19 ديسمبر، 2024 12:04 ص

دواعش الصحافة في معركة الموصل!

دواعش الصحافة في معركة الموصل!

لاصوت يعلو على صوت معركة تحرير الموصل اليوم. التقدم العسكري السريع اجبر حتى الاعلام المعادي على الاعتراف بنصف الحقيقة في الاقل. ماتتسارع في بثه وسائل الاعلام بكافة اشكاله “المسموع والمرئي والمقروء وشبكات التواصل الاجتماعي” من عواجل وصور وفيديوات تتعلق بمجريات هذه المعركة التي فتحت شهية الكثيرين لنشر التصريحات والتحليلات ومشاركة الصور والهاشتاكات وحتى التسريبات التي تصبح اكثر مفعولا وتداولا مع اشتداد المعارك وتعاظمها.
فالمعركة طال انتظارها ورسمت من اجلها الكثير من الافكار والخطط والاستعدادات. ويبدو ان الوقت قد حان لقطف تلك الثمار ومعها رؤس الدواعش التي اينعت هي الاخرى. ولعل اولى تلك الثمار التي فاجأت الجميع هي التحالفات الكبيرة والتقارب بين ابرز الفرقاء والزعماء السياسيين، والتشابه الكبير في خطاباتهم الداعية الى التوحد والتماسك بوجه العدو والتشارك لاجل القضاء عليه، وتناسي الخلافات وتقديم الاهم على المهم من اجل بلوغ الهدف الاسمى وهو عودة المدينة الى احضان العراق وتسمية معركة الموصل بالحلقة الاخيرة لوجود داعش الارهابي في البلاد.
وفي موازاة ما يجري في الجبهة من معارك فإن مشاعر الكثير من العراقيين المعلنة غلبتها الفرحة والبهجة بقرب خلاص تلك المدينة من انياب الدواعش، وتحرير اهلها واعادة النازحين منهم الى بيوتهم وتأييد الجيش وكل من شارك في معركة التحرير بالتعضيد والمؤازة والتشجيع، شاركهم في ذلك الاعلام العراقي ايضا بتحالف الكثير من القنوات والصحف والمواقع الالكترونية لاجل تبني خطاب موحد يتماشى مع نشر الحقيقة وفرحة النصر دون تضليل او تشويه. الفنانون أعلنوا من جانبهم عن شروعهم بأنتاج اغان وطنية وحماسية تتناسب مع فرحة النصر الكبير.
وحدها خطابات التحريض بالضد من اهالي الموصل وسياسة الاخذ بالثار التي روج لها البعض ممن يصفنون ضمن دواعش الصحافة, او ممن ينطلق منهم من نظرة اقل ما يقال عنها انها قاصرة حتى لو لم تكن مقصودة فإن هذا الخطاب يبدو وحده نشازا في هذه المرحلة. هذه الخطابات في الواقع لم تعد صالحة الان, كما أنها لاتصلح لاي وقت خاصة مع دعوات الحكومة العراقية المتكررة بأهمية احتضان الجميع وفتح نوافذ للمصالحة الوطنية والمجتمعية فضلا عن معالجة الاخطاء التي ادت الى خسارة البلاد اجزاء كبيره من اراضيها بسبب سياسة التحريض والاقصاء التي اعتمدت خلال السنوات الماضية. ولذلك فان المطلوب اليوم التركيز على المحافظة على وحدة المدينة وطبيعتها الديموغرافية، ونسيجها الاجتماعي، وعودة سكانها اليها كما كانوا قبل نكبة الاحتلال
المهمة ربما تكوناصعب من اخراج الدواعش من المدينة لكنها بأية حال من الاحوال الحل الاسلم لاجل ضمان قوتها تجاه اي نكسة اخرى ربما تتعرض لها. ولذلك فان مبدا حسن النوايا هو الذي يجب ان يسود حيث لم يعد مجديا ما يعاد نشره من صور قديمة ربما يكون اهالي الموصل اجبروا على التعاطي مع ما يبدو انه ترحيب بداعش وقد سعى هذا التنظيم الارهابي الى نشرها في مختلف وسائل الاعلام من اجل توسيع الشرخ المجتمعي واظهار اهالي الموصل وكانهم مؤيدون له بينما هم في الحقيقة اسرى سواء لسيفه الذي لا يرحم او لمكانته الاعلامية التي تجعل البعض منا يتبناها ويتحول دون ان يدري احيانا الى وسط اعلامي ناقل لما تريده وتتمناه داعش. دعونا نفرز بين دواعش الصحافة الحقيقيين ممن يدافعون عبر الفضائيات المغرضة عن داعش بكل الطرق والاساليب وبين من يجعل نفسه في خدمة مشروع داعش دون ان يدري.. فلعله يدري.