18 نوفمبر، 2024 1:49 ص
Search
Close this search box.

دور الأعلام في انتخابات الخارج

دور الأعلام في انتخابات الخارج

عراقيو الخارج , اكثر من اربعة ملايين عراقية وعراقي , هم بحجم ثاني قومية في العراق , في المانيا وحدها ـــ كنموذج للموضوع ـــ اكثر من ( 140000 ) الف , هذا اذا اضفنا اليهم عراقيو دول الجوار الألماني الذين سيتبعون انتخابياً لمركز المانيا الأتحادية , لأصبح العدد يقارب عدد ناخبي بعض المكونات متوسطة العدد في الداخل , مثل هذا كان يمكن ان يغني العملية الأنتخابية كموذجاً للتجربة الديمقراطية في العراق , لكن ـــ ومع شديد الأسف ـــ ان عدد المشاركين في انتخابات الخارج وخاصة المانيا بائس مثير للأسى , وعلينا ان نتحلى بالجرأة لتشخيص اسباب تلك السلبية , مع ان العراقيين بشكل عام , اصحاب نخوة وهمة في المشاركة النشيطة في اعادة صياغة حاضرهم وسلامة وطنهم وتغيير مسار العملية السياسية من داخل صناديق الأقتراع .
ما هي اسباب المواقف السلبية ازاء المشاركة الأنتخابية .. ؟؟ .
اذا كانت بعض الأسباب يتحملها ممثلي مفوضية الأنتخابات في الخارج  فتلك مشكلتها وواجبها في تجاوزها , لكن المسؤولية الأكبر والأكثر مباشرة تقع على عاتق الجاليات العراقية في الخارج ــ احزاب ومنظمات مجتمع مدني ـــ , واذا كان اغلب موظفي المفوضية قادمون من الداخل وتنقصهم العلاقة المباشرة والروابط التنظيمية والأجتماعية مع الجاليات العراقية , وضعف الدراية وشحة قنوات التواصل معها فتلك اشكالية قد نجد لها عذراً ولو خجولاً , لكن هل بالأمكان ان نجد تبريراً منطقياً لأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ذوي الصلة التاريخية الوثيقة مع بنات وابناء الجاليات , وهي التي تمتلك شبكات تنظيمية واسعة منضبطة من داخل كيانات الجاليات العراقية , يمكن لها ان تستثمرها انتخابياً اذا ما توفرت الدوافع الوطنية … ؟؟؟ .
مشروعاً جداً نقد نقاط ضعف الأداء الأعلامي لموظفي المفوضية , لكن ان نقف بعيداً على قمة الترقب السلبي , ثم نرمي المآخذ وعدم الرضا والأنكماش على الذات , من دون ان نتواضع لنهبط عن قمة اللاابالية لنمارس ادوارنا على ارضية الفعل البناء , نهتم اولاً بما هو واجب علينا تأديته ازاء العملية الأنتخابية كقضية ذات ابعاد وطنية مشتركة , كان بالأمكان ان نبادر ــ احزاب ومنظمات مجتمع مدني ـــ لنكون قدوة في العمل المثمر , يقتدي به موظفي المفوضية وخاصة على الصعيد الأعلامي , المزاجية وموسمية ردود الأفعال غير الجدية , فأمر غير مجد يفتقر الى الحرص وحسن النوايا ونبل الدوافع .
كان بأمكان ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني, وقبل مغادرتهم اللقاء الذي دعت اليه المفوضية في مقرها ان يتفقوا على موعد ( مواعيد ) مشتركة لأحياء لقاءات وندوات واصدارات كما فعلت جمعية المستقلين العراقيين في المانيا ( منفردة ) بعد ان طرحت اقتراح النشاط المشترك اثناء اللقاء حيت الأستجابة كانت احدى ضحايا انانية العمل الفئوي الضيق , فدعوات التنسيق واللقاءات من داخل المشتركات الوطنية , اصبحت مفردات تفتقر اليها قواميس العمل الوطني  لأحزاب المأزق العراقي , ولحد الآن مع الأسف , لم تحصل بادرة خير لعمل مثمر , فقط قرأنا مقالات وبيانات معترضة هنا ومنددة هناك من دون الأشارة الى دعوة الجالية العراقية الى نشاط اعلامي مشترك من خارج اطار المفوضية , ننهض فيها بدورنا الأيجابي ازاء قضية وواجب لم يكن حكراً على لجنة اعلام المفوضية , مع اننا ـــ كجاليات ـــ نمتلك طاقات اعلامية بأمكانها ان تغطي على نقاط ضعف المفوضية , ليصبح العمل عراقي مشترك تندمج فيه امكانيات المفوضية مع قدرات ممثلي احزاب ومنظمات المجتمع المدني في الخارج .
لا زال امامنا شهر تقريباً , يمكن خلال تلك المسافة الزمنية ان ننجز الكثير مما هو ضمن مسؤوليتنا وبأنتظارنا , علينا الا نكتفي بأجترار سلبياتنا او نتوقف عند جدار تكرار النقد واللائمة ونرجسية ردود الأفعال الفوقية , علينا ان نتجاوز ركودنا ونحدد دورنا وواجبنا ازاء العملية الأنتخابية وتشخيص الممكن الذي علينا انجازه في هذا المجال الحيوي من خارج اطار المفوضية او بالتنسيق معها .
النقد والأسهاب في تكرار المآخذ وحده لا يعطينا ما هو نافع , خاصة اذا كان صادر من ابعد قمة للترقب او من داخل عتمة الكسل والأتكالية ’ فالذي ينتقد ( ومن حقه ) عليه ان يبدأ اولاً , فالعمل الجاد المنتج , هو وحده النقد البناء .
خلاصة الأمر : قبل ان نطلق سهام مآخذنا وعدم رضانا والأتهامات احياناً , علينا تشخيص مسؤوليتنا وتفعيل ادوارنا , لنكن مثالاً ايجابياً قبل ان نلتفت الى عمل الآخر , او نتصيد في العكر من نقاط ضعفه , هنا فقط يمكن ان يكون فعلنا بناء يلزم الأخرين على الأقتداء به , عكس ذلك , علينا ان نعرف قدرنا ونلتزم الصمت تماماً , فليس مشروعاً لنا ان نحاول سباحة التبطر بعيداً عن جرف المسؤولية , انه افتعال وعنجهيات مجانية لا تستحق الأهتمام .
نبقى بأنتظار ان نحشد بعضنا الى بعضنا , في لقاءات وحوارات وفعل ما نستطيعه , فأنجاح العملية الأنتخابية لا يقاس بأعطاء الصوت , بل في دورنا الملموس في تحشيد الأخرين ودفعهم للمشاركة الواعية النشيطة , فحجم المشاركين وحده دليل النجاح في الخدمة الوطنية ” انه وظيفة  الأعلام ,  والأعلام فعل ذو حدين , واخو اخيته يبين بالعبر ” .

أحدث المقالات