23 ديسمبر، 2024 11:36 ص

دمٌ يراق فوق طفوف العراق.

دمٌ يراق فوق طفوف العراق.

القوم يسيرون والمنايا تسير بركبهم، هذا ماكان جوابا من سيد الشهداء، على سؤال من ابنه الاكبر عليهما السلام، ليصف قوم خرجوا لعناق المنايا، فما هو حال من خرجوا للقاء حتوفهم ياترى؟، وكيف كان استعداد ملك الارواح ليكون سريعا في قبض رحيقهم؟.

كل فنان يبدع في تناسق الوانه، ويذهب ليخط الجمال في تعابير افنانه، ليطغى لون افكاره على ما يريد إعلانه، ويغدوا صامتا واللوحة اسمى تعابير كلامه، يخاطب الضمير، وينسج الخيال، ويخبر البصير، ويثير الشجون بروعة الامير.

مررنا بجانب القبو فخرج منه صوتا، حزينا كسيرا يمتزج بالانين، يخبرنا بأرقهِ وكهولته، فظننا ان ما يمر به هو ارق السنين، ووحدته وشيخوخته وتجاعيد الجبين، او ربما ذكر عزيزا فأمتزج بين نبراته واختلط بطياتها الحنين.

قِدّم الباب يخبرنا بتحجر قلبه الما، وسقوط لونه كناية بزيادة جرحه شجنا، ابصرنا تحته فكأن الرمال تريد الرحيل، وكأن امر ازعجها ففقدت كل شيء جميل، وخطت في عتباتها بأن هواءها بات للحقد يميل، كلهيب الشمس عند وقوفها وسطا، باتت ذراتها تلتهب حرا وارقا، وتريد الترك عسى ان يكون للحياة منطلقا.

ازعجني هول ما رأيت، فحدثته بصمت وخوف وانثنيت، اختنقت بعبرة العجز ثم للأكمال ارتأيت، ما بالك كل ما مر سائلٌ اليه اشتكيت؟، الا تعرف الامل، والحب والغزل؟، تمتع بما في يديك بروعة الامل، وابتدي السؤل بالطلل، وطلق الملل.

قال اي الامال تصفون؟، وكنت قد فقدت البصر، وساد في ليلي السهر، وطمس كل شيء بفقد الاثر، وتوالت المصائب والكوارث وماتت الدرر، فالحقد، والكره، والقتل، والتشريد، بدون معتبر.

فقدتُ الرياحين، فلا استنشاق للعبير غير عبير الموت، اندهاشي سبب صمتي، فقلت ماذا حدث؟، فقال تفتح الورد فأنسحق، ورمي اللؤلؤ وسط النيران، سنين عمري كهُلت في المقتبل، وبسمتي حانها الاجل، ولكن ما تراه، هو هول مشهد اضطررت لمعاصرته، حين سيرت لدار السلام قرابين الملائكة، اطلق عليها عرسان سبايكر!.