كلمات ومفردات ومصطلحات غريبة عن مسامع الشعب العراقي  , كل يوم تبرز ظاهرة سرعان ماتتبعها باخرى تارة تتسق بنفس النهج وتارة اخرى بسياق مخالف ومعارض, صحوات, مصالحة , داعش , بطاط “ضراط “, محاصصة توازن,تكفير, استحقاق … الى اخر القائمة التي قد تطول مع طول الايام السوداء.
بالرغم من لكل مما ذكرنا اسباب ومبررات مع نتائج وبينهما عمل و فعل يتناسب بين حالتين ,فاما اقصى التطرف واما المهادنة والاعتدال ولايوجد فيما بينهما العدل والوسطية.
من هذه المفردات المثيرة للجدل بل اكثرها اثارة هي “داعش ” التي سرعان ما كشرة عن انيابها لنرى انها, دواعش وليس داعش,دواعش متنوعة مختلفة المرجعية والقيادة مختلفة اسباب النشئة متنوعة في الاهداف متتطابقة في العمل والفعل الى حد الاستنساخ , مختلفة النتائج.
برزت لنا داعش تنظيم القاعدة في العراق وسوريا بقيادة القريشي وسرعان ما انجبت داعش سوريا وبعد حين ارتدت لتلد داعش العراق.
عندما نذكر داعش نذكر الارهاب, نعم انها ارهابية بكل ما تحتوية المعنى من عمق ودلالة ولكن لمن يوظف هذا الارهاب ولمصلحت من ؟, لقد اصبحت داعش كقميص عثمان, معلق ينتحبون حوله, غايتهم ليس عثمان ولاقميصة بل الى مابعد ذلك.
من قال انه لايوجد في العراق تنظيما للقاعدة وان اختلفت اسمائه ومن قال ان القاعدة منظمة انسانية خيرية تسعى لبناء العراق, ومن قال انها ليس ارهابية, بل من قال انه لايوجد للقاعدة فعل في محافظة الانبار او غيرها من المحافظات التي شهدت حراكا شعبيا معارضا.
لقد اصبحت داعش سببا للرزق بعد الله ” جل علاه” سببا يؤمن الكسب عراقيا وعربيا ودوليا وبهذا فاقت داعش موارد النفط والغاز وقد تكون داعش العراق سببا لنيل استثمارات النفط والغاز في حقل ” عكاز”.
تحدثت في بداية المقال عن حجم التناسق بين الدواعش في دوافع التاسيس والنتائج ولكن الجدل يثار فيما بين السطور وهنا يقصد الكاتب السلوك بين مرحلتي التاسيس ومرحلة جني النتائج .
داعش القريشي:
هي داعش تنظيم القاعدة والتي لم تحضى بموافقة ورضا تنظيم القاعدة العالمي عبر رسائل متعددة ارسلها زعيم التنظيم الدكتور ايمن الظواهري الى ابو بكر البغدادي القريشي يحذره من نتائج ذلك على الساحتين السورية والعراقية.
تتسق من بقية الدواعش في نوع العمليات وخاصة التي تستهدف المواطنين الابرياء, بالرغم من اختلاف اهدافها عن بقية الدواعش, كما اختلفت اسباب وظروف النشأة.
نعم تتواجد داعش ابو بكر البغدادي القريشي في كافة مناطق الحراك الشعبي ولها قبول محدود بعد ان تزايد فعل الاقصاء والتهميش والاعتقالات التي تنال مكون “السنة”,نعم انهم موجودون مع ثوار العشائروغالبيتهم من عشائر العراق ولم يؤشر وجود مقاتلين اجانب , فغالبية الاجانب يعملون مع داعش سوريا, يرفض ثوار العشائر وجودهم ولكن لايقاتلونهم في الوقت الحاضر ولم يعملوا على طردهم لانهم سيكونون عونا مؤثرا لهم اذا ما هاجمتهم القوات الحكومية.
داعش الاسد:
داعش رعاها الاسد عندما كانت قيادات تنظيم القاعدة في العراق تحت رعاية وتوجيه مخابراته ,حيث كانت مقراتهم معلومة في منطقة الزبداني وقد وصل الامر الى ان بعض من سياسيوا الصدفة والزمن الرديئ  ومن ” السنة” حصرا,يذهبون لزيارتهم الى مقراتهم في الزبداني وبتنسيق كامل مع المخابرات السورية بغية نيل الرضا بعد دفع المقسوم للمشاركة في الانتخابات, هذه الداعش كانت سببا في تاخير وتعطيل انتصار ثورة االشعب السوري , واصبحت شماعة لتعليق جرائم النظام ولكن بعد ان ادركت قوى الشعب السوري الثائرة ,ان لاخلاص لهم الا بقتال داعش الاسد, وشرعوا فعلا بقتالهم ,لاحظ الثوار عدم استهداف قوات نظام الاسد لمقراتهم وقواعدهم المعروفة, بل اصبح الثوار وبمختلف تسمياتهم مستهدفون من نظام الاسد وداعشه في نفس الوقت , وبات الثوار يقاتلون قوات الاسد وتنظيم داعش في نفس الوقت.
داعش الحكومة العراقية:
هي احدث داعش ولادة ولكنها سرعان ما نالت احتضان بقية الدواعش خصوصا في المرحلة الاولى, في داعش العراق حالة تختلف عن بقية الدواعش حيث يلاحظ الباحثين في شأن تنظيم القاعدة وجود جيلين رئيسيين عاملين في هذه الداعش , جيل القادة والذين رهن اشارة لقوى حاكمة في بغداد ومن خلفها وجيل المقاتلين المغفلين الذين غسلت عقولهم بأسم الجهاد وهم ينفذون اوامر قادتهم.
بمشورة القادة الامنيين والعسكريين يدفعون رئيس الوزراءالمالكي باتجاه استمرار الاوضاع الشاذة في العراق لاسباب انتخابية او لاسباب نفعية خاصة , ان الكثير من الدلائل تشير الى دور حكومة بغداد في تأسيس داعشهم ولنا في مايلي  العديد من الشواهد على ذلك .
1. في يوم 8/1/2014، قال الشيخ وسام الحردان- رئيس مؤتمر صحوات العراق:
أحمد ابو ريشة هو من جاء بداعش وهم يتدربون في صحراء الانبار في مزرعته بمنطقة جميلة.
http://www.albaghdadia.com/studio9/item/25311-7-1-2014

2. في يوم 7/1/2014، قال وزير العدل العراقي حسن الشمري إن القوات الأمنية المسؤولة عن حماية إدارة أمن سجن أبو غريب كانت قد انسحبت منه قبل اقتحام عناصر تنظيم القاعدة السجن والهروب منه قبل أشهر.
وأضاف الشمري في لقاء مع قناة الرشيد العراقية أمس أن تهريب السجناء كان يهدف إلى تعظيم دور تنظيم القاعدة في سوريا.
رابط اللقاء
http://www.youtube.com/watch?v=HT4k9lLx5vI

3. في يوم 19/12/2013، قالت النائبة عن كتلةِ الاحرار الدكتورة مها الدوري بأنه لا توجد اي وثائق تثبت ان الارهابي شاكر وهيب تم الافراج عنه أو هرب.
استنكرت النائبُ مها الدوري ظهور أحدِ الارهابيين المعتقلين على وفق المادة اربعة ارهاب منذ عام الفين واحد عشر في فيديو مصور لأحدى العمليات الارهابية التي شهدتها الانبارُ مؤخرا .
واشارت في حديثها لأستوديو التاسعة إلى أن وثائقَ وزارةِ العدل تؤكد أن هذا الارهابَي تمت احالته من سجن العدالة إلى مديريةِ الاستخبارات العسكرية, مبينة أنه لم يَصدر اي كتاب آخر يفيد بهروبهِ أو الإفراج عنه , كما اكدت الدوري أن الارهابيَ المذكور يتقاضى راتبا شهريا من وزارة الصناعة باعتباره من المفصولين السياسيين.
رابط كلام الدوري:
http://www.youtube.com/watch?v=m6na_nSB1Kc

واخيرا وليس اخرا تزامن تصريح ” صلاح نصر العراق” عدنان الاسدي في قدرتهم على احتلال بغداد وفي اقل من 24 ساعة مع بداية تنفيذهم العمليات في اطراف بغداد وكان كلامه يعتبر كلمة “السر” بالشروع في تنفيذ عملياتهم .
لانرضى  باستهداف المدنيين في العراق وفي كل مكان من العالم مهما كانت الحجج والدوافع ، لكن في نفس الوقت لا نرضى أن يُتخذ الإرهاب حجة وذريعة وشماعة لضرب المواطنين العزل الابرياء، وتحقيق بعض الأهداف السياسية المرسومة سلفاً.