18 ديسمبر، 2024 11:50 م

دموع النجفي.. وكارت أبو الخمسة!

دموع النجفي.. وكارت أبو الخمسة!

” كل ما أخذتموه منهم حلال, وأنتم في حل من أي عهد, ما قدموه لكم هو جزء بسيط من حقوقكم, ولكم حرية الأختيار” هكذا خاطب الناس ودموعه تنهمر على وجهه, ولا يمكن لأي أحد أن ينكر موقف المرجع الكبير بشير النجفي (دام ظله), قبيل الانتخابات الاخيرة, وهو بالتالي موقف المرجعية الواضح, لمن لم يفهم رسائل خطبة كل جمعة.

رغم أن رسائل المرجعية في الدعوة للتغيير كانت واضحة للعيان, من قبيل المجرب لا يجرب, لابد من تغيير الوجوه, لا تنتخبوا من أخفق في أدارة شؤون البلاد, أختار قسم كبير من المستفيدين أن يلعب دور المتغابي, من منطلق ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي , وراح يتحرى عن معنى تلك الرسائل, فكان العذر أن المرجعية لم تحدد بالأسماء, كما قال قوم موسى (عليه السلام), أن البقر تشابه علينا!

رغم أن أبقار السياسية المنهكة التي تدور في بركة آسنة معروفة , الا أن المصالح تعمي الأبصار, فكان رد المرجعية أكثر وضحاً قبيل الأنتخابات , وبالأسماء هذه المرة, وعلى لسان المرجع الكبير بشير النجفي( دام ظله), فكانت الأعذار مثيرة للأستغراب, بعضهم أكد أن الشيخ بشير النجفي ليس مرجعاً!, وقسم آخر يرى أنه لا يمثل المرجعية! ولا يتحدث باسمها.

أنكروا على الرجل علمه, وانتماؤه للمرجعية, ليحافظوا على المغانم, تماما كرماة جبل أحد عندما تخلوا عن مواقعهم, ليأخذ كل نصيبه من الغنيمة, فصار المسلمون غنيمة معركة حسمها الجشع, وما أشبه اليوم بالأمس.

تصدر المشهد الأنتخابي (كارت ابو الخمسة, بطانية, صوبة, 2 كيلو تمن, ايباد, ومبلغ 25 الف ) مقابل أن تقسم أنك ستنتخب من بعته صوتك, وطن للبيع في مزاد رخيص!

رغم أن المرجعية نهضت بأعباء التغيير, وكانت أول من طالب بذلك وحث عليه, ألا أن أصحاب الغنائم أدركوا متأخرا أن المقايضة رخيصة, بعد أنتهى (الكارت ابو الخمسة, وصرفوا ال25 الف), فراحوا يلقون باللائمة على المراجع , ويرفعون لافتات تسيء للمرجع الكبير السيستاني( دام ظله الوارف), منها ” يامن الزمت الناس بانتخاب 555 و169 اكرمنا بسكوتك”, وأفضل وصف يمكن أن ينطبق على هؤلاء قوله تعالى (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) , الانفال(22) فالنصيحة للعاقل, والعصا للدواب.