7 أبريل، 2024 6:26 م
Search
Close this search box.

دموع الصياد

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحكى ان صيادا اصطاد مجموعة من العصافير في يوم بارد ، ثم وضعها أمامه ، وصار يذبحها واحدا واحدا والباقي ينظر ويتفرج …وكانت دموع الصياد الجزار تنزل من عينيه بسبب البرد القارس والريح الشديد ، فنظر عصفوران اليه والى دموعه فقال أحدهما للآخر : انظر الى الصياد المسكين كيف يبدو حزينا على ذبحنا ..انه يبكي شفقة علينا ورحمة بنا ! فقال له العصفور الآخر بفطنة وذكاء : ” لاتنظر الى دموع عينيه ، ولكن انظر الى فعل يديه” ..
بعد اندلاع تظاهرات البصرة وبقية المحافظات وشعور الحكومة وقادة الأحزاب ان الأمر لايخلو من تهديد هذه المرة ان لم يكن بازالتهم تماما -فهذا أمر يشبه ازالة مادة لاصقة من فستان متهريء لأنها قد تتسبب بتمزقه – فبعرقلة تشكيل الحكومة حسب اهوائهم ومزاجهم وبظهور قاعدة معارضة قد تتسع يوما بعد آخر وقد يتم اختراقها من قوى لاقبل لهم بمواجهتها حاليا لذا لجأوا الى ردود فعل مثيرة للسخرية منها ايقاف شبكة الانترنت لمنع التواصل بين المواطنين وتقليص حجم النقمة الشعبية التي ربما تؤججها منشورات التواصل الاجتماعي فضلا عن التواصل بين جهات الحراك وتطويره ، ومنها أيضا لجوء بعضهم الى الاعتذار للشعب العراقي عن تقصيرهم في خدمته وارضائه وتقديمهم وعود جديدة لتغيير سياستهم واحتواء الشعب وتنفيذ مطالب المتظاهرين ، وهم يدركون تماما ان أبسط فرد عراقي بات يشبه ذلك العصفور النبيه الذي لم تخدعه دموع الصياد لأنه نظر الى ماتفعله يديه !! أليس مثيرا للسخرية أن ينتهي الأمر بمجرد اعتذار وكأن السنوات الفائتة لم تكن كافية ليعبروا عن سلامة نواياهم تجاه الشعب من خلال الاهتمام به وان صحوة متأخرة أصابتهم ليندموا عما اقترفوه بحق الشعب ويقرروا مراجعة انفسهم والاعتذار عن افعالهم .. نحن ندرك ان منصب رئيس الوزراء يغري بأكثر من ذلك ولاضير من التنازل للشعب والاعتذار منه مقابل الفوز به !!
بعد ذلك ، جاءت خطبة المرجعية الأخيرة لتطالب رئيس الوزراء المقبل أن يكون قادرا على ضرب الفاسدين وتوفير الخدمات ومحاربة الميليشيات والمسلحين وان يحظى بصلاحيات أكبر لتنفيذ ذلك أو ان يقع تحت طائلة حساب الشعب بأسم الديمقراطية ، فهل سيكون رئيس الوزراء المقبل ساحرا يجترح المعجزات ليرضي شعبه ، وان تمكن من ذلك فهل سيضرب الفاسدين في حزبه أومن يهدد وجوده أم سيجاملهم و(يداري خبزته) ويكتفي بسحب يد المقصرين في وزاراتهم كما فعل السيد العبادي ليذر الرماد في العيون ..
باختصار ، لن يبرأ الوطن ولن يزول الفساد لأنه متأصل في نفوس من يحلم بالسلطة ، ولن تكفي الصلاحيات الواسعة لخدمة الشعب لأنها قد تستخدم في ضربه وسرقته فقط ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب