ليس الامر طبيعيا على الاطلاق،المعادلة الظالمة السائدة في هذه الايام مقارنة الحشد الشعبي بالدواعش يرافقها نهج اعلامي مدرب.
وإذا دخلت في حوار مع “مثقفي الفيسبوك ” من المؤيدين في الباطن تصرفات داعش ستجد تلك المقارنة طافية على سطح المحادثة والحوار.
الحشد الشعبي أو الحشد العراقي قوة لاتمثل الشيعة ولاتمثل السنة، وكذلك لاتمثل الجنوب من دون محافظات الوسط والغربية، والوصف الادق لها أنها تمثل كل من يعارض داعش ويشعر بخطورتها على بلاده.
السؤال العميق من هوداعش؟ وهل يصح أن نقول داعش الذراع العسكري للسنة؟مالايقبل التأويل أن داعش دخلت من باب المظالم السنية لتبني قصر الموت الجماعي للعراقيين، كما أنها ولدت من الدم إلى الدم ومن فوق التخلف إلى قعره ومن حضيض الكتب المتطرفة إلى دهاليز مدارس البغاء.
مامن شك أن داعش وليد ليس غريبا عن جسد التأريخ العربي ولم يأت بجديد في عمليات القتل والاجرام والارهاب والدموية ونحر الرؤوس والتمثيل في الاجساد، بل هو ابن تلك الثقافة المنتشرة في كل عصر وزمان، ومنتشرة هنا وهناك وفي الماضي والحاضر وفي الشرق والغرب.
ويصعب في النهاية أن تفكر أن داعش تمثل السنة، ففي العلن يقول كبار الدواعش إنهم يطلبون رؤوس الشيعة والكفار وهذا صحيح لا غبار عليه، لكن في الخفاء أن السنة المعارضين يقتلون كما يقتل الشيعة ويهجرون كما يهجر الشيعة ويطاردون كما يطارد الشيعة.
قد تكون المقولة الشائعة أن داعش لاصديق لها مطابقة للواقع ومتناغمة مع التفكير ومنسجمة مع التصور.
يتوهم البعض أن داعش ستدافع عنه أمام مايسمونه اليوم بالاحتلال الصفوي الرافضي المجوسي الايراني لبغداد العروبة، لكن الحقيقة أن هولاء أي “البعض ” هم الرؤوس الاولى التي ستقطعها داعش وتمثل بها شر تمثيل، لأنها مجاميع فقدت اخلاقها ودينها.
ويسأل المتذبذبة مواقفهم بين الحين والاخر ماالفرق بين داعش والحشد الشعبي؟ الاجابة ببساطة: الأول يريد أن يموت الاخرين ليعيش والثاني يمشي في طريق الموت ليعش الاخرون.