22 نوفمبر، 2024 5:07 م
Search
Close this search box.

دموع آلاء الطالباني

دموع آلاء الطالباني

حين بكت النائبة آفين دخيل تضامنا ً مع النساء اليزيديات اللائي أخُذن سبايا لعناصر داعش الإرهابية أبكتنا معها تعاطفا ً مع شريحة من الشعب العراقي وجدت نفسها وعلى حين غرة ضحية هجوم ٍ بربري لمخلوقات ٍ آتية من كهوف التاريخ لتمارس أعمالها الهمجية التي أثارت تعاطف الناس مع دموع ٍ تساقطت وكأنها أرواح ملائكة أريقت على مذبح الحرية . لدموع آفين دخيل رمزية عالية وهي سلاحها الأمضى في محاربة الظلم والقسوة والبربرية التي تمثلها ثقافة داعش رمز الظلام والتخلف , في مقابل تلك الدموع النبيلة للنائبة اليزيدية آفين الدخيل تواجهنا دموع النائبة الكوردية آلاء الطالباني وهي تذرفها تعاطفا ً مع قاتل لا لشيء إنما لكونه كورديا ً وكأنها تنقل لنا رسالة ً بأن المواطن الكوردي وإن كان قاتلا ً فهو الإولى بالعناية والتقدير والتعاطف . يمكننا أن نتفهم جزئيا ً تعاطفها مع مواطن من جلدتها لو أرتكب جريمته في غفلة أو كان في حالة من الوعي المغيب لكن للأسف كان ذلك المواطن الكوردي قاتلا ً مع سبق الإصرار , فقد إرتكب جريمته بدم ٍ بارد ٍ مستقويا ً بالحزب الذي ينتمي إليه وبتعاطف سياسيين أمثال الطالباني التي لم تذرف دمعة ً واحدة ً للنساء اليزيديات وهن يبعن في أسواق الموصل كسبايا حرب , ولم نرها تذرف الدموع تعاطفا ً مع ضحايا مجزرة سبايكر مثلا ً وبدلا ً من أن تذهب الى عائلة المغدور وهو من الأسرة الإعلامية وأستاذ جامعي , أقول تذهب في زيارة مجاملة أو رفع عتب للمواساة ولو أنها ذرفت دموع التماسيح لكانت مقبولة وهي تحتضن أطفال الشهيد د. محمد بديوي وتعانق زوجته الأرملة الشابة بدلا ً من معانقتها قاتلا ً يستحق الإزدراء لما ارتكبته يداه من جريمة بشعة في قسوتها ونذالتها . السؤال الذي يتبادر الى الذهن الآن مالرسالة التي تود إيصالها النائبة آلاء الطالباني خصوصا ً وهي تمثل حزبا ً عريقا ً وكل تصرف ٍ منها حتى وأن بدا عفويا ً وتتحمل وحدها مسؤوليته فهو يمثل الحزب الذي تنتمي إليه بالضرورة ؟ دموع الطالباني هي بهذا المعنى سياسية ويمكن تأويلها وقرائتها سياسيا ً وأحد هذه التآويل أن الدم العربي رخيص ولا قيمة له وأن ثمة مواطن من الدرجة الإولى هو الكوردي بالضرورة ومن بعده فلا معنى ولا قيمة لأحد مهما كانت مكانته العلمية والأجتماعية طالما هو من خارج الملة وهذا الإنحياز الأعمى هو شوفينيا ً يخلو من الرحمة والإنتماء للحضيرة البشرية بمعناه الواسع . أخيرا ً أقول بأن المطلوب من النائبة آلاء الطالباني هو الإعتذار لذوي الشهيد المغدور أولا ً وللشعب العراقي بكل أطيافه عن دموعها التي أريقت هباء ً لقاتل حتى لو كان كورديا ً .

أحدث المقالات