دعيني أشرح لوازم الخفقان والخدر في شفتي، ومفارقات السهر وصحبة القمر.
دعيني أوضح اهتماماتي ان كنت تعتبريها اهتمامات؟
إني بالحقيقة أُعَّرِفُها علَى إنها؛
إشكالات وجودية، نواقص حَيَاة، تأثيرات محيط، شَيْء من لوازم القَدْر الَّذِي يتهجم علَى أحدهم فيشعره بعزلةً عَن العالم،
إرهاصات تجريدية للوحةٍ معبّرةٍ عَن السأم والاعتراض أو الحيرة.
لا انتهاء جدلي بين الأنثى وذاتي، لا انتماء مصيري بين الواقع وبعض خيالاتي، تمرّد هستيري علَى هذه الأمّة. اعتراضات متكرّرة تصرخ بشكلٍ صامت بداخلي علَى كلٌّ أعمال الخلق والسماء.
أعاني حلقات مُغلقة من الحيرة، تزور كتاباتي في كلٌّ حين، بعضُها مخجل او ساخر يدعو إلى الضحك، مثل تفكيري ((ان رسالتي هذه عبارة عَن دميةٍ تستيقظُ في اللّيل وتتجسد لي بهيئةِ ميكي ماوس! أو أفكر بنوع حمالة الصّدر لديكِ؟)) وبعضها يتسع ليصل إلى لا حدود آلمعقول كالتفكير في؛
(( إصلاح أخطاء البشر وتنظيم سلوكهم وتنظيف أذهانهم من مخلَّفات الأفكار الثقيلة والسلوك البذيء الذي يتمتعون به، لاحظتي كَلِمَة يتمتعون به؟ نعم إنهم كثيراً مايستمتعون بسلوكهم البذيء!))
ايضاً انتماءاتي الإجتماعية ليست بقدرٍ مَن الترتيب وَلا حياتي ايضاً،لَا أتمتع بقدرةٍ كافيةٍ علَى الإنسجام مَعَهُم، أقول لكِ سراً؟
لا اجد أهميةً اصلاً بالإنتماء الى هؤلاء أنا أعتبرهم مسخ انسان. هؤلاء أشرار يتحوّلون في أي موقفٍ أو ظرفٍ إلى قتلةٍ او لصوص، او كاذبين، أفضلهم ” هُمَزٌ لُمزٌ” أو رأسماليين انتهازيين!
بالمختصر أنا منذ زَمَنٍ، خرّجت عن هَذَا ألعالم محتضراً وكنت محاصراً بين العلةِ والعزلة!
علّةُ تحوّل قُومِي إلى مسوخ!
وزلةُ ما نطمح له من أجلهم!
لا هُم تعافوا من حقدهم وشرهم وقسوة قلوبهم، ولا أنا أستطعت أن أنقذهم.
هُم عاشوا حياةً لايمكن لهم الإفصاح عنها خوفاً مَن الافتضاح، وأنا خرّجت مِنْهُم خوفاً من “اشكالية الحوار بالانياب”.
لم أسافر يوماً إلى دُول الحوار ولا الجوار،لكني أعرف سماءها وكتبها ونساءها الآثمات، لأني تطايرت عَلَيهِم كذراةٍ معذبة! لم أعرف في بلادي(( سماءها وَلا معابدها ولا نساءها الآثمات))، لم يعنيني امرهن، لأنهن آثماتٍ بِلا ضمير! مصابات بنَفس العَدَميّة الَتِي يُعاني مِنْهَا الجميع هنا. لذلك هن مخيفات حد ألموت، داعراتٍ حدَ (( الصك)) الجميع هنا في وجْهَه سيماء القاتلين!
سافرتُ إليكِ بعد ان اخضعتني العزلةُ لتفتيشٍ دقيق لجميع انتماءاتي إلى هَذَا الوجود، ومدى استجابتي للوضع الجديد، تحقّقت من كلٌّ آثامي وتصوراتي المخجلة بالسر عَن الأنثى، والَتِي مِنْهَا بالعلن. طحنت عقلي ومَن ثمّ عجنته بشكلٍ يَلِيق بي أن التقِ بكِ.
“العزلةُ لها تأثيرها، عندما تمارس دَوْر الآلهة علَى المقبلين عليها،تصرعك في بادئ الأمر، من ثمّ تعتني بكَ،تحاورك وتقاتلك، حتّى تصقلك في أكثر الحالات إنساناً، هِي لم تطلبك، أنت من تطلبها حين تشعر بالخوف من المتحولين”
عِندَهَا رأيتكِ ماثلةً أمامي كأحد امتيازات تلك العزلة.
” عِند طهر الإنسان تتجلى لَهُ امتيازات تُخَلَّق لَه فحسب، تكون من أجله، خاصةً به، تؤنسه وتساعده،تحميه وتحرسه ملاكات حارسة أو أدوات ردع.
لا يعرفها حتّى هُو، وهي لأتعرف إنها مكلّفةٌ به”
أنتِ كنتِ من هذه الملاكات.
“كثيرةً هِي الأشياء العاقلة او الصامتة او الجاهلة الَتِي نَحْن نجهلها وهي مصدر من مصادر الأطمئنان والرعاية لنا”
تعرفين شيئاً إنك ماكرة !!!
قد تكوني أحد هؤلاء المتحولين ولستِ نازلةً برعاية عزلتي.
لا أعلم؟
لكنك رَغْم هَذَا جَمِيلَة جداً وممتعة، شهيةً كالرواية، ممتلئةً الجسد متصاعدة الأرداف،متصادمة النهدين “كصدام الحضارات”
أستيقظَ من نومه يتألم نتيجةً لسوء الهضم، وانطفاء التيّار الكهربائي المصحوب بانخفاض درجات الحضارة!!