تمارس الآلة الاعلامية لكل القنوات الفضائية الطائفية في العراق برنامجاً ممنهجاً يركّز على اظهار جرائم عصابات داعش الاجرامية بحق الشعب العراقي بكل اطيافه وتتناسى في ذات الوقت العصابات الحقيقية التي لاتقل اجراماً عن اجرام عصابات داعش الاجرامية والمتمثلة بالكتل السياسية بمختلف الوانها واشكالها واهمّها الكتل والاحزاب الدينية التي نهبت العراق وشرّدت ابناءه وقتلتهم تحت عباءة وغطاء الدين وهجّرتهم وشرذمتهم في كل بقاع الارض من شرقها الى غربها بل وجعلتهم مشردين ومهجّرين ونازحين ضمن اسوار بلدهم العراق !!!
أسوق مقدمتي هذه وأنا أطالع من على شاشات التلفاز الاحتفالية المخزية التي اقامها المجلس (الاسلامي !!) الاعلى في العراق بقيادة الصبي عمار الحكيم بمناسبة استشهاد عمّه السيد محمد باقر الحكيم … هذا الاحتفال الذي اضاف الى سجل وتاريخ المجلس الاعلى جريمة جديدة بحق ابناء الشعب العراق والتي بدأها بجرائمه أبّان حرب الثمان سنوات بحق العراقيين وبالخصوص جنوده الاسرى وانتهاءاَ باحتفاليته موضوع مقالنا هذا … هذه الاحتفالية التي جاءت ودماء أبناءنا في مجزرة الثرثار لم تجفّ بعد والتي راح ضحيتها 140 ضابطاً وجندياً لاذنب لهم سوى انهم ضباطاً وجنوداً في بلد تحكمه شلّة من القتلة واللّصوص من اصحاب العمائم بلونيها الاسود والابيض …
عشرات الملايين خصصت لهذه الاحتفالية وكل الكلاب أو (مايسمّون أنفسهم السياسييين) كانت حاضرة تنبح بكلماتها التي تتراقص على جراح العراقيين بمختلف طوائفهم وليختموا احتفاليتهم هذه على موائد الطعام العامرة بما لذّ وطاب من الطعام والشراب وكأن دماء الشهداء العراقيين لاقيمة لها وسط ابتساماتهم الصفراء وكلماتهم العاهرة بحب العراق زوراً وبهتاناً !!.
فجرائم عصابات داعش يندى لهم جبين الانسانية من شرقها لغربها ولكن الادهى والاخطر على العراق هم دواعش الدين والسياسة امثال عمار الحكيم وكل من حضر احتفاليته الاخيرة لان من شارك وحَضَر هذه الاحتفالية لايمكن ان يكون شريفاً او نزيهاً وذي غيره على بلده وابناءه … دماء 140 شابا من خيرة شباب العراق أريقت على ايدي جرذان داعش ليأتوا بعدها جرذان الدين والسياسة ويحتفلوا ويتحدثوا وياكلوا وكأن هذه الدماء هي لخرفان وليست لشباب لديهم عوائل تنتظر قدومهم ومستقبل يحلمون به …
ماذا سيقول عمار الحكيم لعوائل هؤلاء ؟؟؟
ماذا سيقول عمار الحكيم لاطفال هؤلاء ؟؟؟
ماذا سيقول عمار الحكيم لامهات هؤلاء؟؟؟
ماذا سيقول عمار الحكيم لزوجات هؤلاء؟؟؟؟؟
وماذا وماذا وماذا …….
ليس بالضرورة ان يكون القتل بحزّ الرقاب او بتهشيم الرؤوس … الابشع هو ان تقتل باسم الدين والمذهب وان تسرق باسم الدين والمذهب وان تشرد باسم الدين والمذهب وان تفعل كل ماهو شائن باسم الدين والمذهب …. وتاريخكم مشهود يامن تحكمون باسم الدين والمذهب، فلم تبق موبقة الا وعملتموها باسم الدين والمذهب واخرها احتفاليتكم هذه التي تعكس ضحالة اخلاقكم وخسّة افعالكم التي لاتقل اجراما عن افعال عصابات داعش … بئسكم من رجال دين وبئس دينكم هذا.