على ضوء مقالنا السابق والذي نشر بعنوان (ساسة وطنيون لم تستطع شراء ذممهم لا السعودية ولا ايران ) وصلنا من الكاتب المبدع سجاد تقي كاظم التعليق التالي (عزيزي لو نطالع وثائق ويكيلكس …نجد الوثائق تكشف بان السعودية لم تتصل بهم بل هم اتصلوا بالسعودية وقدموا انفسهم لها… كما تساءل الكاتب لماذا عجز الشيعة عن كسب المعارضة السعودية الشيعية على الاقل ضد ال سعود ؟ وليس كيف ان السعودية كسبت وتدخلات بشؤون منطقة العراق) … الحقيقة ان هذا التعليق فيه التفاته مهمة على ظاهرة بيع بعض الساسة العراقين انفسهم الى النظام السعودي وعارضين خدماتهم عليها وليس هي من طلبت شراءهم لذا هذه الظاهرة الخيانية تحتاج الى تسليط الضوء عليها لكشف دواعيها وتداعياتها على العملية السياسية في العراق بل على عموم الشعب , فاما الدواعي فهذا الموقف يذكرنا بحادثة واقعية رواها قبل قرنين من الزمن احد طلبة العلم في النجف الاشرف حيث راى في المنام الشيطان وهو يحمل سلاسل حديدية وحبال وخيوط وقد رمى احد سلاسله على الشيخ الانصاري عدة مرات والشيخ الانصاري يقوم بتقطيعها فقام الانصاري فما كان من هذا الطالب الا ان تقرب من الشيطان وعرفه بنفسه بانه احد طلبة العلم ويدرس عند الانصاري مستفسرا من الشيطان هل انا لي الحبال ام الخيوط كي اقطعها ؟ فقال له الشيطان ليس لك هذا بل انت تاتي بمجرد ان اشير لك باصبعي , فقال له وكيف يكون وضعك مع باقي الناس ؟ فقال الشيطان هم يركضون وراءي … من هنا نفهم ان بعض الناس يركض وراء الشيطان ليرتكب المعاصي وهذا هو حال بعض الساسة من العراقيين سنة وشيعة من وردت اسماءهم في وثائق ويكيليس هم من هرولوا الى النظام السعودي وباعوا انفسهم له مقابل خيانة وطنهم وشعبهم اذن دواعي الخيانة النفس الامارة بالسوء والشيطان من يوسوس لها ومغريات الاموال علاوة على الحقد والموروث الطائفي المتراكم في النفس , اما تداعيات هذه الخيانة فهي قتل مايزيد عن مليون ونصف مواطن عراقي بريء وتهجير ثلاثة ملاين من مناطقهم الامنة فقد سبيت النساء وانتهكت الاعراض ولم يسلم من الاذى في العراق حتى اصحاب القبور ومنهم الانبياء والصالحين … اما لماذا عجز الشيعة عن كسب المعارضة السعودية الشيعية على الاقل ضد ال سعود؟ فانا ارى ان المعارضة السعودية على قدر من الوعي والمسؤولية الوطنية وفهم الواقع المحيط بها فهي تعرف جيدا ان اي اتصال باي طرف اجنبي سيضر بمصلحتها كما تضررت اليمن والبحرين وبالتالي لا تريد هذه المعارضة ان تكون مشاريع قتل ليستفيد منها الطرف الاخر الذي لا يملك قضية لنفسه وهو مرتهن بالاطراف الاقليمية ويدور في فلكها ووضعه هش وفضفاض فكيف له ان يسند وهو لا يستطيع اسناد نفسه من هنا نات المعارضة السعودية ان تعتمد على الغير وخاصة العراق بل حتى ايران وهذا موقف يحسب لها لا عليها .
اخيرا ان تورط بعض الساسة العراقيين في مستنقع الخيانة يمثل جريمة كبرى وخيانة عظمى يجب ان تكون عقوبتها القصاص العادل وبخلاف هذا سنرى ان اعداد الخونة سيزداد بل سيفتخلرون بخيانتهم على الشرفاء والوطنين .