الديمقراطية التي جاءت “مسلفنة”، مع بوارج الجيش الامريكي، ودخلت الحياة السياسية في العراق، وأنتجت لنا الاحزاب والتكتلات. بغية الانخراط في السلوك الديمقراطي، ونحن لا نفهم الديمقراطية، سوى حرية التعبير المبتذل، ونهب المال العام.
الاحزاب بعد انهيار الصناعة الوطنية، وضغط القوى الانتاجية ،في البلد، اتجهت نحو صناعة منتج، خطير، اسمة “الرجل السياسي”.هذا الكائنُ له دورة حياة طبيعية، كما للكائنات الاخرى، لكن بمنعزل الطبيعة الحياتية التي منحها الخالق.
هذا الكائن، يبدأ بممارسة حياته السياسية، كبوقٍ يصدح في اجواء المناقشات، مدافعا عن اتجاهاته “المصلحية”. التي يراها منضوية تحت أي مسمى سياسي، ثم يتحول الى واجهه اجتماعية، كاذبة، مع محيطة المتفق على مصلحتهم المشتركة.
يبدأ المشوار، في أي مكانٍ، ينخرط فيه، من سلطة او مسؤولية، الذي يحصل عليها من الجهة، التي تزيد حطبه نارا، بأٌقرب فرصة للمحاصصة، التي منحاها التشكيل الحكومي له. ومن هنا يبدأ الاستغلال، للمال، والفقراء ،والترويج على نجوميته.
حيث يتعاظم طموحه أكثر فأكثر، حتى يصبح عضو الائتلاف الفلاني، وتبدأ البرقيات لترشحه ضمن تحالفها . لكونه رجلا ،اصبح ذو نافذة اجتماعية، ويتحكم على كذا الف صوت، يخدمهم في تصعيد القائمة.
ترشح هذا الشخص. فاز هذا الشخص. من اناس لا يعقدون الامل عليه، سوى انه اعطى الوعود. فلا يوجد لديه برنامج، او خطة عمل مستقبلية، غير انه قد لبس البذلة والربطة، وظهر بقناة الحزب، وتهجم على فلان، وامتدح فلان، وأحرج تلتان وشتم علان.
هنا يذهب الضمير، والبرنامج السياسي، وتذوب احلام المستضعفين الذين انتخبوه، ليكون صوتهم في المستقبل، بمجرد ان يرى لمعان الكرسي.
لا اعلم ما مدى ارتباط “السيارة”، في عمله !. تارة يتجول فيها وسط الازدحام، وينظر من خلال نافذته، المظللة، هرولة الناس من حوله. وتارة يقوم بدفع المال لتفخيخها، وتفجيرها. ما ان تأزم الاختلاف بين الشركاء السياسيين. واما الان يبيع الالاف الاصوات، التي منحت له بمجرد اعطائها هدية له. ليكون بوقا جديدا يصدح بمفاخر مالكها.