23 ديسمبر، 2024 12:20 ص

دم الشهيد فم الساسة يخذلون ضحايا الانتفاضة الشعبانية

دم الشهيد فم الساسة يخذلون ضحايا الانتفاضة الشعبانية

أدعياء تقمصوا شرف الانتفاضة الشعبانية تبوؤا مناصب مسوقين أنفسهم بخط تاريخٍ شجاعٍ لذواتهم الجبانإقترنت إنتفاضة آذار 1991، بشهر شعبان، لأن شرارتها قدحت من إحتكاك غيظ الشعب بقسوة أجهزة القمع البعثية، ترصن دعائم سلطة الطاغية المقبور صدام حسين، بالرغم من إرادة المستضعفين وقهرا على وهنهم…
وإذ يتراكم ربع قرن من السنوات، على آخر رفسة نبض إنقطع تحت رفسات أحذية علي حسن المجيد، في الهور، ممسكا بسيف عربي، يتمتع بذبح الابرياء، إنسياقا مع زهو حسين كامل، الذي أحال ضريح أبي عبد الله ترابا، هده هدما فوق رؤوس المنتفضين الذين إحتموا به، ولما دقت ساعة المنارة، وجه فوهة مسدسه إليها، وأطلق النار عليها، قاطعا صوت أنفاس الزمن، عن الرفيف في شريعة آل بيت محمد.
حل شعبان، يوم أمس الاحد، حاملا ذكرى إنتفاضة منتساة.. وكنا نظنها لا تنتسى، لكن بعد ان دال العراق لمن طرحوا أنفسهم معارضين، قبل 9 نيسان 2003، إنشغلوا بالمال عن دم الشهداء، يتنصلون لحقوق شهداء الإنتفاضة، وما لعوائلهم من رواتب صرفت على ملذات المناصب وسطوة السلطة، التي يعب منها المسؤولون فساداً إفعوانياً بطول 13 عاما، ولم ترتوِ شهوة المال في نفوسهم.. “يوم نقول لجهنم: هل إمتلأتِ؟ وتقول: هل من مزيد؟”.
ما زال لهيب نار الإنتفاضة الشعبانية، يستعر مارجا من نار، يحاول ان يطال ساسة اللحظة الخائبة، براهنها الملتبس حزنا يثأر ممن فرطوا بالذكرى لاهين عنها تهافتا على المناصب، متنكرين لموجبات الوفاء اللازم ان يتحلوا به، نحو الشهداء وورثة الشرف الـ… مهملين الآن، لصالح أدعياء، أبعد ما يكونون عن الانتفاضة، طرحوا أنفسهم ثوارا مشاركين وقادة و… هم أما خارج العراق حينها، او تعاونوا مع السلطة واشين بالثورة.. مسهمين بإحباطها، وفي أفضل الاحوال إقتعدوا بيوتهم، وسدوا الابواب والآذان.
المشكلة، هي ان الادعياء، الذين تقمصوا شرف الانتفاض، والشعبانية براء منهم، معظمهم تبوأ مناصب عليا في دولة الانفلات الراهنة، وسوقوا أنفسهم… خطوا لذواتهم الجبانة تاريخا شجاعا.. مقمصين سوأة عمرو بن العاص أحلى السراويل.
إنشغل الساسة عن ذكرى الانتفاضة، لاهين بذواتهم.. محتارين كيف يدللونها رفاها، وقد تمكنوا من ثروات بلد ثرثار، ذي ملكات فائضة، نشبوا مخالبهم في ضلع حكم شيعي تبرأ منه أخلاق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين.. يدعون ولاءً للأمة المعصومين والسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضى والعسكريان والحجة.. الهادي المهدي، يبرؤون منهم.
فوا حسرتاه على أعمارنا التي ضاعت في غياهب معتقلات الامن العامة، وشبابنا الذي شاخ مكتهلا قبل الثلاثين، هربا من ملاحقات مخابرات الطاغية، في أصقاع العالم.
بعد كل ما هدرناه من دعة بال ورخاء عيش، نظن أنفسنا محرري شعب؛ وجدنا أننا مغفلين.. “مثل جمل يحمل أسفارا” سلمناها عن طيب غفلة لـ… إن تركتهم يفسدون وإن حملت عليهم يفسدون!
وبهذا تأكد لي أن إرادت نفعية، تمسخ الثورات التي تأكل أبناءها وتتآكل تلقائيا، من الداخل؛ طالما نهازو الفرص.. جبناء حاضرون، يتربصون بالنتائج لركوب الموجة، يقصون المخططين الدهاة والمنفذين الشجعان،… كما قال ميكافيللي.