23 ديسمبر، 2024 5:28 م

دوام دراسي بين الثنائي والثلاثي

دوام دراسي بين الثنائي والثلاثي

في حديث صحفي لها انتقدت رئيس لجنة التربية في مجلس محافظة كربلاء جنان الوزني ما تعانيه اغلب المدارس نتيجة الدوام الثلاثي وارتفاع أعداد الطلبة في المدرسة الواحدة، مؤكدة أن المحافظة بحاجة الى (250) مدرسة جديدة ، وان اغلب المدارس في كربلاء المقدسة تعاني نتيجة الدوام الثلاثي وارتفاع أعداد الطلبة في المدرسة الواحدة ما سيسبب تراجعا في المستوى العلمي لدى الطلبة. هذا حال محافظة شخصت حجم احتياجها لبناء مدارس كافية لفك كمية ضغط أعداد الطلبة المحشورين في صفوف صغيرة تستوعب( 27) تلميذاً ، بينما يصل عددهم الحقيقي إلى( 45) تلميذاً  ولكم أن تتصورا حجم معاناة الطالب والمعلم على حد سواء .
هنا الحال في كربلاء فقط فما بالكم وبغداد لها الحصة الأسد من الدوام المزدوج ،والمقصود به هو أن تستغل مدرستين أو أكثر بتلامذتها وهيئاتها التعليمية لبناية مدرسة واحدة وبالتناوب فيما بينها فعلى سبيل المثال تبدأ الأولى دوامها الساعة الثامنة صباحاً وينتهي عند الساعة الحادية عشر والنصف من قبل الظهر، ليلحقها دوام المدرسة الثانية بطلبتها ومعلميها بدأ من الساعة الثانية عشر ظهراً إلى الثالثة عصراً لتواصل الثالثة  “دورة الأفلاك” لتنهي عذاب بناية المدرسة والأهالي عند حلول الساعة الخامسة والنصف ، لاحظوا أن الفسح بين الدروس ملغاة ، وانه تم الاستغناء عن  دروس النشاط المدرسي من التربية الفنية والرياضية والأسرية في تلك المدارس كي لا يؤثر الدوام المضغوط على تقديم الدروس العلمية المختلفة للطلبة ، ناهيك عن الإثباتات العلمية التي تؤكد أن تلقي المادة العلمية ينخفض عن الأطفال واليافعين بعد فترة ما بعد الظهر وهو ما يفسر تأخر مستوى التحصيل العلمي في عقول  أطفالنا بسبب تراكم الوضع السيئ في مدارسهم فدوام مزدوج وإلغاء الفسح والاستغناء عن النشاطات الفكرية والبدنية الضرورية لنمو عقولهم وقابليتهم.
أن  غياب عنصر الاستقرار بمستوى التلاميذ الدراسي المترتب عن عدم ثباته أن كان صباحياً أو مسائياً والذي يؤدي تناوبه إلى تباين المستوى في الفهم والتعلم  ،أضافة إلى ذلك  غياب المادة العملي من درس العلوم والأحياء والجغرافية وكذلك التربيتين الرياضية والفنية يشكل أشبه بالعودة إلى الجهل فيمسي عقل التلميذ اقرب للجمود فالجهل بدل التقدم إلى الإمام ولان التجارب في المختبرات ،علمية أو رياضية وفنية يخلق عقلية تهوى التجربة والاستنتاج  ومتفاعلة مع تطبيقات المادة العلمية  وليست مجرد تلقين وحفظ .  أن أزمة المدارس المزدوجة والطينية والآيلة للسقوط  باتت احد المشاكل التي تواجه الاقضية والنواحي في معظم المحافظات و تسببت بانخفاض مستوى التعليم ونسب النجاح خاصة في المدارس الابتدائية نتيجة لاكتظاظها بأعداد كبيرة من صغارنا ، فازدحام الصف بالتلاميذ وازدواجية الدوام تسبب في صعوبة وصول المادة العلمية لذهن الطالب مما سهل لبعض  المعلمين تقديم الدرس الخصوصي ، أضف إليه ضعف الأداء التعليمي لدى الكثير من مدارس المناطق الشعبية وغير الشعبية، فهل ستنتبه وزارة التربية لهذه المشاكل الكبيرة التي ترافق العملية التربوية في العراق.