23 ديسمبر، 2024 12:25 ص

دورة حياة المليشيات في العراق الميليشيات الشيعية

دورة حياة المليشيات في العراق الميليشيات الشيعية

بعد أحتلال العراق في عام 2003 وحل القوات العسكرية العراقية بمختلف تشكيلاتها أصبح الالف عاطلين عن العمل وهم في كره شديد للولايات المتحدة ولايستطيعوا الأنضمام الى القوات الجديدة التي شكلتها الولايات المتحدة لانها كانت مستهدفة وكان أكثرهم يبحث عن قائد شيعي يجمعهم لأنهم لايستطيعوا الانضمام الى الجماعات المسلحة السنية التي كانت تقاتل الامريكان في الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك لعدة أسباب عقائدية أو طائفية أو جغرافية.

وعندما جاءت دعوة السيد مقتدى الصدر في عام 2004 لتشكيل جيش المهدي انضم الالف من متطوعين الجيش العراقي السابق وفيدائيو صدام من مدينة الصدر وأشبال صدام الذين كانوا يهربون من واقع حياتهم المر والفقير بالذهاب الى مخيمات أشبال صدام حيث كانوا يوفرون لهم الطعام وبعض الامور الأخرى وايظا الأشخاص الذين كانوا يقلدون السيد الصدر والد السيد مقتدى الصدر وجميع هذه الفئات كانت بدون تنظيم وعندما وقعت المواجهة مع الجيش الأمريكي خسروا الكثير من اﻷشخاص في فترة قصيرة وعندما كانوا يسيطرون على المناطق والمدن رأى الجميع كيف كانوا يفرضون الأتاوات الشهرية على المنازل وحتى على السيارات المارة بالأظافة الى سيطرتهم على أسطوانات الغاز والنفط المستعمل للتدفئة وكيف أرتفهت أرسعارها الى أضعاف السعر الذي كان متدوال وعندما شنت القوات الأمنية العراقية عملية صولة الفرسان لأستعادة السيطرة على المناطق هرب معظم قيادات جيش المهدي الى ايران والبعض الأخر أعتقل من قبل القوات الأمنية .

أستغلت ايران الأمر وأنشأت من هذه القيادات ميليشيات مختلفة بعضها للقتال في سوريا الى جانب النظام السوري بعد الثورة السورية والبعض الأخر عاد بعد الأعتصامات في المناطق السنية ومن بين أربعة وثلاثين ميليشيا شيعية موجودة في العراق الان تسمى الحشد الشعبي مايقارب الثلاثين ميليشيا هي عبارة عن تشضي جيش المهدي الى ميليشيات صغيرة كونتها القيادات التي هربت الى ايران وعادت الى العراق بموافقة نوري المالكي بعد التظاهرات في المحافظات السنية ولم تعد لها صلة بالسيد مقتدى الصدر أو تؤتمر بأوامره ماعدا ميليشيا سرايا السلام التي شكلت بعد سقوط الموصل للدفاع عن المقدسات كما أعلن السيد مقتدى الصدر وهم من الأشخاص العقائدين و المقلدين للسيد الصدر وأما الأربعة الباقية فهي نشأت في ايران ودخلت الى العراق بعد أحتلاله و أندمجت في القوات الأمنية وفق قرار بريمر الذي أقتضى بدمج المليشيات بأجهزة الدولة ثم عادت وخرجت من أجهزة الدولة حتى تظهر قوتها على الارض كون أن هذه الميليشيات لها تمثيل سياسي في البرلمان والحكومة.

المليشيات السنية

بعد أحتلال العراق تشكلت ميليشيات أكثرها كان من ضباط الجيش السابق والبعثيين والعشائر من طلاح الدين والانبار وجميع هذه الميليشيات رفضت الدخول في العملية السياسية التي أتت بها الولايات المتحدة وأكتفت بمقاتلة الامريكان الى حين ظهور تنظيم القاعدة الذي كان يستهدف الجميع ،أندمجت معظم هذه الميليشيات ماعدا كتائب ثورة العشرين وجيش رجال الطريقة النقشبندية في مشروع الجنرال بيترايوس المسمى الصحوات والذي كان يهدف الى قتال وطرد تنظيم القاعدة و دمج الميليشيات السنية في الدولة والعملية السياسية بأدارة الحكومة العراقية وهذا المشروع ساعد على القضاء على تنظيم القاعدة وأستقر الوضع الأمني لمدة سنتين تقربيا، لكن حسب كلام هذه الميليشيات ان الحكومة العراقية لم تلتزم بمشروع الجنرال بيترايوس ولم تدمجهم لا في الأجهزة الأمنية ولا في الدولة وتركتهم عرضة للتصفية الجسدية والأعتقال مما أدى الى تمزق الصحوات وعودة هذه الميليشيات الى تنظيم هيكلتها من جديد خصوصاً بعد أقتحام ساحات الأعتصام في الانبار والحويجة ويقال أنهم يقاتلون مع تنظيم داعش في المدن التي سيطر عليها بعد سقوط الموصل ماعدا ميليشيا صحوة أبو ريشة وميليشيا وسام الحردان التي تقاتل مع الحكومة.

معظم هذه الميليشيات نشأت بسبب وجود القوات الأمريكية في العراق وكان من المفروض أن تزول مع رحيل القوات الامريكية من العراق كما هو الحال في اي بلد يتعرض للأحتلال لكن بسبب عدم تطبيق الدستور وأزدواجية أصحاب القرار في الدولة العراقية بعد عام 2003 جعل من هذه المليشيات تبقى حتى مع تحولها الى كيان سياسي مشارك في الحكومة والبرلمان في حين تحرم على طائفة أخرى .أن غياب العدالة الأجتماعية والسياسية وغياب الأمان وعدم ثقة الناس بأجهزة الدولة وفرت بيئة حاضنة لهذه الميليشيات في عموم العراق كونها أعطت للناس مالم تعطيه الدولة وحتى الأحزاب السياسية فالحزب الذي يمتلك ميليشيا وليس له شعبية أقوى بكثير من حزب سياسي له شعبية وليس له مليشيا ومثال على ذلك كتلة الصادقون (عصائب أهل الحق) يمتلك مقعدين فقط في مجلس النواب وله نفوذ كبير في العراق في حين كتلة الوطنية العلمانية (أياد علاوي) يمتلك ثلاثة وعشرين مقعد في مجلس النواب وهو لايمتلك أي نفوذ وحتى أن أعضائه يخشون السير في الشارع وطبعاً لا أحد من السياسيين الكبار يريد القضاء على الميليشيات لأن الاحزاب الكبيرة التي لديها ميليشيات دائماً تكون فائزة في الانتخابات بسبب سطوتها على المدن.