منذ مدة ليست قصيرة و انا أتجنب ان اطرح وجهة نظري بالاحداث الإقليمية لرئيسيّة في المنطقة لحساسيتها ، و لكن ثقتي بأهمية هذا الموضوع سأتكلم بتفصيل بسيط أوضح من خلاله وجهة نظري الشخصية للتحول الذي تعيشه منطقتنا .ا
بدأ التحول الحقيقي منذ قيام السعودية بعمل مركز ستراتيجي لمحاربة الاٍرهاب و البدأ بتحويل الدولة السعودية من دولة دينية الى دولة علمانية و كان ذلك لتوفير بيئة مناسبة للتعامل مع المتغيرات التي كانت السعودية هذه المرة صانعة لهذه العوامل من خلال صناعتها
لحدث و دفعها و تنسيقها للحدث الاخر .
الحدث الاول :
الصدام المصطنع مع قطر رغم قدم اسبابه لكنه أنتج وضع جديد لأيران و ليس لقطر فحسب ، فعندما دفع هذا الصدام قطر الى ايران وقع كلاهما قطر و ايران في فخ التقارب فخسرت قطر جزء كبير من امتدادها العربي و خسرت ايران صورتها النقية امام طيف كبير
للمجتمع الشيعي العراقي و الذي كان هدف للسعودية تريد التقارب و العمل معه مباشرة بدون وسيط سني و قد نجحت الى حد كبير في هذا الامر ، مما وفر ارضية لزيارة مقتدى الصدر اليها ، حيث لم يكن بمقدور اي زعيم شيعي ان يخطو خطوة كهذه بدون تقبل
مجتمعي لها من قبل جمهوره ،
الحدث الثاني : قامت السعودية بالتنسيق مع اسرائيل من خلال اللواء المتقاعد النشط أنور عشقي قبل عدة أشهر لدفع الأكراد للأمام بموضوع الانفصال ، حيث تواجدت المصلحة السعودية برفقة المصلحة الإسرائيلية بهذا الملف ، لا يخفى على احد ان تجزئة الشرق
الأوسط الى كانتونات و دول صغيرة هي ستراتيجية إسرائيلية لكن يتسائل البعض اين المصلحة السعودية والتي أراها كما يلي :-
١- ان الصراع القومي داخل العراق بسبب محاولات الانفصال الكردية سيؤدي حتما الى خفض الصراع الطائفي مما يسمح بدخول السعودية للاسواق العراقية الشيعية و التي هي الجزء الفاعل و الجاهز استثماراً و تصديراً (( جهزت ١٠ مليار دولار للاستثمار في النجف
فقط للخمس سنوات القادمة )) فالسعودية تحتاج موافقة و قبول الشيعة لها لكي تتخطى الحواجز التي وضعتها لها ايران خلال الفترة المنصرمة ،
٢- اشغال ايران و تركيا بمشكلة الأكراد و تقييد حركة البضائع من تركيا بسبب اضطرار مرورها بالمناطق الكردية ، علاوة على المشاكل التي سينتجها اي وضع لاكراد العراق على هذه الدول من خلال انعكاساته على وضع اكرادها وبالتالي حولت ايران من الهجوم في
اليمن و سوريا الى الدفاع داخلها و التقلص في العراق ….
هنا بصراحة رأيت الدهاء السعودي و تفاجأت به