19 ديسمبر، 2024 4:15 ص

دوافع شعار … ايران بره بره .. بغداد تبقى حرة ؟‎

دوافع شعار … ايران بره بره .. بغداد تبقى حرة ؟‎

يغلب علينا او هكذا يراد لنا اننا نتعامل مع ردود الافعال ونهمل الفعل الذي ادى الى ردة الفعل وهذه مشكلة بحد ذاتها فاننا عندما نتناول ردة الفعل ونعتبرها مشكلة فاننا نهمل بقصد او بدون قصد اصل المشكلة واسبابها وبالتالي فسوف لن نتوصل الى حل ويكون موقفنا بعيد عن الموضوعية برز في الايام الاخيرة على شبكات التواصل وفي الشارع امر الشعارات التي رفعت من قبل التيار الصدري يوم اقتحام المنطقة الخضراء والتي تتعلق بايران (ايران بره بره … بغداد تبقى حرة) وغيرها واصبحت تحتل مساحة كبيرة بين مؤيد ومعارض وكل حسب دوافع وتوجهات معينة بعد ذلك مباشرة اشيع ان السيد مقتدى الصدر سافر الى ايران وبطائرة ابرانية ، هذه الاشاعة التي عمل على نشرها “وكالة تنسيم الاخبارية الايرانية” نقلا عن “الفرات نيوز” والتي لم تنشر هكذا خبر مطلقا هذه الاشاعة تحمل رسالتين أو لها مهمتين . الاولى : زرع الشكل واسكات الاتباع ومنع تفاعلهم مع هذا الشعار فقد صدقَ الكثير ان زعيمهم قد سافر فعلا والبعض الاخر لم يتضح له الامر وبالتالي فعدم التفاعل هو الاقرب لتجنب التناقض .الرسالة الثانية: موجهة للخصم الذي تتصارع معه على ارض العراق تريد القول له ولو شكلا ان كل الاطراف تحت اليد ونحن اصحاب القرار . لو عدنا الى اصل الموضوع وسبب اطلاق هذه الشعارات اقول ان هذه الشعارات هي ردة فعل يتحمل مسؤوليته صاحب الفعل وهي ليست وليدة اليوم بل لها جذور منذ زمن مرجعية السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) فقد كان دور من رُفع الشعار ضده سلبي وبادوات المعارضة العراقية ، تجلت بالعديد من الاصدارات في حينها ، منها على سبيل المثال كتيب (عمل لجة الداخل) المنشور في جريدة الحياة اللندنية في سنة 2002 فقد تضمن هذا المنشور اتهامات صريحة للسيد الشهيد رضوان الله عليه بالعمالة للسلطة ، صاحب ذلك غلق مكتبه في ايران بعد ايام على فتحه وبث الاشاعات ضده وغيرها من الممارسات التي بقيت عالقة في اذهان العراقيين عموما واتباع السيد الشهيد خصوصا . وبعد 2003 عاد الموضوع وظهر على السطح مرة اخرى، صاحب ذلك خطوات ايرانية تريد ان يكون كل شيء تابع لها وبعد حيوي لدولتها التي ترى انها مقدسة ومصلحتها مصلحة الاسلام ومصلحة الاسلام مصلحتها وكل من يخرج عن هذه الدائرة فهو خارج على المصلحة الاهية والقداسة وفي صف الشر ومحوره ، يمكن استقراء ذلك من تصريحات القادة الايرانيين والعديد من الفعاليات الاعلامية التابعة ومن اقوال وممارسات الموالين لها ، هذه الافعال وغيرها ادت الى ردة فعل لدى الكثير من العراقيين ليس التيار الصدري وحده بل غيره من الصرخيين المعروفون بصراحتهم بهذا الشأن ، ومن عامة الناس الكير الكير لكنها لا تصرح بذلك لاعتبارات عديدة ، اذن هذه ردة الفعل العراقية ليست مشكلة بل هي حق طبيعي والمشكلة في الفعل المقابل الذي دفع هؤلاء العراقيين لرفع مثل هكذا شعار، وعليه اقول لمن يوجه نقده للعراقيين عليك ان تلتفت الى اصل المشكلة وتلاحظ الاسباب التي ادت الى ذلك .

أحدث المقالات

أحدث المقالات