المواطن في واد والمسؤول في واد .. المواطن لايملك شيئا وهو بحاجة لكل شيئ.والمسؤول يملك كل شئ ولا ينجز الا ماتقتضيه مصالحه ،وما يثبت مركزه، وما يقوي وجوده، وما يعزز مكانته، والاهم من كل ذلك ما يعيد انتخابه !.
على المواطن ان ينتخب وبعد ظهور النتائج ومداولات تشكيل الحكومة التي تستغرق شهورا ،وبعد استقرار الوزراء في مكاتبهم الوثيرة ، وتربع البرلمانيين تحت قبتهم الفخمة ،واعضاء الحكوما ت المحلية في مجالسهم الجديدة ، تبدأ مرحلة الترقب والانتظار وتظل عيون وافكار وتطلعات المواطن ترنو لوعود المرشحين الذين صاروا مسؤولين .. ويوم يجر يوما ..وشهر يجر شهرا..وعام يجر عام … ويطول الصبر والتمحل وماتزال على ماكانت العقد !.
اول اجراء يقوم به المسؤول الجديد ..وزيرا صار او عضو مجلس نواب اوعضو مجلس محافظة..اول اجراء اتلاف ارقام هواتفه القديمه واستبدالها بجديدة طبعا مع احدث الاجهزة وآخر الصيحات ..وبعد شهرين او ثلاث تغيير محل اقامته فمنطقة السكن الشعبية والبيت البسيط لا يليقان به بعد الآن ..وبسطاء الناس يقرفونه فدائرة معارفه الجديدة يجب ان تكون من علية القوم ، ثم اين يذهب بهذه الرواتب والمخصصات المليارية وما ذا يفعل بها ؟ طبعا يحولها الى قصور وفلل وسيارات ومعامل وحاشية …ليقل المواطن ما يقول ..ليتظاهر .. ليطالب ..ليبح من الصياح .. ليملأ الصحف والمجلات والفضائيات شكوى ..فهو حر .. سيمل ويكل وسيلجأ للمراقد المقدسة والجوامع عله يجد فيها عزاءا وتصبرا .سنوفر له السكن اللائق ،والعمل المريح برواتب مغرية ،والمستشفيات والمستوصفات الاوربية ،والمدارس النموذجية،سنجعله يعيش على جنة الله في الدنيا قبل الاخرة كل ذلك سيتحقق بمجرد انتهاء الخلافات والنزاعات بين شركاء العملية السياسية، واستقرار الاوضاع السياسية والامنية، وحل معضلة اقليم كردستان، وانهاء الاوضاع المتأزمة في الانبار، والفلوجة، والرمادي ،وصلاح الدين، وديالى، والموصل ،والسيطرة على الاوضاع الامنية في بغداد ،وانتهاء الحرب في سوريا ولبنان،وانهاء النزاع بين اميركا واوربا من جهة وروسيا من جهة بسبب شبه جزيرة القرم ،وانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ،والنزاع الخليجي الايراني ….