23 ديسمبر، 2024 6:14 ص

دوافع ومدافع الحملة الاعلامية المتبادلة بين البزاز والكربولي

دوافع ومدافع الحملة الاعلامية المتبادلة بين البزاز والكربولي

ما هي خلفيات صراع الاضداد .. قبيل الانتخابات..
تُعًرف الحملة الصحفية من خلال تجربة نصف قرن من الزمان في هذا الميدان ، بانها مواكبة حدث وتطويعه يشكل ذو اهمية فائقة كبُرَ ام صغرت تفاصيله لأي كان …في لحظة ولادته وتطويعه والاستفاظة منه ليكون غاية ووسيلة لتمرير هدف بعينه…

ومتى شعر المُوجِه ان المتلقي قد اثير انتباهه يعاجله باستمرارية المتابعه مستخدما كل الاساليب و الوسائل الخبرية المتاحة من خبر وتقرير وتحقيق واستقراءات راي ومقابلات وندوات عام، وضغط مافيوي سياسي وحتى اقتصادي وبما تصب جميعها في عملية حشد اخباري وصوري لكسب الراي العام حول القضية التي يراد لها ان تدخل ضمن اهتمامه او تسوق له لتكون بالنتيجة صياغة راي عام يجاري كسب سياسي و انتخابي او حتى تجاري لحزب معين او نظام سياسي يريد احتكار بقائه….

الصراع الدائر الان في العلن وخلف الكواليس بين السيدين سعد البزاز وهوصاحب امبراطورية اعلامية متمثلة بالزمان وطبعاتها والشرقية فضائية وشبكاتها والسيد محمد الكربولي وهو نائب في لجنة الامن والدفاع البرلمانية وصاحب فضائية دجلة زائدا كونه رئيسا لحزب الحل .. صراع خرج عن المنظور المهني .وصار ساحة معركة مفتوحة لكل الاسلحة..!!

اقول بالمِ بالغ ان البعض في كوادرهم وادواتهم ربما انحدروا الى تحت الحزام في صراع الاضداد لامتلاك ارادة الشارع السياسي في مناطقهم الى حدود السخاء المالي وشراء الاصوات و استخدام وسائل غير اخلاقية في مقارعة الخصوم وتلك بلا شك وكما قلت وسائل غير مهنية واخلاقية ايضا..

و كما حدث مع الكربولي الذي استعدى محافظ الانبار الحلبوصي لكي يغلق مكاتب فضائية الشرقية في الانبار . بذريعة ان الاخيرة استخدمت في حملتها الاعلامية لكشف الفاسدين ادوات استعانت بها دون علمها في القاء الضوء على حجم الفساد المنتشر في الانبار وهو ما مس شغاف قلبها المالي فلم يقدروا غير يقرصوا الشرقية في مكتبها بالرمادي ..!!

ولان الكربولي يملك وسائل ضغط على المحافظ انجر الاخير الى الانصياع لها واغلق مكاتب الشرقية وربما قد يمنع صحيفة الزمان ومراسليها من العمل في المحافظة التي لازالت تعاني من سكرات الموت التي اصابها بها داعش… واحد اسبابها شيوخا كانوا اعلنوا ولائهم لها ولازالوا حتى الان يمارسون دورهم بشكل وآخر بعدما غيروا من اقنعتهم وولاءاتهم ..؟

وفي هجوم اعلامي مُقابلْ: دخلت المعركة الاعلامية وغير الاعلامية بين الخصمين اللدودين البزاز والكربولي مفازات واودية الانبار باسرها وانتقلت الى بغداد وخارجها ومارس البزاز الذي يمتلك حنكة وتجربة اعلامية طويلة اسلوب الحملات الاعلامية التي تخصصت في كشف الفاسدين وزيف ادعاءات البناة!! في هذه المحافظة المهدمة واستخدم لاجل ذلك كل الوسائل المتاحة في شبكة اعلامه ومراسليه و مناصريه وامكاناته المادية الهائلة في مواجهة خصمه المتمترس خلف العشيرة وبعض العُكل المتهرئة ..

لم يكتف البزاز في كشف الدور الُمفسِدْ لهذا النائب وبعض الشيوخ والمفاصل التي تتحكم بمستقبل الانبار واهلها ، بل راح يحرك موضوع اغلاق مكتب الشرقية على المستويين الداخلي والعالمي وتجاوبت معه منظمات صحفية عالمية منها مراسلون بلا حدود وفي الداخل راح ساسة وغيرهم يوسعون من نطاق الحملة الاعلامية والسياسية في مواجهة حملة الكربولي الاضعف شانا وامكاناتٍ وباساليب خبيثة..

صراع الواجهات هذه التي فجرها استخداما سيئا لفعالية عفوية لطالبات متوسطة الخنساء في الفلوجه قادت الى استخدام الخصمين كل ووسائله وادعاءاته، لهذه المادة الصحفية كقضية راي عام “وردْ شرف” للنيل من خصمه ..ما ادخل فريقين يستعدان للانتخابات في معركة مبكرة سيكون . الخاسر فيها شعب الانبار بل وشعب العراق باسره..

ظاهرة كان على رئيس الوزراء ان يبت بها سريعا وان لايتركها نهبا للاقاويل والمقاولين من ساسة وقناصة فرص ومال عام ودولي بدأ ينساب للمحافظات المدمرة ..!! فما بالكم د .عبادي لو انساب مال الدعم الدولي بعد مؤتمر الكويت الاموال للعراق لاعادة اعمار المحافظات المتضررة من داعش ..؟

قطعا إن لم يصار الى نظام دولي تشرف عليه الامم المتحدة وضمن خطة مارشال عراقي وطنيية لا مكانة فيها للفاسدين واللصوص فان هذه الاموال ستضيع مثل غيرها ووقتها سيكون القتال ليس بالكلمات وانما باحذية سياسية..!!

بلا شك إن واقع الفساد في الانبار كمحافظة منكوبة جعل منها مشغلا كبيرا لاعادة البناء وايضا مصرفا !! لكل الهبات والمعونات الدولية والحكومية على حد سواء ..وهذا بحد ذاته مجالا رحبا لانتشار الفساد المستشري اصلا في كل مفاصل الدولة لعدم وجود متابعة حكومية ولاستشراء الفساد نفسه في الاجهزة الرقابية نفسها ..

الساسة في الانبار والموصل ومن يتبعهم من من طغمة المقاولين والمحتالين والنصابين وجدوا في الامر ميدانا واسعا لسرقاتهم وما عادوا امام ذلك الا ان يحاربوا من يشاركهم الغنيمة او من يكشف جرائمهم حتى ولو كان الامر استخدام الطفولة البريئة للتغطية على جرائمهم المدانة التي اطلقت شرارة الصراع الى العلن ..بين البزاز والكربولي ..وكما حدث مع العاكوب في الموصل المهشمة والمهمشة بعدما صارتا سوقا رائجة لسراكيل المفسدين واحزابهم ..