18 ديسمبر، 2024 10:10 م

دم الشعب الذي سيهزم النظام

دم الشعب الذي سيهزم النظام

طوال أربعة عقود، لاتزال الجمهورية الاسلامية الايرانية تصر على إنها تمثل معسکر الامام الحسين في محاربته و مقارعته للظلم، و تتمسك بشعار”إنتصار الدم على السيف”، لکن الذي فات هذه الجمهورية و قادتها و مسٶوليها إنه ليس هناك من قوة بإمکانها أن تمحو من ذاکرة الشعب الايراني أسماء رجال دمويين نظير الخميني و صادق خلخالي و إبراهيم رئيسي و من لف لفهم ضمن قائمة طويلة مشهورة بساديتها المفرطة في إراقة الدماء و التلذذ في القتل و التعذيب.
عن أي دم تتحدث و أي سيف تقصد و سيفها مشهور على رقبة الشعب الايراني و قواه الوطنية منذ 4 عقود؟ وهل تعتقد جمهورية صنعها رجال کخلخالي الذي بيض وجه تيمورلنك و جنکيزخان و هولاکو رغم إن هٶلاء لم تتلطخ أياديهم بدماء شعوبهم، من إنها تتمکن من خداع الشعب الايراني و العالم و التأريخ الانساني وتجعله ينسى جريمة إبادة 30 ألف سجين سياسي في مجزرة يمکن وصفها جريمة القرن بحق السجناء السياسيين في صيف 1988. هل تتصور هذه الجمهورية إنها عندما أغرقت مدن سنندج و باوە و مريوان الکردية بالدماء في ربيع عام و 1980، ودمرت مدن و قرى بأکملها على يد الحرس الثوري و أصدر خلال ذلك الجلاد خلخالي حکم الموت بحق الالاف في محاکمات قصيرة لم تکن حتى في مستوى محاکمات المهداوي في العراق ولا تيمورلنك، هل تتصور جمهورية رجال الدين بأن کل ذلك سيصبح نسيا منسيا؟
أربعة عقود من إراقة الدماء و القتل و التعذيب و الجريمة المستمرة، شکلت موسوعة للجريمة المنظمة من جانب حکم يزعم بأنه يستمد شرعيته من السماء، ولکن، وبعد أن تشبع و إشرئب الشعب من المشاهد الدموية المأساوية، فإنه نهض ليعلن رفضه لهذا الحکم و يسعى الى تغييره بعد أن علم من إن الدين منه براء، ولاريب من إن هذا الوعي الشعبي الملفت للنظر لم يأت من تلقاء نفسه وانما على أثر نضال مستمر غير متواصل من جانب المقاومة الايرانية خصوصا من حيث فضح و کشف جرائم النظام وجعل العالم کله على إطلاع کامل بها.
کشف المعدن الاجرامي للجمهورية الاسلامية الايرانية و فضح ماهيتها الدموية المعادية للشعب الايراني بشکل خاص، وکذلك إماطة اللثام عن المخططات و النشاطات الاجرامية بحق شعوب و بلدان المنطقة، مهمة حملتها على عاتقها المقاومة الايرانية من خلال التجمع السنوي لها الذي تقيمه في باريس فقد صار هذا التجمع بمثابة سجل کبير يشهد عليه حضور من خمسة قارات على الجرائم و المجازر التي يرتکبها جزاروا طهران بسيوفهم التي تتقطر دما، لکنهم لايزالوا يسعون للعب دور الضحية و الايحاء بمنتهى الوقاحة من إن الضحية هو الجلاد، لکن التجمع القادم الذي سيتم عقده في 30 من شهر حزيران القادم، والذي من المتوقع أن يکون واحدا من أهم التجمعات التي تعقدها المقاومة الايرانية لأنها تعقد و النظام في حالة ترنح أکثر من واضحة.
الشعب الايراني و معارضته الاصيلة المتمثلة في المقاومة الايرانية، من کان يواجه و يقاوم سيف الجلاد الحاکم بدمائه وقد إنتصر هذا الدم أخيرا على سيف النظام بعد أن صار النظام معزولا و منبوذا من جانب ليس شعبه فقط وانما شعوب المنطقة و العالم أيضا و صار العالم کله يتطلع لنصرة الشعب و المقاومة الايرانية لکي تشرق شمس الحرية و التغيير على إيران کلها.