23 ديسمبر، 2024 2:16 م

زهرة بيبون تلتحف دمعة الغربة وتتشظى مثل ظل منكسر،هي أغنية موصلية يعزف لحنها طفل بريء(تحبون الله ولا تقولون وياردلي وليلى جننتيني وياسماق وصاح القطارواشكان الدلال والحنة الحنة ، فرقد ملكو مذيعة من الزمن الجميل ،كانت تقدم برنامج رسالة أم الربيعين وتعرضه القناة المحلية في تلفزيون نينوى ،ولها مشاركات فنية أخرى كالتمثيل وغيره،شاركت في مسلسل (المسافر )، في أولى تجارب كاظم الساهر التمثيلية،وشاركت معه في أكثر من أغنية كعارضة بناء على طلب وإلحاح الساهر نفسه،ولها مساهمات إعلامية مميزة ،باختصار هي نجمة الموصل ومحبوبة أهل نينوى، اقترن اسمها وصوتها وصورتها  بذاكرتهم وانطبعت في قلوبهم ،فرقد ملكو هاجرت كما تهاجر الطيور الى سماء أخرى،  غير سماء مدينتها التي ولدت وترعرعت فيها ،كانت محطتها محافظة اربيل وتحديدا عينكاوة ،لتعمل في فضائية عشتار ،أقول هاجرت فرقد كما هاجر مثلها آلاف من أهلنا وأحبائنا وفلذة قلوبنا المسيحيين والمسلمين ،الى شتى بقاع الأرض والمنافي ،بفضل الإرهاب الطائفي ،الذي أراد تفريغ العراق من أهله الاصلاء الذين رفضوا الاحتلال وعملاءه ،ورفضوا أن يكونوا أداة بيدهم لتقسيم العراق الى طوائف وقوميات واديان متناحرة ،يحكمها أمراء الطوائف،ممن هللوا وزمروا وطبلوا للاحتلال الأمريكي الوحشي للعراق، أمس رأينا دمعة فرقد ملكو ملأت شاشة فضائية سما الموصل، دمعة بحجم العراق، نزلت عندما استذكرت طفولتها في حارات الموصل مسقط رأسها وملعب طفولتها (فتذكرت النبي شيت،والدواسة والساعة ورأس الكور والسرجخانة وشارع النجفي والدندان والجوسق والنبي يونس ومحطة تلفزيون نينوى في الفيصلية )،ولم تنس من عملت معهم  من كادر التلفزيون  المدير معد الجبوري والمذيع ابراهيم الحلو والمخرج طارق فاضل وخليل ابراهيم وشميران سادة ومحمد نوري طبو وموفق صديق ومقصود ومحب وصبحي صبري وصباح ابراهيم  ورتل من أحبتها في الوسط الفني من رموز المسرح والغناء والفن التشكيلي والأدب والثقافة،فكان استذكارهم لمسة وفاء وصدق المحبة وموج الشوق الذي هز كيان فرقد لتهطل دموعها فرحا بحضورهم معها في اللقاء،فرقد نجمة ضلت طريقها في زحمة الإرهاب الطائفي البغيض ،الذي مزق أوصال قلوبنا وشتت أحبتنا الى فجاج الأرض،أقول بصدق أن دمعتك يانجمة نينوى الني انحدرت من عينيك الجارحتين ،لم تنزل من مآقيك ،لقد نزلت من قلوبنا كلنا ،نحن أحباؤك وأصدقاؤك وإخوتك ومريديك واهلك في نينوى ،إنها دمعتنا جميعا ،لم تنزل حزنا ،وإنما نزلت لكي نقول معك العراق باق في أحداقنا ، لا نتخلى عنه رغم الجراح التي أثخنت وأدمت قلوبنا بفراق أحبتنا العراقيين المهاجرين قسرا الى مناف بعيدة ،نقول لكم أنكم مازلتم تتربعون في العيون والقلوب وعودتكم الى أهلكم ومحبيكم مسألة وقت لا غير ،فالعراق باق باق والأرض باقية والفراتان باقيان ،وربيعا نينوى باق كبقاء مئذنة الحدباء وجريان دجلة والفرات ،وشامخ كشموخ نخيل البصرة ،وسماؤه باقية كبقاء الله  جل جلاله ، أما العملاء والدخلاء والطائفيون والعنصريون والأفاقون واللصوص ومقطوعو الجذور الأغراب سيرحلون عاجلا أم آجلا ويبقى العراق  وطنا ،للشرفاء الانقياء الاصلاء من العرب والكرد والمسيحيين والتركمان والايزيدين والشبك ، العراق عراق الجميع ،لا عراق الغرباء والظلاميين الطائفيين الإرهابيين …دمعتك يا فرقد ملكو ناقوس عشق سرمدي يدق في ساحة التحرير ويعلن أن العراق واحد موحد رغم انف أعداء العراق…