جمعنا الألم وفرقتنا الظلم وحلت المصائب في كل بيت وقطاع ودار عندما غابت العدالة وتولت الأمور ونصبت نفسها حاكمة أطراف قروية متعصبة غير منظمة وغير منضبطة اشتدت الفتنه وعظم البلاء ..وبعد أن تلمسنا سبيل الخلاص وتنفسنا هواء الحرية وأصبح الحلم اقرب الى الحقيقة وجالت أقدامنا أرض الوطن ظهرت الى السطح رواسب الأحقاد والطائفية والمذهبية من نفوس ضالة لتنهش لحمنا وتغتال الفرحة بزوال نظام القرية الذي حاول طوال فترة أربعة عقود مسخ هويتنا وتاريخنا وأمجادنا وشرد الكثير وقتل وأعدم الكثير بيده ونيران الحروب ..وتحملنا تارة أخرى ويلات ما بعد التغيير عندما سحقت عظامنا وسالت دمائنا كثيرة وبغزارة بتفجيرات اخوة الوطن والدين .. الإرهاب والحقد الطائفي .. الذي انكفأ بتضحيات قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي الذي جعل من اجسادهم حطب جهنم وبدأت نار الفتنة تهفت .. لجئت جماعات المشاركة والمحاصصة والتوافق إلى التمرد على الدولة ومحاربتها إعلاميا والتغطية على بؤر الدواعش وبتحالفات غير مشروعة لأكثر القضايا التي تثار بخبث كواقع معقد أمام العملية السياسية الجديدة ..منها الهجمات الضارة التي ركزت قواها مع نفر فاعل ومؤثر ومشارك في إدارة دفة البلاد من برلمانيين ووزراء وعاملين في الأجهزة الأمنية الذين يتخذون من العمل الميداني مظلة وغطاء على جرائم المجاميع الإرهابية ..وما يرافقها من حملات تضليل وادعاءات كاذبة فارغة المدلول والمحتوى ومنها الفدراليات ومن ثم الدعوة الى التقسيم بوقت غير مناسب ..بعد أن خابت أماني وخيال ظلامة التفكير والمنطق !!
التخبط الذي تمارسه قوى فاعلة على الارض منذ أكثر من عقد من الزمن اضر بالقضايا المصيرية والمصالح المنشودة لبناء ومستقبل بلد بحجم العراق باحتضان إرهاب داعش مما ولد نفوذ ومليشيات سلطتها في بعض الاحيان اقوى من سلطة الدولة ونفوذ رجال للسيطرة على مشاريع الدولة ومقدراتها لتزداد ثروتهم ونفوذهم من خلال الرشا لينخر الفساد مفاصل الحكومة ويصبح الاتكاء على القوى المتنفذة مدخلا لنهب ثروة البلاد وإنشاء البنوك ومحلات الصيرفة والفضائيات والصحف التي يحتاجها كل سارق ولص لتجميل صورته وتسويق أعماله وما يطلب منه من دول مختلفة اللون والحجم !! وهذا ما يحدث في الدول الفاشلة التي تتعدد فيها مراكز القوى .. الوليد غير الشرعي للحكومة ويعمل بما تربى عليه بتماس مع الشر وقواه الفاعلة من اختطاف وسلب ونهب والتجاوز على حقوق الآخرين وقوانين الدولة وهي متنفسه وطريق سلوكه البغيض متمثلة في الحواضن والناصبة {الدواعش} ومليشيات السطو المسلح ..وهذا نتاج قصور في الولاء والوطنية لدى هذه الشرائح واستغلال ضعف الدولة وتراجع القانون ..وبؤرة سياسي الدواعش والصدفة والانبطاح في فتح طرق لحماية الفاسدين ..ومثال واضح على ذلك التساهل مع مجرمي داعش وحاضنتهم بعدم تنفيذ احكام الاعدام وتعطيل القرارات والقوانين ضد مرتكبي التفجيرات التي أودت بحياة المئات من الابرياء ومن لا ذنب ارتكبوه !!
وقفت تأمل لمن لا يرعى حرمة ولا حق من يشارك في العملية السياسية ويوفر الغطاء للقتلة والمجرمين بحق البلد وناسه ويدور في بلدان الجوار ويعيش وينتعش بدوام الازمات ليبرهن
الى مموليه السمع والطاعة .. أن يواجه بفاعلية جادة ومثمرة لينقذ من صبر على الأذى ودافع عن الوطن وأنقذه من خطر التقسيم والضياع .