة الإسلامية اليوم أمام مفترق طرق إما أن تحافظ على هويتها أو إنها ستكون امة ضائعة فاقدة لوجودها تابعة لقوى الاستعمار, وهذا لا يتناسب مع تأريخها وامتدادها الحضاري, نحن اليوم بحاجة إلى توحيد الكلمة والمواقف, فالرسول رسول الإنسانية وهو ليس شيعي أو سني أو قومي فهل ستستثمر الأمة الإسلامية هذا الموقف وتحوله إلى نقطة قوة تجعل منها امة صعبة المنال, نحن اليوم لسنا بحاجة إلى بيانات استنكار أو إدانة وشجب, بل بحاجة إلى فعل واقعي حقيقي, وامتنا قادرة على الرد تجاه هذه الإساءة بالطرق الحضارية والسلمية, واستخدام كل الأدوات المتاحة في ساحة الصراع وان الأمة  تمتلك من الأسلحة ما يجعلها مصدر قوة كبيرة, ومن تلك الأسلحة التي تستطيع الأمة الإسلامية استخدامها سلاح البترول والسوق الاقتصادي والتبادل التجاري وشركات الاستثمار وغيرها من الأدوات التي نستطيع من خلالها أن نعيد هيبة الأمة.
عرض هذا الفلم لربما خطوة أولى لجس النبض ومعرفة ردود أفعال الأمة الإسلامية, وقد تكون هناك خطوات أكثر خطورة في المستقبل إذا لم يكن هناك رد حاسم من الشعوب الإسلامية, وعلى حكومات الدول الإسلامية أن يكون لها موقف رسمي تجاه هذه الإساءة وان تدعوا مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لجلسة طارئة لأن هكذا تصرف قد يقود العالم إلى حروب واسعة ولن تكون أي دولة بمنأى عنها, وعلى المنظمات الإسلامية بكافة عناوينها والجامعة العربية أن تأخذ دورها الحقيقي في الرد على هذه الإساءة, وكم نتمنى على حكومات الدول الإسلامية أن تتخذ قراراً شجاعاً وتاريخياً بطرد كل السفراء الأمريكان وغلق كل السفارات الأمريكية في العالم الإسلامي تعبيراً عن رفضها لهذه التجاوزات, أم سيبقى المسلمون منشغلين بصراعاتهم الداخلية التي تزيد من ضعفهم وقوة عدوهم المشترك, هل سيدرك العالم الإسلامي حجم الصراع وخطورته ويوحد مواقفه وخطواته السياسية والشعبية أم سيبقى الحال كما هو عليه؟ سننتظر عسى أن يكون قادم الأيام أفضل من سابقها.

أحدث المقالات

أحدث المقالات